علي بايرام أوغلو - صحيفة يني شفق - ترجمة وتحرير ترك برس

هناك حقيقة واضحة يجب ان نقف امامها وهي أن الديناميكية التركية اصبحت متداخلة مع ما يجري في المنطقة بعد ثورات الربيع العربي والحرب الداخلية في سوريا، فكل التطورات  على الساحة السورية تقع بظلالها على النطام السياسي في تركيا اضافة الى التأثير المباشر على ميزان التوازن السياسي في البلاد.

ان صراع القوى العظمى مثل الولايات المتحدة الامريكية و روسيا بالوكالة على الارض السورية و اثارة الملفات الطائفية و العرقية , اصبحت شيئا فشيئا تؤثر على الساحة الداخلية التركية . فالحراك الموجود في الشرق الاوسط و البلاد المجاورة اصبح يؤثر وتنعكس اثاره في الداخل التركي، فالقضية الكردية اصبحت مرتبطة بما يجري من احداث في الدول المجاورة  مثل احداث عين العرب كوباني , كما لا بد من عدم اغفال ظهور تنظيم يدعوا لى الجهاد مثل تنظيم داعش الذي له انعكاسات سياسية و اجتماعية في تركيا .  

وفي هذا الاطار اود ان اذكر بتصريحات نائب رئيس الوزراء الأسبق بشير اطلاي و الذي قال فيه ان عملية السلام و إنهاء الارهاب كانت تسير في مسار  جيد الى أن ظهر الحزب الديمقراطي الكردي في شمال سوريا حيث أدى الى تراجع في عملية السلام و عملية إنهاء الإرهاب .

لنسأل أنفسنا كيف وصلنا الى هذه النقطة ؟

وهل هناك مسؤول عن تشبيه تركيا بالشرق الاوسط؟

في البداية يجب أن نؤكد ان ما جاء بنا الى هذه المرحلة ليست  نتاج السياسات التركية الخارجية , بل ان هذه الاحداث هي التي  أثرت على السياسة الخارجية لتركيا . فهل الموقف التركي من النظام السوري هو الذي أدى الى وقوع الثورة السورية , و هل لوكان في الحكم في تركيا حزبا غير العدالة و التنمية هل سيكون تصرف النظام السوري افضل مع شعبه . اعتقد ان اجوبة هذه الاسئلة " لا" .

فالحقيقة أننا لا بد من القول ان تطورات الاحداث في الشرق الأوسط ليست نتيجة السياسات الخارجية لتركيا , و من يقول بأن سياسات تركيا هي من جر الشرق الأوسط الى ما هو عليه فهو غير منصف .

عن الكاتب

علي بايرام أوغلو

كاتب في صحيفة يني شفق


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس