إسماعيل كيليتش أرسلان - صحيفة يني شفق - ترجمة وتحرير ترك برس

نجحوا في نهاية المطاف بتحويل داعش إلى "مطية" من أجل تحقيق أهدافهم ومصالحهم، متناسين ما قامت به الحملات الصليبية في الماضي، ومتناسين ما قام به ستالين، ولا يتحدثون عن المجازر التي ترتكبها إسرائيل، ولا عن الإرهاب الممارس ضد المسلمين في ميانمار، لكن في نهاية الأمر، كان لهم ما أرادوا، واستطاعوا تحويل داعش إلى أداة من أجل تحقيق أهدافهم ومصالحهم الاستعمارية.

لا أدري إذا كنتم تعلمون أنّ اللغة الثانية بعد اللغة العربية الأكثر تداولا في مركز قيادة داعش في الرقة، هي اللغة الفرنسية، فكيف يمكنكم تفسير ذلك؟ لا أعلم، لكن بإمكانكم العودة إلى الأحداث التي جرت في العالم الإسلامي والعمليات التي قادها الغرب في الشرق الأوسط على مدار 300 عام مضت، إذا كنتم تملكون الجرأة للحديث عن تاريخهم الاستعماري المقيت.

يصورون الأمور بطريقة مثالية، يتحدثون عن منظمة ارهابية تستطيع تنفيذ 7 هجمات في قلب باريس في نفس الوقت، ويشرحون للعالم بأنّ هذه العمليات أزعجت السلام والأمن والطمأنينة التي يعيش فيها العالم أجمع، وأنّ سبب هذه الأعمال هم مسلمون رجعيون ما زالوا يعيشون بذهنية الإنسان الذي كان يعيش في المغارة، وسط الجبال، ويجعلون الرأي العام يصدق روايتهم وما يقولون.

لكن كيف لنا أنْ ننسى الأطفال الأفارقة وهم يموتون على الهواء مباشرة أمام أعيننا؟ كيف لنا أنْ ننسى تحطيم بغداد وتدميرها وسحقها على يد القوات الغازية؟ ألم يرَ العالم ما يقوم به بشار الأسد من قتل للناس بالبراميل المتفجرة والأسلحة الكيماوية؟ ألم يساندوا الانقلابيين الذين انقلبوا على نتائج صناديق الاقتراع في مصر؟

عن أي عالم متحضر نتحدث؟ عن عالم يخشى حصول أي شيء في أراضيه، ولا يهمه ما يحصل في باقي أنحاء العالم؟ عن عالم يخشى دخول طائرة جوية إلى مجاله دون إذنه، لكنه يسمح لقوى الظلام بتدمير الجامع الأموي؟ لا تريدون أنْ تنزعج مدنكم، في الوقت الذي تُدك فيه كابول وغزة وبغداد وحلب، وتحسبون أنفسكم المدافعين عن حقوق الإنسان والحيوان، على أساس أننا حمل زائد على  هذا العالم.

حضارتكم المبنية على جثث أطفالنا، على دماء وأشلاء أبنائنا، ليست حضارة ولا مدنية، تسحقون أطفال باكستان، حتى تستطيعوا شراء كرة قدم لأطفالكم سعرها 15 يورو، فيما لا يستطيع الأطفال هناك إيجاد ماء للشرب، ولا طعام صالح للأكل، تقتلون الناس والأطفال والنساء أمام أعين محبيهم، ولا تريدون لأحد أنْ يحقق بالمجازر الدموية التي قمتم وتقومون بها.

لكن دعوني أقول لكم، أنّ كل مسلم لا ترونه، ولا تعطوه أي اهتمام او اعتبار، وكل مسلم تعتبرونه عالة وحمل إضافي على هذا العالم، ولا تعاملونه معاملة إنسانية، سيتحول في أقرب فرصة ممكنة إلى محارب مقاتل يسعى للقضاء عليكم، فهذا ما جنته أياديكم، وهذا كله صناعتكم وبسبب أعمالكم.

تقتلون وترهبون الناس، وتمارسون كل أشكال العنف بحقهم، لكنكم لا تفهمون ولا تستطيعون فهم أنّ ممارسة هذه الأعمال، ستعود عليكم بالوبال، وكل مجزرة، وعمل ارهابي قمتم به، سيعود إليكم، عاجلا أم آجلا، فكيف للتاريخ أنْ ينسى ما قامت به فرنسا في الجزائر؟

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس