ترك برس

تضج العلاقات التركية الغانية مؤخرًا بالنشاط، خاصة منذ افتتاح السفارة التركية في غانا مطلع عام 2010. ويرى الكاتب محمد فوزي أمادو في مقال له بجريدة ديلي صباح أن التفاعل بين الدولتين غني في المرحلة الحالية، مع زيادة تواجد الأتراك ومنتجاتهم والتكنولوجيا الخاصة بهم وحتى تواجدهم الاجتماعي الظاهر في غانا.

ومع ذلك، يشير الكاتب إلى وجود مساحة لمزيد من الانخراط بين الدولتين. فلا يزال هناك مجال للمستثمرين الأتراك ليكتشفوا الفرص المتاحة في السوق الغاني، أو في أفريقيا بمجملها. كما لا يزال هناك المزيد من المعلومات لتقدمها الحكومة الغانية ورواد الأعمال الغانيون عن الفرص المتاحة للمستثمر التركي.

وينوه فوزي أمادو إلى أن الفرصة المتاحة لمزيد من الانخراط الاقتصادي والاجتماعي هو ضرورة بالنظر  إلى الشراكة الاقتصادية الاجتماعية المتزايدة بين البلدين، والمبنية على تعاون وسعي مشترك لفهم بعضهما، ومن خلال مثل هذا الفهم يمكن إيجاد تعزيز قيمة العلاقات الموجودة لاستغلال الفرص المتاحة.

وقد أوجدت تركيا وغانا في فترة قياسية علاقات ثنائية قوية، حيث بدأ المستثمرون الأتراك يشعرون في غانا كأنهم في وطنهم. وقد أنشؤوا في وقت قصير أعمالًا مربحة ساهمت في إيجادهم وطنًا في غانا البعيدة عن وطنهم الأم. وهذه الميول تنبئ بشراكة قوية وممتدة إلى المستقبل ينبغي تشجيعها.

يوضح أمادو أن الخطوة القادمة في تقوية العلاقات التركية الغانية هي العمل باتجاه برامج تعزز الفهم المشترك لديناميكيات الدولتين لتحديد مناطق جديدة للتعاون يمكن أن يستفيد منها الطرفان. وقد اعتادت تركيا والمستثمرون الأتراك على طبيعة العمل في منطقة تقدم تسهيلات للمستثمر ولإنشاء الأعمال. فمن منظور المستثمر التركي، إن ما يراه في غانا لا يرقى إلى المعايير الدولية، لكن رواد الأعمال الغانيين في المقابل قد لا يملكون الإمكانيات الكافية لتطوير مشاريع وفقًا للمعايير الدولية المرغوبة.

وبالنظر إلى المستقبل، لا بد إذًا من انتقال إلى نموذج جديد بين الأطراف في تركيا وغانا، يمكنه أن يبني تعاونًا على فهم جديد نموذجه المشاريع الرأسمالية وفلسفة مشاركة الربح والخسارة. وتتطلب حاجات المستثمر الغاني استجابة محلية لا تتهاون في المعايير، ومصممة بطريقة تدرك الإمكانيات المتاحة.

يشيد فوزي أمادو بالمنجزات التركية في قطاع الصناعة ويصفها بأنها نموذج يمكن لغانا التعلم منه. وإن رغبة تركيا في توسيع وصولها إلى الأسواق الناشئة تعد فرصة لخلق سبل عملية للتعامل مع المنتجات التركية والتكنولوجيا التركية في هذه الأسواق الجديدة نسبيًا. وفي هذا الصدد، يمكن على سبيل المثال النظر في امتلاك برامج مهنية في غانا يمكن أن تستخدم منتجات تركية في التدريب.

مفهوم آخر ينبغي تطويره، هو العمل على إنشاء مركز صناعي بإدارة مشتركة ويعمل فيه خبراء من تركيا وغانا، يعزز سوق البضائع التركية في غانا. وقد طرحت شركات تركية نموذج عمل مثل هذا، في أرض ذات موقع ملائم على الطريق السريع العابر لغرب أفريقيا، ومن شأن موقعه أن يسهل الوصول إلى دول غرب أفريقيا الأخرى كذلك.

تجدر الإشارة كذلك إلى فكرة إنشاء مركز لتعلم اللغة التركية في غانا للمساهمة في دفع الجهود التركية. إن من شأن مثل هذا المركز أن يكون له أثر مثل أثر "المجلس البريطاني" (British Council) الذي عاد بالفائدة على بريطانيا، ومعهد غوته (Goethe) لألمانيا، ومعهد "إكول فغونسيه" (Ecole Francaise) لفرنسا.

تحقق تركيا وغانا خطوات إيجابية في علاقاتها الثنائية، لكن هناك مجالًا لمزيد من الانخراط بين الدولتين لتحقيق نتائج مقنعة. ولتحقيق ذلك، ينبغي تضافر الجهود في برامج استراتيجية نشطة ومدروسة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!