ترك برس

كشف وهبي أوراقجي، نائب رئيس حزب العدالة والتنمية في إسطنبول سابقاً، طلباً غريباً طالبه به أكرم إمام أوغلو، رئيس بلدية إسطنبول حالياً ومرشح المعارضة لها في الانتخابات المحلية المقبلة.

وتتجه تركيا لإجراء انتخابات محلية في 31 مارس/ آذار 2024، بعد أقل من عام على انتخابات برلمانية ورئاسية أجريت في آن واحد، ووصفت بـ "التاريخية" لكونها تتزامن مع الذكرى المئوية الأولى لتأسيس الجمهورية التركية، وانتهت بفوز الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان بولاية جديدة بعد تحقيقه الفوز من جديد على منافسه، زعيم المعارضة السابق كمال كلجدار أوغلو.

وتخوض الأحزاب التركية الانتخابات المحلية المقبلة إما بشكل مستقل أو ضمن تحالفات يبرز منها تحالف "الجمهور" بزعامة الرئيس أردوغان والذي يضم حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية، فيما يخوض حزب الشعب الجمهوري، أكبر الأحزاب المعارضة في تركيا، الانتخابات دون أي تحالف علني، مع وجود تحالفات محلية (غير معلنة) في بعض الولايات والأقضية مع أحزاب مختلفة أبرزها حزب المساواة الشعبية والديمقراطية (DEM) ذو التوجه الكردي.

ويضع تحالف "الجمهور" نصب عينيه في هذه الانتخابات استعادة بلديات مدن كبرى أبرزها العاصمة أنقرة وإسطنبول، من المعارضة التي تعاني من خلافات سواء بين صفوف الحزب الواحد أو على صعيد الأحزاب التي كانت تشكل تحالف "الطاولة السداسية" في الانتخابات البرلمانية والرئاسية الأخيرة.

"اوراقجي" المترشح حالياً لبلدية منطقة بيليكدوز بإسطنبول عن صفوف حزب "الرفاه مجدداً"، قال إن إمام أوغلو طلب منه قبل سنوات، التوسط له للانتماء إلى "العدالة والتنمية"، قبل أن ينتسب إلى حزب الـ "CHP".

يُذكر أن إمام أوغلو يترأس حالياً بلدية إسطنبول التي فاز بها في انتخابات 2019 المحلية، كما أنه مرشح حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، للبلدية نفسها في الانتخابات المقبلة المقرر إجراؤها في 31 مارس/ آذار المقبل.

وأكرم إمام أوغلو سياسي ومهندس ورجل أعمال تركي، ولد عام 1971 وتولى منصب رئيس بلدية إسطنبول عام 2019 بعد منافسة شرسة مع بن علي يلدرم مرشح حزب العدالة والتنمية.

بدايات الانخراط في السياسة

عمل خلال فترة دراسته في قبرص التركية ضمن الأذرع الشبابية لحزب "الوطن الأم" مدة عام في أوائل التسعينيات.

في أوائل العقد الأول من القرن الـ21 اقترب من حزب الشعب الجمهوري كتيار فكري وسياسي، وتلقى عرضا بالترشح عن الحزب لرئاسة بلدية منطقة بيليك دوزو في الانتخابات المحلية التي أجريت عام 2004، إلا أنه رفض العرض متعللا بكونه مديرا في نادي "طرابزون سبور".

وبعد انضمامه رسميا إلى حزب الشعب الجمهوري في أكتوبر/تشرين الأول 2008، تقدم بطلب للترشح عن الحزب في الانتخابات المحلية عام 2009، لكن حزبه لم يقبل الطلب.

نشاط حزبي في بيليك دوزو

عُين إمام أوغلو رئيسا لمنطقة بيليك دوزو في حزب الشعب الجمهوري عام 2009. وأعاد هيكلة المجلس الإقليمي للحزب، وبعد فترة قصيرة أصبح أول رئيس منطقة يتم انتخابه من قبل المؤتمر الإقليمي التابع لحزب الشعب الجمهوري.

في الانتخابات البرلمانية التركية عام 2011 زاد حزب الشعب الجمهوري أصواته بمقدار 8 نقاط مقارنة بالانتخابات السابقة وأصبح الحزب الذي حصل على أكبر عدد من الأصوات في الدائرة الانتخابية التي تتبع لها المنطقة.

رئاسة بلدية بيليك دوزو

أعيد انتخاب إمام أوغلو رئيسا لمنطقة بيليك دوزو في المؤتمر الثاني لحزب الشعب الجمهوري في 2012، قبل أن يستقيل في 15 يوليو/تموز 2013 من هذا المنصب تمهيدا للمشاركة في الانتخابات المحلية في العام التالي.

وقد فاز برئاسة بلدية بيليك دوزو في الانتخابات المحلية لعام 2014 عن حزب الشعب الجمهوري، بعدما نجح في زيادة معدل التصويت لحزبه من 30% في الانتخابات السابقة إلى 50.8%.

بلدية إسطنبول الكبرى

ترشح إمام أوغلو لهذا المنصب أول مرة بعد أن أعلن رئيس بلدية إسطنبول قادر طوباش استقالته في 23 سبتمبر/أيلول 2017، وحصل على 125 صوتا مقابل 179 صوتا حصل عليها مولود أويصال مرشح حزب العدالة والتنمية في التصويت الذي أُجري في مجلس بلدية إسطنبول في 28 سبتمبر/أيلول 2017، وانتخب فيه أويصال بالأغلبية.

وترشح مرة أخرى لرئاسة بلدية إسطنبول في الانتخابات المحلية التي أجريت في 31 مارس/آذار 2019، وبعد النظر في سلسلة من الاعتراضات التي قدمها حزب العدالة والتنمية أعلنت الهيئة العليا للانتخابات حصوله على 4 ملايين و169 ألفا و765 صوتا متقدما على منافسه بن علي يلدريم الذي حصل على 4 ملايين و156 ألفا و36 صوتا. وعلى إثر ذلك تولى إمام أوغلو منصبه بعدما بتت الهيئة العليا للانتخابات في الطعون.

وبعد اعتراض أخير من قبل حزب العدالة والتنمية على تشكيل لجان صناديق الاقتراع مطالبا بإلغاء النتائج، قررت الهيئة العليا للانتخابات في السابع من مايو/أيار2019 إعادة انتخابات إسطنبول وإلغاء ولاية إمام أوغلو، وتم تعيين والي إسطنبول علي يرلي كايا رئيسا لبلديتها بالنيابة.

وانتُخب إمام أوغلو رئيسا لبلدية إسطنبول في جولة الإعادة التي جرت في 23 يونيو/حزيران 2019 بحصوله على 4 ملايين و741 ألفا و885 صوتا بزيادة 806 آلاف و456 صوتا عن أقرب منافسيه بن علي يلدرم. وبذلك أصبح أول رئيس بلدية معارض لأردوغان في إسطنبول منذ العام 1994.

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!