غولاي غوك تورك - صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

بعد الاحداث المؤسفة الأخيرة وإيقاف حزب العمال الكردستاني لمحادثات السلام من طرفه ثم استئنافه للأعمال الإرهابية، وبعد قرائه الأوضاع والساحة السياسية علمنا ان حزب العمال الكردستاني قد اخطئ الخطأ القاتل بالنسبة له، وان احكامه وتصرفاته كانت منقوصة الحكمة وبعيدة عن الواقعية الحقيقية، فأحلامه واماله الكبيرة الزائفة سحبته عن الواقع ليغط في أحلام اليقظة وليحسب حسابات محفوفة بكل المخاطر، فقد اعتقد التنظيم الإرهابي بانه قادر على استغلال الازمة السورية وتواجد داعش في الساحة السورية لينشئ حكم ذاتي مشابه لإقليم شمال العراق يكون بحماية أمريكا، لكن أحلامه لم تحسب حساب للكبير التركي؛ ما تركها صعبة المنال.

لقد حاولت وحدات حماية الشعب الكردي الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني استغلال واقتناص الفرصة السانحة لها، فدخلت الحملة العالمية لحرب داعش بكل قوة؛ من اجل تحقيق مكاسب على ارض الواقع، ومن اجل تحصيل غطاء سياسي من الشرعية الدولية للحملة على داعش لحكم ذاتي في المناطق الكردية في شمال سوريا، واستمرت في خططها وتحركاتها الدؤوبة من دون كلل ولا ملل حتى احست ان لحظة الحقيقية قد اقتربت؛ فبدأت تفكر بفتح الجبهة التركية من جديد.

في السابق كنت قد كتبت عن استراتيجيات الولايات المتحدة الامريكية وتركيا المتعارضة في المنطقة، وكتبت ان واحدة من الدولتين مخطئة في حساباتها، اذ ان أمريكا خططت وما زالت تسعى من اجل دولة كردية في المنطقة وكانت تركيا مع هذه الرغبة، فكان السؤال: كيف تبدي تركيا ردود إيجابية على مقترح سيؤدي الى تقسيم بلادها؟ ام ان الردود الإيجابية لتركيا كانت من اجل إقامة دولة كرية بعيدا عن الأرضي التركية لكبح الحركة الثورية في الأرضي التركية وارسالهم الى الدولة الكردية الجديدة للتخلص منهم؟

لقد اصطدمت السياسات الامريكية بين خيارين، فإما ان تجامل تركيا الدولة القوية سياسيا وديمغرافيا واقتصاديا، او تستمر في سياساتها وتدعم الاكراد في شمال سوريا الذين لا يملكون سوى بضع مدن ولا اقتصاد او سياسة، ان وقعت أمريكا بين الخيارين السابقين فمن ستختار؟

في المقابل سعى حزب العمال الكردستاني وفرعه السوري الى استغلال توازنات في المنطقة لصالحه، فسعى الى الاستفادة من دعم أمريكا لانقلاب مصر على الاخوان وحصار غزة، والاستفادة من السياسات الامريكية الداعمة لإسرائيل، ومن تضايق أمريكا من حقيقة ان نفط إقليم شمال العراق يمر من تحت السيادة التركية، وغيرها الكثير من الأوراق التي يعتقد حزب العمال الكردستاني بانه يستطيع الاستفادة منه واللعب على اوتارها.

ولان السياسات العالمي تحكمها البرغماتية والمصالح؛ فان اليوم الذي سيضيق ذرعا بالأمريكيين من الاكراد بات قريبا وفيه سنرى الولايات المتحدة الامريكية وهي ترمي الاكراد والمسالة الكردية كما ترمي المنديل بعد استخدامه. نعم هذا ما كنت قد كتبته قبل سنة ونصف واليوم نراه عيانا، فلقد شاهد حزب العمال الكردستاني الضربات التركية على مسلحيه ومواقعه في تركيا وخارجها بذهول ولم يصدق ردة فعل الولايات المتحدة الامريكية عليها؛ ولا حتى ردود فعل الدول الحليفة له، لقد خانت 40 سنة من الخبر لقادة حزب العمال الكردستاني عندما وضعوا خططهم متناسين لأول قوة في المنطقة وهو المارد التركي، كل هذه الأخطاء تدفعهم اليوم الى الندم والى البحث عن محاولات للتهدئة من جديد....

عن الكاتب

غولاي غوك تورك

كاتبة في صحيفة أكشام


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس