ترك برس

أظهرت بيانات رسمية إقبالاً غير مسبوق في تركيا على الانتقال إلى نظام "TROY" المحلي، وهو نظام تحريك الأموال والدفع بالبطاقات الإلكترونية، وذلك بسبب حملة مقاطعة نظامي "visa" و"mastercard" الأجنبيتين بسبب دورهما في دعم إسرائيل التي تشنّ هجوماً دموياً على المدنيين في قطاع غزة منذ أكثر من شهر. 

ويأت هذا الزخم في إطار مساهمة الأتراك في حملة مقاطعة الشركات الإسرائيلية أو الداعمة لإسرائيل احتجاجاً على حربها على غزة.

وأُنشئ نظام البطاقات المحلية تحت قيادة مركز البطاقات المصرفية بين البنوك BKM، عام 1990 بالشراكة مع 13 بنكاً تركياً عاماً وخاصاً، ضمن نظام الدفع بالبطاقات. وتم تسريع الأعمال الإضافية على النظام بعد أن أصبح البنك المركزي لجمهورية تركيا مساهماً مسيطراً في مركز البطاقات المصرفية عام 2020، وفقاً لما نقله تقرير لـ صحيفة "ديلي صباح".

ومع تطبيق استراتيجية نشر بطاقات الدفع الصادرة عن المركز هذا العام، حققت "تروي" التي تدعم أحدث التقنيات في مجال أنظمة البطاقات، نمواً سريعاً في الاستخدام والعدد.

ويوجد حالياً ما يقرب من 19 مليون بطاقة تحمل شعار "تروي" التي حققت اعتباراً من أكتوبر/تشرين الأول 2023، انتساب 55 عضواً لها كبنكٍ ومؤسسة نقود إلكترونية، إذ يمكن استخدام بطاقات "تروي" في جميع نقاط النقد وأجهزة نقاط البيع ومعاملات التجارة الإلكترونية محلياً.

ويمكن الحصول على بطاقات TROY التي يمكن استخدامها في الخارج وفي الأماكن التي تكون فيها شعارات أنظمة البطاقات الدولية الموجودة على ظهر البطاقة صالحة، عن طريق التقدم بطلبٍ إلى البنوك ومؤسسات النقود الإلكترونية.

وفي حين زاد حجم التسوق باستخدام بطاقات "تروي" بنحو 14 ضعفاً في أكتوبر/تشرين الأول مقارنةً بالحجم في يناير/كانون الثاني من هذا العام، حيث وصل إلى 48 مليار ليرة تركية، فقد تم إجراء معاملات بقيمة إجمالية قدرها 239.2 مليار ليرة تركية باستخدام هذه البطاقات منذ بداية عام 2023.

صرح مسؤولو البنوك أن الطلب على بطاقات "تروي" في البنوك قد تسارع في الأسابيع الأخيرة، وأن هناك حاجة للحصول على بطاقات جديدة واستبدال البطاقات المعمول بها قبل إصدار "تروي".

من جانبه أوضح أتيلا شندور أحد مستخدمي البطاقة، أنه يستخدم بطاقة TROY منذ حوالي عام، وأنه راضٍ عن فعاليتها. وقال: "اخترت بطاقة تروي لأنها محلية ووطنية، وأنا أوصي بها كل معارفي".

ووفقاً لتقريرٍ محلي منفصل، أكد أن رئاسة الشؤون الدينية التركية ستتحول إلى استخدام البطاقة المعنية في الأسابيع المقبلة.

وقد عقدت الهيئة الدينية اجتماعات مع المؤسسات المالية التي تدفع رواتب بدون فوائد، يخصُّ الانتقال إلى بطاقة "تروي". وأكدت المديرية بدورها أيضاً أن موظفيها سيستخدمون البطاقة من الآن فصاعداً.

الموقف التركي من التطورات في غزة

وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أعلنت حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) وفصائل أخرى في المقاومة الفلسطينية، إطلاق عملية أسمتها "طوفان الأقصى" ضد أهداف إسرائيلية في غلاف قطاع غزة التي تعاني من حصار مطبق منذ سنوات.

إسرائيل وأمام مباغتة المقاومة الفلسطينية لها، ردت على "طوفان الأقصى" بإطلاق ما أسمته "عملية السيوف الحديدية"، قصفت بموجبها المناطق السكنية وأهداف حماس في قطاع غزة ومحيطها، في محاولة منها لردع العملية الفلسطينية وإيقافها.

وخلّفت الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، آلاف القتلى وعشرات آلاف الإصابات بين المدنيين، وسط تحول القطاع إلى ما يشبه الدمار والركام، وحديث عن إخلاء القطاع من سكانه وإجلائهم نحو الجنوب قرب الحدود مع مصر.

ومنذ اللحظة الأولى لتصاعد التوتر الفلسطيني الإسرائيلي، أكدت تركيا وعلى لسان كبار مسؤوليها على ضرورة وقف إطلاق النار بأقرب وقت حقناً للدماء وتجنباً لمزيد من الضحايا المدنيين، فيما أكد رئيسها رجب طيب أردوغان على أن الحل لتحقيق السلام في المنطقة وفي فلسطين يمر عبر تأسيس دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة بحدود 1976 وعاصمتها القدس.

وأمام تصعيد إسرائيل من هجماتها تجاه المدنيين في غزة وعدم استجابتها لمطالب وقف إطلاق النار، صعّدت تركيا ورئيسها أردوغان من موقفها ضد إسرائيل متهمة إياها بـ "ارتكاب المجازر والإبادة الجماعية" في غزة، قبل أن تعلن في 4 نوفمبر/ تشرين الجاري استدعاء سفيرها في تل أبيب إلى أنقرة "للتشاور" رداً على المجازر الإسرائيلية بالقطاع. 

وأرسلت تركيا حتى الآن عدة طائرات إلى مصر، محملة بمساعدات مختلفة لسكان غزة، إلى جانب فريق من الأخصائيين الطبيين الذين سيقومون بالتحضيرات اللازمة من أجل بناء مشافي ميدانية تركية في معبر رفح وفي مطار العريش بمصر، لعلاج الجرحى الفلسطينيين.

بدورها، أعلنت جمعية الهلال الأحمر التركي تكفّلها بسد احتياجات الطاقة الكهربائية للمشافي وسيارات الإسعاف في غزة، طيلة شهر كامل، فيما تواصل منظمات إغاثية تركية إطلاق حملات لدعم ومساعدة سكان غزة.

وقبل قرابة أسبوعين، أعلنت تركيا استدعاء سفيرها في تل أبيب إلى أنقرة للتشاور "رداً على المجازر الإسرائيلية بحق المدنيين في غزة".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!