ترك برس

أطل السفير التركي في القاهرة صالح موطلو شن، على المصريين عبر شاشة القناة المصرية الثانية ليحدثهم عن أبرز تقاليد رمضان في بلاده مثل تعليق "المحيا" على المآذن وإقامة "موائد الرحمن" في الهواء الطلق.

وفي تدوينة له على تويتر، نشر السفير التركي المقابلة التي أجراها على القناة المصرية، ليسرد خلالها أبرز أجواء وتقاليد رمضان في تركيا والتي تمتد جذور بعضها إلى الحقبة العثمانية.

وتعد بعض العادات والتقاليد الرمضانية مشتركة بين الأتراك والمصريين بسبب عامل الدولة العثمانية الذي حكم المنطقة لقرون طويلة.

هذا وتنفرد تركيا ببعض العادات والتقاليد عن سواها من الدول الإسلامية في شهر رمضان المبارك الذي يطلق عليه الأتراك “سلطان الشهور”.

كما تتزين المساجد التركية استقبالا للشهر الكريم، بلافتات مضيئة مصنوعة من أسلاك ممدودة بين المآذن يطلق عليها اسم “المحيا”، وهي من التقاليد العثمانية التي يبلغ عمرها 450 عاما، وتوارثها الأتراك وما زالت مستمرة حتى يومنا الحالي، حيث تضيء مآذن المسجد بكتابات مثل “أهلا بكم في رمضان” و”رمضان مبارك” و”أهلا بكم سلطان الشهور”.

وأيضا موائد الإفطار الرمضانية ظاهرة تشهدها معظم الأحياء في المدن التركية، حيث يجتمع الناس في أماكن ذات رمزية دينية وأحيانا في الشوارع، وتنتشر الموائد أمام العامة وغالبا تقوم الأسر التركية بإعداد الإفطار لهذه الموائد أو بعض الجمعيات والأوقاف الخيرية.

ومن المظاهر الطيبة في الاحتفال بشهر رمضان في تركيا هي “كراتين رمضان”، حيث يقوم الأتراك قبل الشهر الفضيل بتحضير وتجهيز كرتونة رمضان، فيقومون بشراء المواد الغذائية الأساسية والتي تشمل السكر والزيت والرز والحمص والمكرونة والحلوى ومستلزمات أخرى بأعداد كبيرة وتقسيمه على كراتين يطلق عليها “كراتين رمضان” وتوزيعها على الأسر الفقيرة حتى تستطيع تلك الأسر صيام هذا الشهر.

مأدبة إفطار في القاهرة 

وكانت السفارة التركية في القاهرة، قد أقامت قبل أيام مأدبة إفطار رمضانية مفتوحة حضرها أكثر من 500 مواطن مصري، وذلك بالتعاون مع جمعية الوفاء للتنمية والتضامن، حيث شارك فيها أيضاً السفير صالح موطلو شن.

وفي كلمته بهذه المناسبة أعرب السفير التركي عن امتنانه للمشاركة في مأدبة الإفطار مع الشعب المصري الشقيق والصديق. وأشار إلى استقبال الشعبين التركي والمصري الشهر الفضيل ببهجة كبيرة، وذلك من الثقافة المشتركة بين الشعبين في هذا السياق.

وهنّأ السفير التركي الأمهات المصريات بمناسبة حلول عيد الأم، في 21 مارس/آذار، قائلاً: "أحتفل بعيد أمهاتنا اللاتي كرّسن حياتهن لأسرهن، وعلمونا الحب والاحترام والتضامن والمشاركة والتسامح"، بحسب ما نقله موقع "عربي بوست".

وفي هذا الإطار أكد السفير أن الأمهات الفلسطينيات صرن رمزاً للصبر والتضحية، بعدما دفنّ أطفالهن (بعدما قضوا جراء الهجمات الإسرائيلية) على غزة. وأكد أن تركيا تواصل دعمها لأهل غزة خلال شهر رمضان، وتقديم المساعدات إليهم وتضميد جراحهم بالتعاون الكامل مع مصر.

تحسّن العلاقات بين مصر وتركيا

في حين تحسّنت العلاقات بين مصر وتركيا في الآونة الأخيرة، ووقع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، في فبراير/شباط 2024، إعلاناً مشتركاً لرفع التعاون بين البلدين إلى مستوى "مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى"، في أول زيارة لأردوغان لمصر بعد أكثر من 10 سنوات، وفقاً لما قالت وكالة "شينخوا" الصينية للأنباء.

وكانت العلاقات بين مصر وتركيا قد توترت بشدة منذ الإطاحة بالرئيس المصري الأسبق محمد مرسي في العام 2013، والذي كانت تؤيده أنقرة.

وفي مايو/أيار 2021، أطلق البلدان محادثات دبلوماسية استكشافية على المستوى دون الوزاري، ثم تحولت إلى مشاورات على مستوى وزيرَي خارجية البلدين، في مارس/آذار الماضي، من أجل استعادة العلاقات، وفي أواخر مايو/أيار 2023، قرَّر الرئيسان السيسي وأردوغان البدء الفوري في رفع العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين، وأعلن البلدان في 4 يوليو/تموز 2023 تبادل السفراء.