زكرياء احميداني - خاص ترك برس

قادت الظروف الداخلية والخارجية للدولة العثمانية، السلطان عبد الحميد الثاني للدعوة إلى الجامعة الإسلامية وذلك باستصراخ الأمم الاسلامية في كل بقاع العالم الإسلامي لمساندة الدولة العثمانية في مواجهة الهجمات الأوروبية، وغدت إسطنبول موئل الزعماء العرب والمسلمين المشهورين بالأعمال المعادية للدول الأوروبية. وقد اجتمع لدى السلطان العثماني الكثير من مقدمي العرب وزعمائهم ومشايخ الطرق فيهم من الحجاز والشام والعراق ونجد واليمن ومصر وطرابلس وتونس والمغرب وآخرين من زعماء الأكراد وآخرين من زعماء الأرناؤوط. كما أرسل السلطان العثماني الوفود والرسائل حاملة رسائل الأمل في الوقوف إلى جانبه.

بدأت رسالة السلطان عبد الحميد الثاني  بحمد الله سبحانه والصلاة والسلام على رسوله الكريم وآله وصحبه أجمعين، ثم الإشادة بالسلطان المغربي الحسن الأول ودعوته إلى الاتحاد بين المسلمين حيث قال بالحرف فيجب علينا نحن معاشر المسلمين كافة، الاتحاد والتعاضد والتناصر لدفع كيد المشركين، وإبقاء شعائر الإسلام بين المؤمنين، وإلا فعاقبة الأمر تؤول إلى محذور عظيم لا ينجو منه أحد من المسلمين ولو كان في أقصى البلاد، ولا يجدي التباعد والسكوت في دفع ما لأعداء الدين من مراد.

إن هذه الرسالة العثمانية تكشف حقيقة الموقف العثماني الثابت في العمل على إيجاد حليف إسلامي لمواجهة التحديات الأوروبية المشتركة، فكان المغرب موضع الاهتمام الأكبر.

كما جاءت الرسالة الجوابية من السلطان المغربي الحسن الأول على رسالة عبد الحميد الثاني، لتؤكد النية والرغبة المغربية في تلبية دعوة السلطان عبد الحميد الثاني وكان الرد كالتالي فبعد أن حمد الله سبحانه وتعالى وصلى على الرسول عليه الصلاة والسلام، ثم الإشادة بالسلطان العثماني، فقال: فأما ما شرحتم عن أهل الإشراك ونصبهم للمسلمين الغوائل والأشراك، ودعوتهم إليه من الاتحاد على دفاعهم والاشتباك، فما خلت بحمد الله ضمائرنا من تلك النية، والتناصر في ذات الله عندنا غاية الأمنية، والسعي في جمع الكلمة متعين على جميع أهل التوحيد والدعاء اليه من خصال الموفق الرشيد، وما نصرالله منا ومنكم ببعيد.

إن الرسالتين أكدت العمل على ضرورة التحالف والاتحاد لمواجهة الضغط الأوروبي المشترك وتحدياته التي تستهدف النيل من استقلال الدولتين وسيادتهما ووحدتهما، لكن جهود السلطان عبد الحميد الثاني باءت بالفشل نظرا لتكالب الدول الأوروبية على المسلمين وتشتيت شملهم. وتدخل الغرب في شؤون العديد من البلدان الإسلامية.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس