كاياهان أويغور – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

سعى النظام الإيراني لكي يكون ضابط إيقاع المنطقة والمسؤول عنها بعد التدخل الأمريكي في العراق عام 2003، ولم يتوان في استخدام القوة العسكرية للوصول إلى هدفه هذا، ولذلك نجد قوات عسكرية إيرانية خاصة في العراق وسوريا ولبنان وفي اليمن، كما يدعم الإرهاب في المناطق التي لا يستطيع إرسال قوات عسكرية لها، ولا يمكن لأي عاقل أنْ لا يرى الأصابع الإيرانية في أعمال حزب العمال الكردستاني، سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي أو من خلال الدعم اللوجستي.

وبعد توقيع الاتفاق النووي مع الدول الغربية، بدأت إيران بتهديد العرب السنة في العراق، وتهديد الأكراد في مناطق حكمهم الذاتي الذي يقوده برزاني، وبدأت تستخدم أسلوبا غير لائق مع تركيا تجاوز كل الحدود، ووجدت حليفتها من الدول الغربية وهي ألمانيا، حيث يستمر التعاون ما بين البلدين كما كان الأمر منذ تسعينيات القرن الماضي.

وتابعنا مؤخرا زيارة نائب رئيس الوزراء الألماني لطهران، وكان في ظاهر الزيارة أنّ ألمانيا تريد تقديم الدعم لإيران على صعيد أنشطتها النووية، لكن التحالف الحقيقي والتفاهمات تتعلق بحزب العمال الكردستاني، لأنّ العنوان الأول لحزب العمال الكردستاني في إيران، والعنوان الثاني لهم في ألمانيا، وألمانيا تعطي ثقلا هاما لإيران على صعيد سياستها الخارجية، وهذا لم يتغير على مدار تاريخ ألمانيا.

في القرن التاسع عشر، أعلن مثقفون عنصريون من أوروبا أمثال كونت جوبينيو ورينان، أعلنوا أنّ دولة الفرس، والتي أطلقوا عليها اسم "آريان"، هي الوطن الأم، وهذا ما أثار إعجاب مثقفي الفرس في ذلك الزمن. وعندما وصل هتلر إلى الحُكم عام 1933، قرر زعيم الفرس رضى شاه تغيير اسم الدولة إلى دولة "إيران" تماشيا مع رؤى الإعلام النازي، وعندما أعلن رضى شاه عن ذلك بتاريخ 31 كانون أول/ديسمبر عام 1934، وأوضح أنّ الاسم مستمد من "آريان"، كان يجلس في الصفوف الأمامية لحفل الإعلان عن تغيير الاسم، ضباطا وجنودا وقادة نازيون.

وأول قانون خرج بعد تغيير اسم إيران، كان بتاريخ 7 كانون ثاني/يناير، وينص على منع الحجاب والجلباب في البلاد، وقد كافأ النازيون إيران على هذا، حيث تم قبول إيران بأنهم من عرق سامي، ولكي يثبت الألمان حبهم المصطنع للعرق الإيراني أهدوا شاه إيران 7500 كتاب عبارة عن مجموعة من الكتب النازية.

ولو أنّ النظام الذي أسس الجمهورية الإسلامية عام 1979، كان نظاما إسلاميا فعلا، لقام بإزالة فكر العنصرية فورا، ولبحث في أصل التسمية "إيران-آريان"، ولأنهم لم يزيلوا هذه العنصرية، نراهم اليوم يدعمون نظام المالكي في العراق ليرتكب المجازر بحق السنة، ويدعمون بشار الأسد الظالم في مجازره، وتستخدم أيضا منذ ما يقارب 30 عاما حزب العمال الكردستاني، سواء بصورة مباشرة أو من خلال يد عائلة الأسد.

ولذلك على الشيعة والعلوية الأتراك أنْ يدركوا أنّ إيران ليست قوة تريد الدفاع عن مذهبها، وإنما تريد الهيمنة، وأول ما تم استخدام اسم "إيران" كان في عهد تواجد رجال دين في سدة الحكم، ولا يوجد أي فرق ذلك عهد ولاية الفقيه والنظام الذي جاء بعد 1979، وبقاء اسم "إيران" دليل كافي على الهدف الحقيقي من النظام وهويته، ولذلك لا يوجد أي كلام نقوله لبعض السياسيين الأتراك الذين يدافعون ويمدحون النظام الإيراني في الوقت الذي يرتكب فيه كل المجازر في العراق وسوريا، وفي الوقت الذي انكشفت فيه علاقة إيران بحزب العمال الكردستاني، ونحن نفهم جيدا سنوات التسعينيات وما جرى فيها.

عن الكاتب

كاياهان أويغور

كاتب في صحيفة أكشام


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس