جلال سلمي - خاص ترك برس

مدينة إسطنبول التي أصبحت عاصمة للدولة العثمانية بعد فتحها من قبل السلطان العثماني محمد الفاتح عام 1453 استمرت عاصمة للدولة العثمانية إلى عام 1923 أي إلى تاريخ إعلان الجمهورية التركية حيث قام بعد ذلك مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك بإلغاء مركزيتها كعاصمة وجعل أنقرة العاصمة الخاصة بالجمهورية التركية.

وعلى الرغم من تحويل أتاتورك للعاصمة من إسطنبول إلى أنقرة إلا أن مازالت إسطنبول محافظة على مركزيتها التجارية والاقتصادية والتاريخية والسياحية أم أنقرة فلم يبقى لها نصيب إلا أن تبقى كعاصمة سياسية يزورها ويقطنها المؤسسات السياسية والإدارية والسفارات الدبلومسية والعاملين بها، حتى أصبحت تُوصف على أنها عاصمة الموظف، إلا أن انعدام مركزيتها التاريخية والمعمارية والاقتصادية جعلها محرومة من زيارة السياح والتجار.

تُعد إسطنبول من أكثر المدن ازدحاما ً في تركيا، تتكون من شطرين جغرافيين أحدمها يقع في  قارة أسيا والأخر في قارة أوروبا، تبلغ المساحة الجغرافية الكلية لإسطنبول 5315 كيلو متر مربع، وحسب مؤسسة الإحصاء التركية يبلغ عدد سكان إسطنبول 14 مليون و377 نسمة.

ويقدر عدد السياح القادمين إلى إسطنبول سنويًا حسب وزارة السياحة والثقافة التركية بـ13 مليون و160 ألف سائح، أي بمقدار قريب جدًا لعدد سكان المدينة الأصليين، وتجذب إسطنبول السياح من شتى أرجاء الأرضي لثراء آثارها التاريخية وخدماتها السياحية وأماكنها الترفيهية.

حسب الوثائق التاريخية؛ فإن السكان الأصليين لمدينة إسطنبول هم البيزنطيون، ولكن بعد فتح إسطنبول عام 1453 بدأت أعداد البيزانطيين المُقيمين في المدينة بالتراجع إذ قام العديد منهم، على الرغم من حصولهم على عهد الحماية من السلطان العثماني محمد الفاتح، بالهجرة إلى أوروبا، وبعد استقلال تركيا ككيان جمهوري بدأت بعض الخلافات تتفاقم بين تركيا واليونان بسبب اتهام كلا الطرفين لبعضهم البعض بممارسة التمييز العنصري ضد مواطنيهم المقمين بشكل متبادل في كلا الدولتين.

بعد ازدياد هذه الخلافات رأى الطرفان أن الحل الأمثل لحل هذه المشكلة هو تبادل السكان وهجرة الطرف اليوناني المقيم في تركيا إلى اليونان والتركي المقيم في اليونان إلى تركيا وتمت عملية المبادلة عام 1928، بهذه المبادلة انخفض عدد السكان الأصليين من البيزانطيين والروم إلى أعداد قليلة جدًا.

أصبحت إسطنبول منذ فتحها عام 1453 العاصمة السياسية والتجارية والاقتصادية والعسكرية للدولة العثمانية، وهاجر العديد من المواطنين العثمانيين إليها لتأمين وظائف حكومية أوحياة تجارية واقتصادية كريمة، وهذه العادة العثمانية القديمة ما زالت سارية إلى يومنا الحالي، إذ ما زال العديد من المواطنين الأتراك في المدن الفرعية يهاجرون إلى إسطنبول لتأمين قوت حياتهم وذلك لتعدد فرص العمل ومجالات النشاط التجاري التي يمكن الاستفادة منها في إسطنبول.

ويتوزع المُهاجرون إلى إسطنبول، من المدن الفرعية لتركيا، لأهداف اقتصادية على النحو التالي:

أوردو: تقع مدينة أوردو في شمالي تركيا وتطل على البحر الأسود، يُعد مواطنوها من أكثر السكان المُقيمين في إسطنبول، إذ يبلغ عددهم 499 ألف و782 شخص.

ـ ماردين: تُعد ماردين عاصمة المزيج الثقافي في تركيا، إذ يقطنها العديد من العرب والترك والكرد والسريان والظاظا وتحتوي على العديد من اللغات والأديان، يبلغ عدد مواطنيها المُقيمين في إسطنبول 204 ألف و630 شخص.

ـ بيتليس: تقع مدينة بيتليس جنوب شرق تركيا، تتميز بتضاريسها الجبلية، ويبلغ عدد مواطنيها المُقيمين في إسطنبول 195 ألف 279 شخص.

ـ أماسيا: يُطلق على مدينة أماسيا لقب "مدينة الأمراء" وذلك لأن الأمراء العثمانيين كانوا يعيشون ويترعرعون فيها قبل ذهابهم لإسطنبول وتوليهم إدارة أحد الولايات العثمانية، تقع شمال شرق تركيا، يُبلغ عدد مواطنيها المُقيمين في إسطنبول 173 ألف و739 شخص.

ـ آغري: تقع مدينة آغري جنوب شرق تركيا وتُعد إحد المدن التركية الغنية ديمغرافيًا، إذ يسكنها العرب والكرد والترك والسريان، يبلغ عدد مواطنيها المقيمين في إسطنبول 165 ألف و992 شخص.

ـ أديامان: تُعد من أكبر المدن السياحية في تركيا، إذ تحتوي على العديد من الآثار التاريخية والسياحية، تقع في جنوب شرق تركيا ويُبلغ عدد مواطنيها المُقيمين في إسطنبول 127 ألف و919 شخص.

ـ أنقرة: عاصمة تركيا الحالية وتقع في وسطها، يُقدر عدد مواطنيها المُقيمين في إسطنبول 90 ألف و739 شخص.

ـ أضنة: تُعد إحدى المدن التركية الكبرى، تقع في جنوب تركيا، يبلغ عدد مواطنيها المُقيمين في إسطنبول 83 ألف و13 شخص.

ـ أفيون كارا حصار: مدينة تقع في وسط تركيا، لها أهمية كبرى في التاريخ التركي، وذلك لحدوث أغلب معارك حرب التحرير التركية على أرضها، يبلغ عدد مواطنيها المُقيمين في إسطنبول 56 ألف و585 شخص.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!