ترك برس

كشف وزير التجارة التركي عمر بولات، عن معطيات وبيانات خاصة بالتبادل التجاري بين بلاده وإسرائيل، قبل وبعد عملية "طوفان الأقصى" التي انطلقت في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الفائت.

وخلال مقابلة مع شبكة الجزيرة القطرية، أجاب الوزير التركي على سؤال مفاده "كانت هناك محاولات لتطبيع العلاقات بين تركيا وإسرائيل. فكيف كانت التجارة بين إسرائيل وتركيا قبل السابع من أكتوبر/ تشرين الأول؟"، بالقول إنه "في عام 2022، ارتفعت صادراتنا إلى إسرائيل بنسبة 10% عن العام السابق لتصل إلى 7.03 مليارات دولار. وفي الفترة نفسها، ارتفعت وارداتنا من إسرائيل بنسبة 19.7% لتبلغ 2.4 مليار دولار. وقد ارتفع حجم التجارة بين البلدين بنسبة 12% عن العام السابق ليصل إلى 9.4 مليارات دولار. ولكن هذا قد تغير الآن."

إذن، ماذا حدث للتجارة بين إسرائيل وتركيا بعد الحرب؟

تجارتنا مع إسرائيل تتراجع بشكل كبير حاليا، سواء من حيث صادراتنا أو وارداتنا.

من السابع من أكتوبر/ تشرين الأول عام 2023 إلى الرابع من ديسمبر/ كانون الأول عام 2023، انخفضت التجارة بين تركيا وإسرائيل بنسبة تزيد على 50%. ولا تزال في انخفاض.

هناك حملة مقاطعة مكثفة في تركيا ضد العلامات التجارية التي تدعم إسرائيل. هل كان لهذا تأثير على التجارة؟

إن المواطنين والشركات التركية يوقفون مبيعاتهم إلى إسرائيل ويلغون الطلبات منها يومًا بعد يوم بعد الهجمات اللاإنسانية التي شنتها إسرائيل. ونتيجة لذلك، انخفضت التجارة بنسبة تزيد على 50% في غضون شهرين.

منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي إلى 4 ديسمبر/ كانون الأول الحالي انخفضت التجارة بين تركيا وإسرائيل بنسبة تزيد على 50%

هل تفكرون كوزارة أيضًا في مقاطعة أو فرض عقوبات على إسرائيل أو الشركات التي تدعمها؟

تمتد التجارة الحالية مع إسرائيل، والشركات بما في ذلك الشركات العالمية، كما أن الوجهات التالية للسفن التي تصل إلى موانئ بلادنا للمنتجات الخاضعة لتجارة الترانزيت لإسرائيل تدخل أيضًا في هذا الإطار.

وتعترف بلادنا بالعقوبات التي تدخل في نطاق الأمم المتحدة. وفي هذا السياق، نحاول قيادة جميع القرارات التي ستتخذ في الأمم المتحدة ضد إسرائيل فيما يتعلق بالهجمات الإرهابية الإسرائيلية.

وتعرب تركيا عن دعمها الكامل لقضية فلسطين العادلة. وهذا الدعم يفوق السياسة، وهو مستمر، فلم يكن من الممكن أبدا لتركيا أن تترك فلسطين وشأنها، ولن يحدث ذلك من الآن فصاعدًا.

لم تعد الكلمات كافية لوصف ما حدث في الأراضي الفلسطينية منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي؛ حيث يواجه إخواننا وأخواتنا الفلسطينيون قمعًا غير مسبوق في التاريخ كل يوم.

إنني أدين بشدة هذه المذبحة، التي تستهدف بشكل خاص المدنيين الأبرياء من النساء والأطفال، وأتذكر بالرحمة إخواننا الفلسطينيين الذين فقدوا أرواحهم في الهجمات، وأتمنى الشفاء العاجل للجرحى.

الموقف التركي من تطورات غزة الأخيرة

وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أعلنت حركة حماس وفصائل أخرى في المقاومة الفلسطينية، إطلاق عملية أسمتها "طوفان الأقصى" ضد أهداف إسرائيلية في غلاف قطاع غزة التي تعاني من حصار مطبق منذ سنوات.

إسرائيل وأمام مباغتة المقاومة الفلسطينية لها، ردت باستهداف المناطق السكنية والمنشآت الصحية والتعليمية ودور العبادة داخل غزة، ما خلّف آلاف القتلى وعشرات آلاف الإصابات بين المدنيين، وسط دمار كبير لحق بالقطاع، فيما يجري حديث عن إخلاء شمالي غزة من سكانها وإجلائهم نحو الجنوب قرب الحدود مع مصر.

وفي 24 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 تم التوصل إلى هدنة إنسانية مؤقتة في غزة استمرت 4 أيام قبل تمديدها لفترات إضافية، حيث نصت على تبال أسرى ورهائن بين حماس وإسرائيل وإيصال مساعدات إنسانية إلى القطاع.

ومنذ اللحظة الأولى لتصاعد التوتر الأخير في غزة، أكدت تركيا وعلى لسان كبار مسؤوليها على ضرورة وقف إطلاق النار بأقرب وقت حقناً للدماء وتجنباً لمزيد من الضحايا المدنيين، فيما أكد رئيسها رجب طيب أردوغان على أن الحل لتحقيق السلام في فلسطين وفي المنطقة يمر عبر تأسيس دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة بحدود 1976 وعاصمتها القدس الشرقية.

وبعد جهود كثيفة للتهدئة وأمام تصعيد إسرائيل من هجماتها ضد المدنيين في غزة وعدم استجابتها لمطالب وقف إطلاق النار، صعّدت أنقرة من موقفها ضد تل أبيب متهمة إياها بـ "ارتكاب المجازر والإبادة الجماعية" في غزة، قبل أن تعلن في 4 نوفمبر/ تشرين 2023 استدعاء سفيرها هناك إلى أنقرة "للتشاور، رداً على المجازر الإسرائيلية بحق المدنيين الفلسطينيين"

ومنذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي على غزة، شهدت تركيا أكبر حملة مقاطعة في تاريخها، فيما لا تزال منظمات ومؤسسات مجتمع مدني تواصل حملاتها في هذا الخصوص عبر وسائل شتى.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!