جلال سلمي - خاص ترك برس

يقيم العديد من الخبراء في مجالات متنوعة تركيا على أنها دولة عازمة وبكل حزم على تطوير نفسها بشكل ملحوظ لتصبح دولة ذات شأن وذات قوة سياسية وعسكرية واقتصادية واجتماعية وثقافية تستطيع من خلالها الحصول على تأثير قوي في الساحة الدولية التي لا تعترف إلا بالدولة القوية في جميع المجالات.

ويرى الخبراء بأنه على الرغم من جميع المعيقات والمؤامرات، مثل الدعم الدولي لحزب العمل الكردستاني، والدعم الدولي للمظاهرات المناهضة "لعملية التقدم وإنجازات تركيا" وتقويض ثوارات العدالة التي انطلقت في دول منطقة شرق الأوسط التي دعمتها تركيا إنسانيًا، والتي كانت بمثابة العصب الأساسي لاستهلاك السلع التركية وفترة الغموض التي تبعت انتخابات 7 حزيران/ يونيو، التي واجهت تركيا منذ تولي حزب العدالة والتنمية صاحب الفكرة النيرة للتقدم والتنمية إلا أن تركيا وإلى يومنا هذا ما زالت تقدم المزيد من النجاحات والإنجازات الوطنية القيمة.

وتؤكد هذه الإنجازات والنجاحات أن حزب العدالة والتنمية عمل بعد توليه لمقاليد الحكم على دعم العمل المؤسساتي في المؤسسات الخاصة بالدولة، الأمر الذي كفل عملية التقدم والتطور والاستمرار من دون أن ترتبط بحكومة أو شخص ما.

وتبين الباحثة الاقتصادية والسياسية خديجة كاراهان، في مقال تقييمي لها بعنوان "نجاحات فريق تركيا الوطني لكرة القدم ونجاحات تركيا الوطنية" نُشرت بتاريخ 15 تشرين الأول/ أكتوبر 2015 في جريدة يني شفق، بأن "تركيا استطاعت الأسبوع الماضي تحقيق نصر تليد على لتوانيا وأيسلندا في مبارايات دوري كرة القدم الأوروبي وبعد هذا النصر تأهلت إلى مواجهة فرنسا في نهائي الدوري، وكما استطاعت أيضا ً إنتاج سيارة وطنية محلية وإطلاق القمر الصناعي "توركسات" من القاعدة التركية في كازاخستان".

وتصف كاراهان المباريات التي يخوضها الفريق الوطني لأي دولة في العالم "بالعصا السحرية" التي تجمع جميع فئات شعب ذلك الفريق تحت راية واحدة دون تفرقة ودون تمييز فهو يحتوي على مصطلح "الوطني" الذي يجمع جميع فئات المجتمع على قلب رجل واحد، ذلك الرجل الذي يرغب بانتصار فريقه وفوزه ومن النادر أن تتجتمع جميع فئات المجتمع على قلب رجل واحد مثل اجتماعها على ذلك أثناء مباراة الفريق الوطني.

وتشير كاراهان إلى أن "جانب النجاح الذي حققه الفريق القومي لتركيا الذي سيتأهل إلى النهائي الأوروبي، حققت تركيا نجاحين وطنيين آخرين خلال الأيام الأخيرة وهما إعلان الانتهاء من صناعة المركبة الوطنية المُصنعة محليًا وإطلاق القمر الصناعي "التركي الوطني" توركسات من قاعدة بايكونور في كازاخستان".

وقد أعلنت وزارة الطاقة التكنولوجية التركية من خلال الصفحة الرسمية للمركبة التركية "3 جان" التي أطلقتها بأنها قامت بالتعاون مع مؤسسة تركيا للأبحاث التكنولوجية والعلمية "توبيتاك" وكلية الهندسة في جامعة غازي في أنقرة من أجل تصميم وصناعة المركبة.

وبدأت الفكرة من خلال خريج قسم هندسة السيارات في جامعة غازي سارادار سابماز الذي بدأ يحلم بصناعة مركبة تركية محلية بعد تخرجه من الجامعة عام 2010، طرح سردار الفكرة على مُعلميه في الجامعة وقاموا على الفور بتشجيعه وتحفيزه على ذلك وقدموا فكرته لوزارة الطاقة التكنولوجيا ومؤسسة تركيا للأبحاث التكنولوجية والعلمية اللتين قامتا بدورهما بالموافقة الفورية على المشروع واستعدتا لتقديم جميع الإمكانية اللازمة.

بعد مدة عمل استمرت 3 سنوات بدأ ساردار بإعطاء نتائج عملية لحلمه، إذ انتهى من صناعة مُحرك المركبة وهيكلها الذي تم تصنيعه من مادة الألومنيوم وبتاريخ 12 أكتوبر أعلنت وزارة الطاقة والتكنولوجيا مع المؤسسات الداعمة أنه تم الانتهاء فعليًا من صناعة المركبة الوطنية بعد إجراء الاختبارات اللازمة لفحصها وكما أعلنت الوزارة بأنها ستقوم بوضع اسم تركي وستقوم بإنتاجها وتصديرها بشكل ضخم في نهاية 2016.

أما القمر الصناعي الوطني "توركسات" الذي تم إطلاقه بتاريخ 16 أكتوبر؛ فالهدف منه، حسب ما نقلت صحيفة صباح التركية، هو زيادة حجم سرعة الاتصالات الشبكية بشكل فائق واخفاض حجم التكاليف الخاصة بشبكة الاتصالات الرقمية في تركيا.

ويأتي هذا القمر بعد قمري الاستكشاف، غوك تورك1 غوك تورك 2، الذان اطلقتهما تركيا قبل عامين من الآن، وتهدف تركيا إلى الانتهاء من تصنيع القمر الصناعي "أي 6" الخاص بها بشكل كامل بحلول عام 2019 حيث ستصبح بعد هذا العام من ضمن الدول العشرة المُصنعة للأقمار الصناعية محليًا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!