ترك برس

 

تمكّنت الصحافة لأول مرة من الدخول إلى منزل رئيس مجلس الوزراء "أحمد داود أوغلو" والتعرّف عن قرب إلى التفاصيل الصغيرة، والجوانب غير المعروفة في شخصيتي الزوجين "داود أوغلو".

عبرت الصحفية التي قامت بزيارة منزل "رئيس مجلس الوزراء" والتي تعمل لصالح تلفزيون "هابير تورك" بما يلي: إن أكثر ما يلفت الانتباه عند اقترابك من منزل "داود أوغلو" هو تواضع الأجواء المسيطرة، بالإضافة إلى الإجراءات الأمنية غير المكثفة، بل تكاد أن توصف بالإجراءات الأمنية العادية، ولو لم نعلم أنه منزل رئيس مجلس الوزراء التركي لقلنا: هو منزل واسع فيه عدد كبير من الكتب، مكون من زوجين وأربعة أولاد، العاملون فيه كجزء من المنزل.

بدأت الصحفية حوارها مع السيدة "سارة داود أوغلو" زوجة رئيس الوزراء، وبعد ساعة من حوارهما انضم إليهما "أحمد داود أوغلو"، وكان السؤال الأول هو: نعلم أنكم لا تحبون الكاميرات كثيرا، وأنكم تحبون عملكم إلى حد كبير، ولكن على ما يبدو أن السياسة بطريقة أو بأخرى جعلتك تدخلين في هذا المجال.

جاء رد "سارة داو أوغلو" زوجة رئيس مجلس الوزراء: إن الأوضاع الحالية سواء أردنا أم لا تجبرني على أن أكون داخل هذا المجال، خلال الحملات الانتخابية أدركت أنه علي أن أكون إلى جانب السيد أحمد، وأكون سعيدة عندما أفعل ذلك، إنه شعور جميل أن يشارك الإنسان مشاعر الآخرين، ويقاسمهم الهموم، وقول الناس لي: اعتني جيدا برئيس حكومتنا، اعتني بصحته، إننا ندعو كل يوم لأجلكم، أمر يجعلني في غاية السعادة.

على الرغم من الموقع الذي يشغله زوجك لم تستطيعي من ترك وظيفتك كطبيبة نسائية، أليس الأمر صعبا بالنسبة إليك؟

إنه صعب جدا، على سبيل المثال ما حدث البارحة، اتصل بي السيد "أحمد" وسألني أين أنت؟ معي ضيف ونحن بطريقنا إلى المنزل، فأجبته وأن أشعر بالقليل من الذنب: في العمل، فقال لي: لماذا أنت في العمل؟ كنت قد أخبرتني سابقا أنك لن تذهبي. فغالبا أحاول التنسيق ما بين العمل وجدول أعمال السيد "أحمد"، فعندما يبدأ بجدول أعماله أنتقل مباشرة إلى المستشفى، مثلا اليوم لدينا برنامج مكثف مع السيد "أحمد" ولكن سأحاول أن أمرّ إلى المستشفى في أول فرصة ممكنة للقيام بمداخلة بسيطة.

في ظل عملك المرهق والالتزام ببرنامج السيد "أحمد" ألا يجعلكما هذا الأمر مقصرين بحق أولادكم؟

يكاد يكون هذا الأمر من أهم المشاكل التي نواجهها، إن ابنتي الصغيرة وابني الصغير دائمي الشكوى بهذا الخصوص، وبين الوقت والآخر نشعر بعذاب الضمير حيالهم، ولكن نحاول تلافي الموضوع من خلال استغلال كل دقيقة تجمعنا بهم.

كيف كانت المرحلة الطفولية التي قضّيتها؟

فقدت أمي بينما كان عمري 7 سنوات، وأبي كان رجلا يحب الانضباط، وكان يحبنا كثيرا، ويولي اهتماما كبيرا بالقيم الأخلاقية، على سبيل المثال عندما كنا نصعد وسائل النقل الداخلي في حال لم يأت الشخص المعني بقطع البطاقات، كان يطلب منا أن نقطع بطاقتين في اليوم التالي، وكان يقول: انتبهوا يا أولادي إن هذه الأمور فيها حقوق اليتامى، لذلك احرصوا على عدم وضع أنفسكم في مثل المواقف.

كيف أثر كون زوجك رئيسا لمجلس الوزراء في حياتك؟

قبل كل شيء أصبحنا نظهر بشكل أكبر، وهذا بدوره يجعلنا أن نكون مستعدين دائما، وزادت احتماليات أن يفهمنا الآخرين بشكل خاطئ، وهذا الأمر لا علاقة له بكون السيد أحمد رئيسا لمجلس الوزراء، إنما هو حقيقة واقعية في تركيا، فالناس يطلقون أحكاما مسبقة قبل إيجاد تبريرات.

هل قلت فيما سبق ولو لمرة واحدة: حبذا لو أن السيد "أحمد" لم يدخل المعترك السياسي وبقي أستاذا جامعيا، نعيش حياة ملؤها البساطة والتواضع؟

لا لم أقل ذلك قط، فهو تقارب ليس صحيحا، بما أننا بهذا الموقع علينا أن نقوم بكامل مسؤولياتنا تجاه الموقع الذي نحن فيه.

كلنا ندرك الاهتمامات الفكرية لدى السيد أحمد، فكيف هي علاقتك مع الكتب؟

أحب القراءة جدا، وبما أنني طبيبة عليّ أن أقرأ كثيرا، فأنا كأي طبيبة أحاول أن أواكب كل ما هو جديد في المجال الطبي، ففي الاجتماعات التي أشارك فيها كمتحدثة أقوم بمطالعات كثيرة قبل الذهاب إلى الاجتماع، ولا أنكر أنني أستفيد من الخبرة العلمية لدى السيد "أحمد" فالعيش معه تحت سقف واحد مع البروفسور أحمد يعلم كثيرا.

كيف هي علاقتك بالمطبخ؟

أحاول أن أقوم بطهي الأطعمة التي يحبها السيد "أحمد" والأولاد، هناك طبخة لها علاقة بالفول خاصة بمدينة قونيا التي ينتمي إليها السيد أحمد، وهذ الأكلة هي أكثر أكلة يفضلها السيد "أحمد" بالإضافة إلى أكلات أخرى لها علاقة بتراث قونيا.

لقد شهدت الأحزاب السياسية مؤخرا تحزبا وتطرفا كبيرين، وبشكل أو بآخر كان حزب العدالة والتنمية جزءا من هذه التحزبات، فما رأيك بهذا الخصوص؟

آمل أن تكون الانتخابات التي ستجري في1 تشرين الثاني/ نوفمبر هادئة أكثر من الانتخابات السابقة، ونداء السيد "أحمد" كما تعلمون كان في هذا الاتجاه، كنت أتمنى لو أن الأحزاب كلها لبت هذا النداء، والتزمت الهدوء والسكون، وللأسف الأعمال الإرهابية التي وقعت في أنقرة حالت دون ذلك، فسقوط عدد كبير من شهدائنا، بالإضافة إلى وفاة عدد كبير من المواطنين في هذه الأعمال الإرهابية أدت إلى عدم تمكننا من القيام بحملات انتخابية كما تم التخطيط لها، وأكثر ما يؤلمني هم أطفال الشهداء، وأطفال الذين لقوا مصرعهم جراء الأعمال الإرهابية التي وقعت.

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!