محمد قدو أفندي أوغلو - خاص ترك برس

عقدت في مبنى السفارة العراقية في العاصمة التركية حلقة دراسية شاملة عن العلاقات العراقية التركية، والتي دعت لها السفارة بالتعاون مع مركز الدراسات الاستراتيجية للشرق الوسط (أورسام)، وحضور ثلاثين ممثلا من البعثات العربية والأجنبية في العاصمة التركية أنقرة، مُلبّين دعوة السفارة العراقية لهم، إضافة إلى حضور عدد من أعضاء البرلمان التركي.

تعتبرهذه أولى الحلقات الدراسية، ومن المؤمل وما تخطط له السفارة بأن تكون متعددة حول العلاقات العراقية التركية وأفاق تطويرها ودراسة كل المعوقات التي تؤخر من تقدم  تلك العلاقة الأخوية بين الشعبين الجارين، وبالتأكيد إن زيارة الرئيس العراقي الدكتور برهم صالح إلى العاصمة التركية هي إحدى دلائل وجود نية مخلصة في التغلب على تلك المعوقات بالإضافة إلى وضع قاطرة التقدم المطّرد في العلاقة بين البلدين على السكة لتبدأ بها مسيرة التكامل البنّاء والحثيث في كافة المجالات الاقتصادية والثقافية العلمية كما تسهم هذه الحلقات الدراسية إلى الإسهام في التعريف بحضارة وثقافة وادي الرافدين بصورة عامة وتاريخها العريق والإمكانات الهائلة والدور المستقبلي لها في المساهمة في استقرار المنطقة وتنمية علاقاتها مع الدول الصديقة.

أدار الحلقة الدراسية معالي السفير العراقي الدكتور حسين الخطيب شخصيا مما يدل على أهمية تلك الحلقة الدراسية وأهمية العلاقات العراقية التركية كما تدل على قرب اجتماعات اللجان العراقية التركية المشتركة في بحث التفاصيل المتعلقة بتفعيل الاتفاقيات المبدئية التي وقعت بين الجانبين، وبعد ترحيبه وامتنانه للحضور بمشاركتهم في الحلقة الدراسية تحدث معاليه عن أهمية إقامة علاقات متميزة بين الدولتين أساسها المصالح المشتركة والاحترام المتبادل ووجود سمات واضحة ونيات صادقة في تطويرها.

أول المتحدثين كان الاستاذ مسعود أوزجان، وشملت دراسته تاريخ العلاقات بين البلدين والسبل الكفيلة بتطويرها وأهمية العلاقات المتميزة بين البلدين والدور الفعال المساهم للبلدين في المنطقة مما يعني بالتأكيد إضافة عوامل جديدة في استقرار المنطقة.

ثم تحدث البروفيسور أحمد أويصال رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية  المعروفة (أورسام) عن الدور الإقليمي للبلدين وآفاق تطويره وسبل تحدي المعوقات التي تعرقل عملية النهوض الشامل بين علاقات البلدين والشعبين اللذين تربطهما علاقات حسن الجوار والعلاقات الأسرية التاريخية بينهما.

كما تحدث الدكتور واثق السعدون عن جانب مهم من جوانب العلاقات العراقية التركية وبين بوضوح بوجود نية صادقة ومخلصة في عملية تطوير تلك العلاقات.

وأخيرا تحدث الأستاذ الدكتور علي رضا جيلان المسؤول عن القسم العراقي في وزارة الخارجية التركية، بإسهاب عن وجود نية صادقة وحقيقية لدى الجانب التركي في تفعيل عملية بناء علاقات متميزة بين البلدين واهتمام الجانب التركي بذلك على أعلى المستويات.

كل الدراسات والمداخلات أكدت وطرحت عدة أمور واستنتاجات وهي:

- أن العلاقات العراقية التركية ومنذ نشاتها كانت تتسم بعلاقات حسن الجوار والاحترام المتبادل ووجود مقومات لتطويرها وازدهارها وتميزها كدولتين وشعبين.

- وجود عومل حقيقية وكبيرة تؤدي بالنهاية إلى وضع تلك العلاقات في إطار التكامل الاقتصادي.

- حاجة البلدين لتطوير تلك العلاقات وفي هذه المرحلة ومستقبلا يكمن في وجود عوامل وإمكانات هائلة تؤدي تفاعلها وأستثمارها بالشكل الأمثل إلى تصاعد وتيرة التقدم للدولتين معا.

- فتح معبر حدودي جديد بين الدولتين لغرض تسهيل دخول وخروج البضائع والعابرين.

- وهناك بعض الأمور التي تم التطرق إليها تكمن في السعي إلى تجاوزها وبناء أطر علاقاتية لوضع حد لنهايتها والتي هي ربما تخلق بعض علامات الاستفهام حول عدم البت فيها ومنها:

- مسألة وجود بعض الوحدات العسكرية التركية في الشمال العراقي.

- وضعية وجود عناصر من حزب العمال الكردستاني في الأراضي العراقية الشمالية وخصوصا في مخمور وجبل قنديل وقصبة سنجار.

- مسألة كمية المياه المطلقة لنهر دجلة إلى داخل الأراضي العراقية.

ومن المؤكد أن تلك المسائل والتي تم إدراجها في جدول الأعمال المرتقبة اللاحقة وخصوصا مسألة المياه ستكون أشبه بالمنجزة بعد تكليف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لوزير الزراعة السابق بدراستها وإعطاء توصياته بتنفيذها والتوقيع على اتفاق حول هذا الخصوص.

ومن هنا فإن إقامة هذه الحلقة الدراسية ستمهد بالتاكيد إلى معرفة كل أطر العلاقات المستقبلية بين البلدين وستسهم بشكل فعال في معرفة تفاصيل وأرضية بناء علاقات متينة بينهما، وخصوصا أن تلك الدراسات أنجزت من قبل أساتذة وباحثين في العلاقات التركية العراقية، وأيضا من قبل جهات إشرافية وتنفيذية تتمثل في مشاركة السفير العراقي ومسؤول الدائرة العراقية في الخارجية التركية.

هذه من ناحية ومن ناحية أخرى فإن شخص السفير العراقي والذي أكد في عدة لقاءات على وجود وتوفر نية صادقة وتميز واضح للشعب العراقي من لدن الحكومة والشعب التركيين، وعليه نستطيع أن نقول إن السفير العراقي الدكتور حسين الخطيب سيكون عرُاب أو الأب الروحي في العلاقات المستقبلية بين البلدين.

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس