ترك برس

يعود تقليد انشاء و استخدام الحمامات لدى الأتراك إلى زمن قديم، فقد ظهر فن عمارة  الحمامات في القرن الثاني عشر بعد فتح السلاجقة  للأناضول. وفي عهد الدولة العثمانية أصبحت الحمامات التركية من أهم سمات طراز البناء العثماني، وقد بنيت الحمامات في عهد السلاجقة والعثمانيين في المباني الدينية والتجارية لتلبية احتياجات الشعب.

كان يطلق الأتراك على خيمة الحمام اسم "تشيرغه" (Çerge)، وكان السلطان السلجوقي علاء الدين كيكوبات يأخذها معه في كل سفره أو رحلاته، ولذلك أطلق عليها اسم "حمام السفر".

بني أول حمام العثماني من قبل "أورهان بك" في مدينة بورصة، التي تعد العاصمة الأولى للدولة العثمانية بعام 1362م. ولكن أول حمام للعامة "حمام تشمبرلي تاش" بني من قبل المعمار سنان، وبأمر من السلطانة "نور بانو"، وهي والدة السلطان مراد الثالث، في عام 1584م. وعقب ذلك زاد بناء الحمامات في جميع أنحاء الأناضول.

وتتكون الحمامات التركية في الأغلب من قسمين، الأول قسم النساء والثاني قسم الرجال. ومن أهم مميزات هذه الحمامات أن أبواب قسم الرجال وقسم النساء لا تفتح في نفس المكان لكي لا تنزعج النساء من ذلك.

لم يستخدم الأتراك الحمامات للاستحمام والنظافة فقط، بل كانت الحمامات تعمل كمؤسسات اجتماعية، حيث كانت تقام فيها الفعاليات الاجتماعية كالاحتفال بالولادة والزواج والختان وليلة الحناء. وأصبحت الحمامات في العهد العثماني جزءًا من الحياة الاجتماعية، وخاصة لدى النساء، حيث كن يجتمعن هناك في كل أسبوع  للأكل والشرب وتبادل الحديث.

في القرن التاسع عشر بدأت الحمامات التركية تجذب اهتمام التجار والرحالة والسفراء والسياح الغربيين والشرقيين، كما يعرف أن الرسامين الغربيين قامو برسم العديد من الحمامات التركية. وقد أدى اهتمام الغربيين والمحليين بالحمامات إلى تأثر اللغة أيضا، حيث دخلت إليها الكثير من المصطلحات الخاصة بالحمامات، والتي ما زالت تستخدم في يومنا هذا. فمثلا يقال عن الأماكن المزدحمة مثل المقاهي بأنها تشبه  "حمام النساء". ويقال للأماكن الحارة "مثل الحمام".

كانت توجد لدى الأتراك قواعد خاصة بالحمامات. يبدأ تنفيذ هذه القواعد منذ لحظة الدخول إليها وحتى الخروج منها، و كان الجميع مضطرًا للالتزام بهذه القواعد والتعليمات، والتقيد بالمواد المستخدمة وحتى طريقة استخدامها. وكان يطلق على السيدات اللاتي تساعدن على الاستحمام اسم "ناطر" (natır) وعلى الرجال "تيللاك" (tellak).

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!