ترك برس

تولى السلطان الرابع و الثلاثون للدولة العثمانية عبد الحميد الثاني الحكم لمدة 33 عاما بداية من  العام 1876 حتى سنة 1909. حيث ارتقى إلى عرش السلطة في ظل ظروف قاسية من النواحي الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي كانت تعصف بالدولة العثمانية بسبب الديون الأجنبية.

وأول عمل قام به السلطان من أجل تحرير دولته من تكاليف ومصاريف الديون الأجنبية، أنه تبرع من أمواله الخاصة لخزينة الدولة فاستطاع بذلك تسديد قسم كبير من الديون للدول الدائنة. وبفضل أعماله في مجال الاقتصاد والسياسة حافظ على صمود دولته، ليحتل مكانه من بين رجال الدولة العثمانية الأقوياء، ويسجل اسمه في التاريخ التركي.

وإلى جانب أعمال الدولة، كان السلطان عبد الحميد خان في فترة حكمه يتابع التطورات والتجديدات العلمية في العالم عن كثب، كما أنه بذل جهودًا كبيرة كي لا تتأخر بلاده عن ركب الحضارة وعن التطورات الغربية. وفي هذه الفترة اكتشف باستور - وهو من العلماء البارزين في فرنسا - لقاحا لعلاج داء الكلب، فلما علم السلطان بهذا الخبر أرسل إلى باريس وفدا مكونا من الدكتور حسين رمزي وبيطر حسني بك وزوريوس باشا ليتعلموا على يد باستور عام 1886.

وبعد عودة الهيئة مع انتهاءهم من الدراسة إلى بلادهم عام 1887، أسست "دار السعادة" و"دار الكلب" و"معهد علم الجراثيم" في إسطنبول. وبعد ثلاثة سنوات من اكتشاف لقاح داء الكلب، تم إنتاج لقاحات في معهد علم الجراثيم بإسطنبول لأول مرة، ويعد هذا المركز هو الثالث في العالم، والأول بين الدول الشرقية.

وأيضا لمكافحة التعفن، تأسس في عام 1889 "مركزٌ لإنتاج لقاح الجدري"، ولعبت اللقاحات والأمصال التي أنتجت في هذه المركز دورًا مهمًا في علاج الأمراض مثل مرض التيفوئيد والكوليرا ووباء الديزنطاريا والتهاب السحايا.

وكان من الإجراءات الهامة التي قام بها عبد الحميد الثاني في المجال الصحي دعوة العلماء الغربيين إلى الأناضول، وكانت نتيجة هذه الدعوة دعم الكثير من العلماء لتطوير مجال الطب في تركيا.

وبفضل السياسات الصحية التي نفذها عبد الحميد خان، فقد كان له دور أساسي في حماية واستعادة صحة الأشخاص الذين يعانون من مختلف الأمراض المعدية.  

واليوم، فالعديد من المؤسسات الصحية التي ينتمون إلى المنظمات الغربية في البلدان الأقل نموا، هم من آثار سياسة عبد الحميد خان.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!