إمره أكوز - جريدة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس

النقطة الأساسية لاستراتيجية أوباما في حربه على داعش واضحة بدون أن يصرّح بها، فالجنود الأمريكيون لن تطأ أقدامهم الأرض، والولايات المتحدة الأمريكية التي أطلقت فوضى داعش، تريد اليوم القضاء عليها من خلال القصف الجوي من الطائرات الحربية والطائرات بدون طيار.

والأهم هنا، أن الهجمات الجوية لا يمكن أن تقضي على منظمة بهذا الشكل. قد تتأثر قوتها، ويختفي مقاتلوها لبرهة، لكن سرعان ما ستظهر بعد انتهاء الهجمات. لهذا يجب أن يكون هناك قوات على الأرض لتسديد ضربات قوية لداعش. لكن من سيكون هؤلاء؟

أول ما يتبادر على الذهن، أن من سيقوم بهذه المهمة هي قوات الجيش العراقي ذو الأغلبية الشيعية التابع للحكومة العراقية المركزية، وكذلك الأكراد.

اعتقد أن هذه الحملة لا يمكن أن يكون هدفها فقط القضاء على داعش. لأن مثل هذه الحملة الضخمة لن يكون هدفها "ماذا لن يكون" فقط بل سيكون هدفها "ماذا سيكون" أيضا.

إذا تم القضاء على داعش دون تأسيس بديل لها، ستأخذ مكانها منظمة إرهابية أخرى. وإذا كان هدف الحملة إنهاء العنف، سنكون بذلك بدأنا مرحلة عنف جديدة.

أهمية العراق تنبع من بترولها، فالعالم (الغرب) يريد أخذ البترول من العراق أو شرائه بدون أية مشاكل، ولهذا سيسعون لتحقيق عراق هادئ بدون نزاعات. بمعنى وجوب أن يكون السنة والشيعة والعرب والأكراد وكل الشعب العراقي يعيشون بسلام وهدوء.

في الطرف المقابل، قال أوباما أنه سيواصل مكافحة داعش في سوريا أيضا، لكن هذا التصريح أزعج جدا نظام الأسد الذي يؤيد تنظيم داعش بسبب قتاله للمعارضة الأخرى.

وكل هذه المعطيات تعني أن الولايات المتحدة الأمريكية تريد استخدام داعش من أجل تحقيق شكل جديد في سوريا والعراق.

الأكراد يزدادون قوة

ماذا سيكون وضع تركيا في هذه العملية؟ بعد وزير الدفاع الأمريكي هانغل سيزور تركيا اليوم وزير الخارجية الأمريكي كيري. تركيا لم تتخذ أسلوبا واضحا ضد داعش، والسبب في ذلك يرجع إلى وجود 49 شخص تركي من القنصلية التركية في الموصل رهائن في يد داعش، وبسبب وجود متشددين في الأراضي التركية حتى في اسطنبول نفسها.

ماذا سيكون وضع تركيا، وكيف ستصرف أنقرة التي اكتفت حتى اللحظة بالمشاركة من خلال المساعدات الإنسانية؟ لنتحدث قليلا عن بعض السيناريوهات:

إذا طلب من حزب العمال الكردستاني محاربة داعش، فهذا يعني الطلب من أنقرة التخلي مؤقتا عن شرطها الأساسي لعملية السلام وهو "نزع سلاح حزب العمال الكردستاني". وهذا سيناريو من الخيال، من الممكن أن يحصل أو لا يحصل.

وفي المقابل، من الممكن أن يحدث سيناريو آخر، إذا انتهت الحرب الأممية على داعش بتكوّن شكل جديد لسوريا والعراق، سيعني ذلك أن على تركيا التخلي عن زعامتها وقيادتها للمنطقة على المدى المتوسط.

وسيكون الصوت الكردي قويا بعد أخذه دورا بارزا في الحرب على داعش، لهذا ربما تضطر أنقرة في مثل هذا الوضع للتخلي عن حساسيتها تجاه منطقة "كردستان السورية".

الوضع معقّد جدا، أليس كذلك؟

عن الكاتب

إمره أكوز

كاتب في جريدة صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس