ترك برس

أشار تقرير لـصحيفة "العربي الجديد" إلى دور وإسهام بارزين للجالية العربية في إنعاش سوق الذهب بتركيا، حيث لوحظ انتعاش تجارة الذهب العربية في المدن التركية حيث توجد أعداد كبيرة من الجاليات العربية، كما يقصد بعضها السياح العرب وخاصة الخليجيين.

وتأتي مدينة إسطنبول، الرمز التاريخي لتركيا، على رأس المدن التي تنتعش فيها تجارة الذهب العربية من خلال محال الصاغة المنتشرة في أهم مراكز للتسوق فيها، سواء في أسواق الذهب الرئيسية بمنطقة يني بوسنة، أو في السوق المغطى بمنطقة السلطان أحمد وتجمعات محال الذهب المعروفة بـ"الكوميج كيت" في مناطق أكسراي وبايزيد وجلاتة وغيرها، ويُتداول الذهب فيها للبيع جملة وتجزئة.

كما توجد محال الصاغة العربية في مختلف أحياء وميادين إسطنبول بالفاتح واسنيورت وبيلك دوزو، وغيرها من أحياء تنتشر فيها الجاليات العربية والمزارات السياحية. وحسب بيانات سابقة لـ"الجمعية العربية" في إسطنبول، يعيش حوالي 5 ملايين من الجاليات العربية في تركيا، نسبة كبيرة منهم من السوريين.

ونقل تقرير لـ"العربي الجديد" عن عضو مجلس إدارة متجر مجوهرات في ميدان اسنيورت، عبد المحسن السعدو، قوله إن غالبية زبائنه من العرب والقليل جدا بينهم أتراك.

وأرجع السبب إلى اختلاف الأذواق للمشغولات الذهبية العربية عن نظيرتها التركية في العيارات والتصاميم والوزن؛ إذ يقبل العرب على شراء ذهب عيار 21 و18 في حين يفضل الأتراك عيار 22 و14.

وقال السعدو إن زبائنهم في إسطنبول من السوريين وهم الأكثرية، بالإضافة إلى العراقيين والفلسطينيين والأردنيين واليمنيين والمصريين والمغاربة.

وأضاف السعدو أن موسم انتعاش حركة البيع والشراء تبدأ من شهر إبريل/ نيسان وحتى نوفمبر/ تشرين الثاني من كل عام، حيث إن السياح الذين يأتون من خارج تركيا يقبلون بصورة كبيرة على شراء الذهب من تركيا لأن مصنعيته أرخص كثيراً من بلاد الخليج أو البلاد العربية والأجنبية الأخرى؛ حيث تُعد تركيا مركزاً حيوياً لمصانع الذهب في منطقة الشرق الأوسط وتعتمد على عمالة رخيصة من الحرفيين السوريين والأتراك، ما يجعل المصنعية أقل منها في دول المنطقة كلها.

ولفت إلى أن الدولة التركية تشجع على الاستثمار في هذا المجال، إذ لا يوجد فرق بين مستثمر تركي أو عربي، ما يشجع الإقبال على الاستثمار في هذا المجال.

وبدأت صناعة الذهب في تركيا مسيرة انتعاشها مع بدء حكومات حزب العدالة والتنمية مطلع الألفية الجديدة، فكانت باكورة إنتاجها 3 أطنان في عام 2002، وزاد الإنتاج بشكل مضطرد حتى تجاوز 30 طناً في العام 2012، وواصل تزايده في 2020 ليقترب من 43 طناً من المصنوعات الذهبية بقيمة 2.5 مليار دولار.

وتستهدف الحكومة التركية الوصول بالإنتاج إلى 100 طن في غضون 5 سنوات من الآن بحسب بيانات رسمية.

ويوجد في تركيا أكبر مصانع الذهب وأكثرها عدداً في منطقة الشرق الأوسط؛ حيث تُعد تركيا واحدة من الأسواق الخمس الكبرى عالميا، إذ يوفر قطاع الذهب فرص عمل لنحو 250 ألف شخص يعملون في 18 منجما لاستخراج الذهب الخام، وأكثر من 50 شركة كبرى.

ويؤكد رئيس مجلس إدارة اتحاد عمال المناجم علي أمير أوغلو، في تصريحات سابقة، أن النشاط الأساسي في إنتاج الذهب بتركيا هو للشركات المحلية، التي قارب إنتاجها 43 طنا بنهاية 2020؛ حيث تحتل تركيا المرتبة الـ11 عالميا من حيث احتياطيات الذهب، فضلا عن أنها البلد الأكثر إنتاجا للذهب بين دول الاتحاد الأوروبي.

ومن محل مجوهرات في اسنيورت، قال الصائغ أبو محمد إن أهم شيء يجذب الزبائن هو توفير كل ما يحتاجونه من مشغولات متنوعة وأحجام مختلفة، موضحا أن أكثر المشغولات التي تعجب زبائنه المصريين الأساور والحُلقان، في حين يقبل اليمنيون والخليجيون بشكل عام على شراء الأطقم الكاملة والتي تكون أوزانها كبيرة.

وتزيد محال الذهب العربية أيضا بالمدن التركية التي فيها المزارات السياحية، بالإضافة إلى المدن الساحلية التي يتوافد عليها السياح العرب والأجانب؛ لأنهم يحرصون على شراء أو استبدال الذهب قبل عودتهم من تركيا نظراً لانخفاض أسعاره مقارنة ببلدانهم.

تستهدف الحكومة التركية الوصول بالإنتاج إلى 100 طن في غضون 5 سنوات.

أما السيدة السورية أم سامر فقالت: إننا نشتري الذهب من أجل الحفاظ على مدخراتنا، التي نلجأ إليها وقت الحاجة، كما أننا نستبدل القديم بالجديد وأحياناً نأخذ الفرق أو ندفع الفرق حسب الحالة، ولكن لا يعجبنا الذهب التركي عيار 14 فهو أقرب إلى الفضة بينما عيار 22 أغلى من السوري، وأيضا قد لا أستطيع أن أبيعه حال رجعت إلى بلادي.

وفي الوقت نفسه، سألنا المواطنة التركية السيدة بشرى يوروك عن محال الذهب العربية وخاصة السورية، فقالت إنها تحب ذهب عيار 22 لأنه أصفر فاقع بينما عيار 21 المنتشر بالمحال العربية أقل لمعانا.

ومن جانبها، قالت الأفغانية شوكوفا إنها "ترتاح للتعامل مع محال الذهب العربية في إسطنبول أكثر من التركية، وإنه يعجبها عيار 18 وعيار21 وهي عيارات نجدها في بلادنا ونتعامل معها ويسهل بيعها واستبدالها في أي وقت".

جدير بالذكر أن إحصائيات الغرفة التجارية في إسطنبول تشير إلى وجود أكثر من ثمانية آلاف محل مجوهرات في المدينة التاريخية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!