أحمد تاشكتيران - صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس

تعيش اليوم تركيا لحظات فارقة في حربها على الإرهاب، وينبغي عند النظر إلى هذه الحرب ودراستها أن توضع الأمور في سياقها الحقيقي، سواء السياق التاريخي أو حتى سياق الحقائق. يقع كثير من مُتابعي هذه الحرب في فخ التعاطف مع الإرهاب؛ ولهذا يمكننا القول إن هذه الحرب تحمل من البعد النفسي ما تحمل، وكما يستفيد الإرهاب من استغلال الجانب النفسي في حربه فإن علينا أن ندرسه وأن نتجنب الهزيمة من قبله.

في خضم كل هذه المعطيات نرى ان "اردوغان" وهو الاسم الصعب في المعادلة الكردية، فبعد ان عاش الكردي ولألف سنة مع اخية التركي تحت مظلة الإسلام الحنيف؛ نرى ان هذه الحقبة وقد عادت في بداية الالفية الجديدة على يد اردوغان؛ الامر الذي يدفع معظم الاكراد الى حب شخص ادوغان، ففي مقابلاتي مع كثير من شرائح المجتمع الكردي لامست وعاينت حب اردوغان؛ حتى ان أحدهم قال بان حبه لاردوغان يدفعه الى ترك التمسك بالقومية الكردية، وقال اخر بان حبه لاردوغان هو ما يدفعه الى انتخاب نواب حزب العدالة والتنمية.

بعد كل هذا نعلم يقينا سبب الحرب الشعواء على شخص اردوغان؛ فخروج صلاح الدين ديميرتاش وقوله المتكرر: "لن نجعلك رئيسا" لم يأتي من فراغ، نعم بعد هذا نفهم كل هذا الكره وبالغض الى حد الحقد على اردوغان الذي يسعى الى إعادة لحمة شوارع وازقة اسيا الصغرى، فبعد علاقة الاخوة التي جمعت الكردي بأخية التركي مما يزيد عن ألف سنة نرى ان اردوغان وقد صمم وعزم على اعادتها الى ما كانت عليه.

اردوغان الذي غير وقلب كل الموازين التي كانت تظلم وتضهد الاكراد؛ فعمل على إعادة الحقوق الى أصحابها، هو نفسه الذي يدعوا حزب العمال الكردستاني واذنابه الى محاربته ويغسل ادمغة الأطفال ليدججهم من بعدها بالسلاح ويرميهم في معارك تفتك بهم، وهو نفسه الذي تحالفت عليه اذنابهم مع كل خسيس وناقص أمثال التنظيم الموازي والجهات المشبوهة في الداخل والخارج، وهو نفسه الذي تحالفوا عليه مع كل اشكال المعارضة من اجل اسقاطه؛ فلم يتركوا لأنفسهم ولا لاحد عذرا بعد كل هذا.

بعد كل هذا ترى الملائكة نفسها مجبرة على التصرف بشيء من الحزم، فكيف بالبشر! بعد كل هذا نرى ان كل العنف والمواجهة المسلحة هي خيار من حُشر بالزاوية، وبعد كل هذا يجب ان نفهم ونُفهم بان هدف هذه الحملات العسكرية التي تقودها القوات التركية ليس قتل الإرهابيين؛ وانما إعادة الأطفال والنساء والرجال الى أهاليهم سالمين من ايدي من غسلوا ادمغتهم، نعم ان هدف هذه الحرب هو تحرير الشعب الكردي من بطش وغطرسة إرهاب حزب العمال الكردستاني.

عن الكاتب

أحمد تاشكاتيران

كاتب وصحفي تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس