ترك برس

أكد وزير الحج والعمرة في المملكة العربية السعودية الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة، أن علاقاتهم مع رئاسة الشؤون الدينية في تركيا "رائعة جداً".

وقام الدكتور الربيعة بزيارة رسمية إلى تركيا الأسبوع الماضي مع عدد من المسؤولين من القطاعين الحكومي والخاص؛ يمثّلون منظومة خدمة ضيوف الرحمن؛ بهدف إطلاع الجانب التركي على المبادرات النوعية والتسهيلات والإجراءات لتسهيل وصول المعتمرين إلى الحرمين الشريفين، وإلنقلة النوعية في خدمات ضيوف الرحمن. وفق وكالة الأنباء السعودية (واس).

وأعلن وزير الحج والعمرة السعودي خلال لقاء مع رئيس الشؤون الدينية التركي الدكتور علي أرباش، عن انضمام تركيا إلى الدول المؤهلة للحصول على تأشيرة الزيارة الإلكترونية للمملكة واستخراجها خلال دقائق، التي تتيح لحاملها القدوم إلى المملكة وأداء العمرة وزيارة المسجد النبوي، مع إمكانية زيارة مدن المملكة الأخرى، والإقامة لمدة تصل إلى 90 يوما خلال العام.

كما تم الإعلان عن زيادة السعة المقعدية للرحلات المجدولة بنسبة تقدّر بـ 380%، إلى جانب بدء الرحلات المباشرة من العاصمة التركية أنقرة إلى المدينة المنورة، ومن مطار مدينة غازي عنتاب إلى المدينة المنورة بدءا من هذا الأسبوع، والإعلان عن إضافة الخطوط الجوية السعودية لـ 100 رحلة موسمية إضافية خلال موسم العمرة إلى مدينتي جدة والمدينة المنورة. وستطلق طيران ناس خطًا مباشرًا من أنقرة إلى جدة وإلى المدينة المنورة بواقع 6 رحلات أسبوعيًا.

وفي تصريحات لموقع "TRT عربي" الحكومي التركي، قال الوزير السعودي إن رؤية المملكة 2030، تتضمن تسهيل وصول المسلمين من جميع أنحاء العالم إلى مكة والمدينة وإثراء تجربتهم، بحيث تكون تجربة لا تُنسى وفيها كثير من الأنشطة الممتعة لهم.

وفيما يلي نص الحوار الذي أجراه "TRT عربي" مع الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة:

ما أهمية علاقاتكم مع رئاسة الشؤون الدينية التركية؟ وما أهداف زيارتكم الحالية إلى تركيا؟

الحمد لله، العلاقات السعودية التركية متميزة، وعلاقتنا مع رئاسة الشؤون الدينية التركية رائعة جداً، إذ هناك تعاون دائم ومستمر، ونتيجة هذا التعاون الذي يحدث بين المملكة وتركيا والتطور في العلاقات المستمر، أُعلن في 17 أكتوبر/تشرين الأول الجاري عن التأشيرة الإلكترونية للمواطنين الأتراك، بحيث يستطيعون الحصول على تأشيرة للذهاب إلى المملكة، سواء لزيارة مكة أو المدينة أو جميع مدن المملكة.

التأشيرة تستخرج إلكترونياً أو عند الوصول، ومدتها سنة كاملة، كما أنّها ومتعددة. وتعدّ هذه الخطوة في الحقيقة نقلة كبيرة تسهل على المواطنين الأتراك الذهاب إلى المملكة وزيارة مكة والمدينة، وأيضاً أي مدينة في المملكة يمكن زيارتها بسهولة.

افتتاح النسخة التركية من تطبيق "نُسك"، وتفعيل البرنامج للمواطنين الأتراك، ما أهمية هذه الخدمة؟

طبعاً منصة نُسك، هي منصة متكاملة فيها مجموعة من البرامج التوعوية لأداء النُّسك بأنواعها، وكذلك تتيح معرفة التأشيرات والخدمات المتاحة لأي زائر للمملكة. وهذه المنصة فيها تطبيق نُسك الذي يتيح خدمة الحج والعمرة عند الوصول إلى المملكة، بالإضافة إلى كثير من الخدمات الأخرى المتاحة.

نريد أن نتحدث أكثر عن رؤية المملكة 2030، في شأن الحج والعمرة، فما أهم البرامج التي تعملون عليها ضمن هذه الرؤية في وزارتكم؟

طبعاً أحد المستويات الرئيسية التي نعمل عليها، سهولة الوصول، فشركة الخطوط السعودية وكذلك طيران ناس تعملان على زيادة كبيرة للسعة المقعدية.

الخطوط السعودية أعلنت زيادة السعة المقعدية بين تركيا والمملكة العربية السعودية بنسبة 380% مقارنةً بالعام الماضي، وهذه حقيقة زيادة تاريخية، وكذلك أعلنوا عن محطة جديدة، مثلاً أُعلن مؤخراً عن رحلات مباشرة من العاصمة أنقرة إلى مدينة جدة (تبدأ في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل).

وكذلك من أنقرة إلى المدينة المنورة، كما أعلن طيران ناس أيضاً عن زيادة السعة المقعدية، وكذلك بدء رحلات مباشرة من أنقرة إلى جدة والمدينة، بدورها أعلنت الخطوط السعودية رحلات مباشرة إلى مدن أخرى، وتعدّ الرحلات المباشرة تطوراً كبيراً.

هل سيجري توفير زيادة في عدد الرحلات؟ وتقديم هذه التسهيلات نفسها لدول إسلامية أخرى؟

بالتأكيد، نحن نعمل مع جميع الدول الإسلامية لزيادة السعة المقعدية لجميع الدول، وهذا انعكس على زيادة واضحة في أعداد المعتمرين هذا العام مقارنةً بالأعوام السابقة.

هناك أيضاً مشروع مهم جداً، فمكة والمدينة تزخر بمواقع تاريخية مرتبطة بالسيرة النبوية الشريفة، لذا عملنا على تطوير عدد كبير من المواقع التاريخية.

البعض من هذه المشاريع قد أُنجز، ويجري العمل على إنجاز المتبقي منها، والتي تبلغ أكثر من مائة موقع تاريخي، ونحن نشجع كل زوار مكة والمدينة لرؤية هذه المواقع والتعرف على تاريخ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

هذا من شأنه أن يجعل مدة الزيارة ربما لأداء مناسك الحج والعمرة أطول وهو أمر يتطلب توفير بنية تحتية تستوعب هذه الأعداد، فهل طورت المملكة بنيتها التحتية المرتبطة بهذا الأمر؟

صحيح، لذلك كما ذكرت نحن نعمل على مشروع كبير، فالمواقع التاريخية فيها كل ما يتعلق بجعل التجربة ثرية ومعلومات مفيدة لكل من يزور هذه المواقع.

بالنسبة إلى البنية التحتية، أكيد هناك مشاريع هائلة يجري العمل عليها في المملكة، منها توسعة الحرم المكي توسعة ضخمة جداً، وكذلك المطارات، فمطار جدة الجديد افتتح حديثاً، وهو يشكل نقلة نوعية في عالم المطارات، ومطار المدينة كذلك افتتح منذ 3 أعوام بتوسعة كبيرة.

كذلك إنشاء القطار السريع بين مكة والمدينة، والذي سوف يختصر المسافة بين المدينتين إلى ساعتين فقط، فهناك مشاريع ضخمة تنفذها قيادة المملكة وحكومة المملكة، بهدف تسهيل وتقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن.

من أبرز الأمور التي لاقت إشادة كبيرة من زوار المملكة التقدم التكنولوجي، خصوصاً إدخال الذكاء الاصطناعي في مجالات مثل الحج والعمرة، فإلى أين وصلتم في هذا الملف؟

بالتأكيد، التقنية هي وسيلة لإعطاء تجربة أفضل للزوار، لذلك مثلاً أطلقنا خدمة حجز الروضة الشريفة، إذ إنّ الروضة الشريفة دائماً عندنا طلب كبير على زيارتها، ومن دون الحجز المسبق لن تكون التجربة جيدة.

وربما الزائر يحتاج إلى الانتظار لفترة طويلة من دون آلية الحجز، ولكن مع هذه الآلية يكون الدخول منظماً، ونستطيع أن نستوعب عدداً أكبر من الزوار، ونعطي الأولوية لمن لم يسبق له الدخول إلى الروضة خلال الفترة السابقة.

هناك العديد من الدول التي تشهد أزمات، وربما هذا يعيق وصول الحجاج والمعتمرين منها، فهل هناك أي تخصيص أو معاملة خاصة بالنسبة لحجاج هذه الدول؟

بالنسبة للحجاج، هي (مقاعد) محدودة، إذ إنّ النسبة محددة من خلال منظمة التعاون الإسلامي، وهي واحد من ألف من أعداد المسلمين، ونحن دائماً نسعى لتوفيرها بالتأكيد لجميع المسلمين، وأي تسهيلات نقدمها لجميع الدول لقدوم الحجاج، وهذا أولوية عندنا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!