ترك برس

أولت الدولة العثمانية لسكان وزوار الحرمين الشريفين وجوارهما معاملة طيبة بدون تفريق في الدين والعرق أو اللغة، وعاملتهم بمساواة دون أن تنظر لحالتهم المادية.

وقد اتخذت الدولة العثمانية تدابير مهمة للحفاظ على الإدارة المحلية والمركزية للمدينة المنورة، وسلامة الأراضي المقدسة ومنها؛ في إطار فعاليات العمارة التي بدأت في عهد سلطان سليمان القانوني، تم إنشاء الأسوار التي تحيط بمدينة المنورة بتكلفة 100 ألف دينار. وذلك لتأمين سلامة الحجاج وأهل المدينة الذي تعرضوا لهجمات البدو في موسم الحج. وإضافة إلى ذلك شيّدت ثكنة عسكرية في المدينة المنورة وقلعة في قرية قوبا بهدف سلامة الشعب، ولكن لم يصل أحد هذه المباني إلى يومنا هذا.

وفي عهد السلطان عبد الحميد الثاني، عام 1902 جلبت البرقية الأولى إلى المدينة ونُصِبت المباني الرسمية مثل مركز الشرطة ومحطات ومحل البريد.

الدين - الحقوق والتعليم

قامت الدولة العثمانية إلى جانب تنمية المؤسسات المالية والعسكرية، بإجراءات هامة في مجالات التعليم والحقوق والدين في المدينة المنورة، فخصصت للعلماء والشيوخ الذين يدرسون في المدينة المنورة مدارس وبجانبها افتتحت المدرسة "الرشدية" بعام 1885 و"دار المعلم" بعام 1909 و"كلية العلوم الشرعية" (مدرسة الكلية الإسلامية) عام 1913.

وأُنشئت أول مكتبة ساهمت في تطوير الثقافة والتعلم لدى سكان المدينة بداخل المسجد النبوي. وقد أنشأ السلطان عبد الحميد الأول مدرسة وبجانبها مكتبة خاصة بها. كما بنى السلطان محمود الثاني مكتبة "محدودية" ووضع فيها 4.569 كتابا بحلول عام 1822.

فعاليات الإعمار في المدينة المنورة

وقد تم الانتهاء من العديد من أنشطة الإعمار الهامة في الفترة العثمانية بالمدينة المنورة، وبذلك تم توسيع المسجد النبوي في عهدها. وبأمر من السلطان سليمان القانوني عام 1532 أرسل إلى المسجد النبوي "الأوسطوات" والأدوات اللازمة، و هكذا بدأت أعمال التزيين وترميم المسجد، وفي إطارها تم تجديد مئذنة المسجد، وزين الخطاطون المشهورون القبب بالخط اليدوي وكذلك محراب المسجد. وأيضا بنيت الأضرحة على القبور في جنة الباقي والشهداء في غزوة أحد.

وشهدت المدينة المنورة بعهد السلطان محمود الثاني المشهورة بحركات الإصلاح، نشاطا كبيرا حيث قام بترميزات في المسجد النبوي وخاصة القبة الخضراء، وقد أمر السلطان بصبغها باللون الأخضر فأصبحت تسمى بـ"القبة الخضراء".