جلال سلمي - خاص ترك برس

"لا يمكن الثقة بوسطاء كنا نظن أنهم جديرون بالثقة لحل القضية الكردية، بعد أن تبين لنا أنهم مجرد دُمى في أيدي جهات أجنبية تستهدف وحدتنا واستقرارنا".

صرح نائب رئيس الوزراء التركي "نعمان كورتولموش"، عقب اجتماع لجنة الأمن القومي بتاريخ 27 كانون الثاني/ يناير 2016، بأن تركيا لن تعود للتفاوض مع زعيم حزب العمال الكردستاني "بي كي كي" عبد الله أوجلان، مبينًا أن أوجلان ليس قادرًا على ضمان عملية السلام، كما أن بي كي كي لا يحترم وعوده ولا يعمل من أجل مصلحة المواطنين الأكراد الذين عقدوا الأمل على بعملية السلام لنيل حقوقهم بشكل كامل، بل يخدم مصالح بعض الأطراف الأجنبية التي تسعى إلى إضعاف وحدة الشعب التركي.

ومن جانبه، أكد رئيس الوزراء التركي "أحمد داود أوغلو" في مؤتمر صحفي بمدينة "ماردين" ذات المزيج الثقافي المتنوع تحت عنوان "لقاء الأخوة"، يوم الجمعة الماضي، 5 شباط/ فبراير 2016، أن الخطط الأجنبية "القذرة" التي تحاول تفتيت الأخوة الجامعة للمواطنين الأتراك والأكراد والعرب في تركيا، ستنقلب على أعقابها خائبة لا محالة.

وأضاف داود أوغلو أن الحكومة التركية لا يمكن لها اليوم الثقة بوسطاء كانت تظنهم على قدر من الثقة والمسؤولية لحل القضية الكردية، ولكن تبين بعد ذلك أنهم مجرد دُمى في أيدي جهات أجنبية تستهدف وحدة تركيا وأمنها واستقرارها.

وأشار داود أوغلو إلى أن الحكومة التركية ستسعى لتقديم المواطنين الأكراد كافة حقوقهم من خلال "الخطة الرئيسية" التي أعدتها الحكومة التركية بالتنسيق مع وجهاء ومؤسسات المجتمع المدني المتواجدة في المدن ذات الكثافة الكردية.

وحسب تصريحات داود أوغلو، فإن الخطة الرئيسية تتكون من 10 مواد أساسية قُيمت على أنها اقتصادية اجتماعية سياسية، ويمكن تعدادها بالشكل التالي:

ـ بدء برامج "التحول الحضري"، لإعادة تأهيل عملية إعمار مدينة ديار بكر وماردين وفان وهكاري وقارص وأرداهان وأغري وإغدير وشانلي أورفا وموش وبيتليس وسيير وأدي يامان وشيرناق وبين غول الواقعة في شرقي وجنوب شرقي تركيا، وذات الكثافة الكردية. وتهدف الحكومة التركية إلى إعادة تخطيط تلك المدن لتوسيع الشوارع ودعم خطط مراقبتها بشكل أفضل، لمنع عمليات حفر الخنادق ووضع العبوات الجانبية، لتوفير حياة أكثر أمان وأكثر رفاهية للمواطنين القاطنين في تلك المناطق.

ـ تأسيس عدد من مراكز الشباب والنقابات الرياضية والاجتماعية لاحتضانهم ومنعهم من السقوط ضحايا "لألاعيب إرهابيي" حزب العمال الكردستاني.

ـ توفير شبكة انترنت مجانية للموظفين والشباب، كما سيتم توفير تخفيض جزئي لعمليات تحميل ألعاب الأطفال والكتب، وسيتم توصيل شبكة الانترنت لجميع المناطق دون استثناء.

ـ العمل على نشر فكر روح الوحدة الوطنية المشتركة البعيدة عن القومية المُفتتة لأواصر الأخوة في تركيا، من خلال وسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني والجامعات والمدارس.

ـ إعادة تنظيم الكيان الإداري في المناطق ذات الكثافة الكردية، لمنع عمليات استخدام مؤسسات وآلات العمل الخاصة بالدولة في عمليات التخريب. سيتم إعادة تنظيم الكيان الإداري من خلال تزويده بكوادر جديرة بالثقة.

ـ تعويض المتضررين جراء عملية الخندق التي شرعت بها الحكومة التركية لصد عناصر حزب العمال الكردستاني عن التوغل داخل المناطق السكنية وإقامة المناطق المستقلة ذاتيًا.

ـ إقامة المشاريع الاقتصادية التشغيلية، والعمل على دعم التجار ورجال الأعمال والشباب الذين يسعون لإقامة مشاريع استثمارية ريادية في مناطق شرقي وجنوب شرقي تركيا.

ـ تأسيس مجالس استشارية مُكونة من موظفين حكوميين وممثلين عن مؤسسات المجتمع المدني والنقابات، حيث ستجتمع هذه المجالس شهريا ً بشكل دوري، لمناقشة جميع القضايا والمطالب التي تُطرح من قبل المواطنين على الطاولة، والعمل على حلها أو إتمامها في أسرع وقت ممكن.

ـ إعادة ترميم المساجد والأماكن الثقافية التي طالها الضرر بعد حرقها من قبل أعداء الحضارة والثقافة "إرهابيي حزب العمال الكردستاني"، أو حتى لم يطلها الضرر، لإعادة الروح الحضارية الثقافية التاريخية إلى تلك المدن التي تُعتبر النقطة الأولى لانطلاق الحضارة الإنسانية عبر التاريخ.

ـ تضمين كافة حقوق المواطنين الأكراد وغيرهم في الدستور الجديد الذي يُخطط لإعداده خلال الدورة الحالية لحزب العدالة والتنمية، والحرص على جعل الدستور حامي للفرد وحقوقه وليس مُبدي الدول والمؤسسات الحكومية على مصلحة الفرد وحرياته.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!