ولاء خضير - خاص ترك برس

تساؤلات كثيرة، تبادرت إلى الأذهان، عقب وقوع التفجير الإرهابي، مساء أمس الاثنين، الذي أودى بحياة 37 شهيدًا في العاصمة التركية أنقرة، لم تكن مظاهرة، أو تجمعًا سياسيًا، أو نقطة سياحية، أو حتى نقطة عسكرية، استهدف التفجير، الميدان العام في وسط العاصمة، وهو المكان الأكثر ازدحامًا، والأكثر حيوية، والأكثر حساسية في انقرة!.

تساؤلات تدور حول حقيقة أهداف الانفجار، الذي استهدف مدنيين، وتجمعا عاما للسكان المحليين، بعذ قضائهم يوم إجازتهم، في جو ربيعي جميل، فهل بات استهداف المدنيين، سلاحًا متبعا للجهة التابعة للتفجير، وما هي فحوى الرسالة التي يريدون إيصالها، وهل العاصمة أنقرة في مأمن من أي انفجارات اخرى لاحقة، تفصيلات عديدة من المنتظر أن تكشف عنها نتائج التحقيقات، لعلها تبرد النار المشتعلة في قلوب الأتراك!.

إن التهديدات الأمنية المتعددة، التي تواجهها تركيا، أكدتها التفجيرات الثلاثة، التي استهدفت العاصمة انقرة، في أقل من ستة شهور، تركيا التي كانت زاوية مستقرة في الشرق الاوسط، وحليفة استراتيجية للغرب، تمر الآن بلحظات حرجة جدًا، إذ تحارب من جهة، بجانب التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، تنظيم "داعش" في سوريا، ومن جانب آخر تحارب مسلحي حزب العمال الكردستاني"بي كي كي"، في جنوب شرق تركيا.

وفي وقت سابق، كان وزير الداخلية التركي "إفقان آلا"، في تاريخ 10أذار/ مارس، قد أعلن انتهاء العمليات العسكرية، ضدّ عناصر تنظيم حزب العمال الكردستاني "بي كي كي" الإرهابية، في منطقة سور، التابعة لولاية دياربكر الجنوبية.

وأوضح آلا، أنّ العملية العسكرية في المنطقة المذكورة انتهت، وأنّ القوات التركية تتابع عمليات التمشيط، في المناطق التي شهدت اشتباكات مع عناصر التنظيم الإرهابي، وذلك بهدف تأمين سلامة وأمن حياة المواطنين الأتراك والأكراد!، مما يشير إلى أن  تنظيم "بي كي كي"، أراد توجيه صفعة قوية للحكومة التركية، ردًا وانتقامًا على عملياته!.

وكالة "رويترز" للأنباء، نقلت عن مسؤول أمني تركي، أن الدلائل الأولية تشير إلى أن هجوم أنقرة، نفذه حزب العمال الكردستاني "بي كي كي"، أو جماعة تابعة له، مع منظمات يسارية متشددة في البلاد.

أما صحيفة "سوزجو" التركية، فكشفت اليوم الاثنين، عن اسم أحد منفذي تفجير أنقرة، وهي طالبة جامعية تدعى "سهر تشاغلا دمير"، اتهمت منذ فترة برفقة 3 من صديقاتها، بالإنتساب لحزب العمال الكردستاني "بي كي كي"، والترويج له.

حيث أفادت مصادر أمنية تركية، بأن مُنفذي التفجير هما اثنان، أحدهما "طالبة جامعية"، مسجلة في جامعة باليكيسير، التابعة لمحافظة باليكسير، وسط غرب تركيا، وتدعى الفتاة "سهر تشاغلا ديمير" (Seher Çağla Demir)، وهي من مواليد 1992، لا زالت مسجلة في الجامعة، بالرغم من تركها للمدينة منذ 2013، عقب التحاقها بتنظيم "بي كي كي".

حيث أكدت مصادر أمنية أن السيارة المُفخخة، كانت مسروقة من امرأة مُسنة، في مدينة "شانلي أورفا"، بتاريخ 10 يناير/ كانون الثاني المنصرم، ونُقلت السيارة إلى مدينة "ديار بكر" في ذات اليوم، وتحمل شارة عائدة لمدينة إسطنبول، وهي من نوع "بي إم دبليو".

وأن السيارة وصلت العاصمة أنقرة، بتاريخ 26 فبراير/ شباط، قادمة من "ديار بكر"، كما أن السلطات الأمنية التركية حذرت بتاريخ 27 فبراير/شباط، من تواجد سيارة مفخخة، سيتم وضعها في قلب العاصمة أنقرة، بمنطقة "كزلاي!".

رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، وجه اتهام يوم الأحد 13 مارس/ آذار، بصفة غير مباشرة، إلى حزب العمال الكردستاني"بي كي كي"، بوقوفه وراء التفجير، الذي شهدته العاصمة أنقرة.

وقال أوغلو، إن المعطيات والدلائل الأولية، من مكان التفجير الذي شهدته العاصمة أنقرة، يوم الأحد، وتحليل المعلومات الاستخباراتية، تؤكد ضلوع المنظمة الإرهابية، (في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني)، في التفجير الذي أودى بحياة 37 شخصا، وخلف نحو 125 جريحا، جاء ذلك في رسالة تعزية، لعائلات ضحايا التفجير الإرهابي في أنقرة.

ووعد رئيس الوزراء بأن الحكومة التركية "ستطلع الرأي العام، على نتائج التحقيقات المستمرة حول التفجير ومنفذيه في أقرب وقت، مشددا على أن التفجير استهدف تركيا وأمنها ووحدتها وديمقراطيتها، ومشيرا إلى أن الذين يقفون وراء هذا التفجير الإرهابي "سينالون أشد العقاب".

وفي غضون ذلك، تداول ناشطون أتراك، على مواقع التواصل الإجتماعي، بيانًا لسفارة الولايات المتحدة الأمريكية، نشرته قبل يومين (الجمعة)، حذّرت فيه رعاياها من احتمال وقوع تفجير إرهابي بالقرب من المباني الحكومية، بالعاصمة التركية انقرة.

سؤال يطرح نفسه، ومع ألف اشارة استفهام، كيف عرفت الولايات المتحدة بإنفجار أنقرة قبل وقوعه، وحذرت رعاياها!، محللون سياسيون أكدوا أن هذا البيان يدّل على أن الولايات المتحدة الأمريكية، ضالعة في الانفجار، وخططت له بالتنسيق مع حزب العمال الكردستاني "بي كي كي" الإرهابي ، فمثل هذه التفجيرات، لا تحدث دون دعم مخابراتي دولي!.

هو ذات الشأن الذي تحدث به، رئيس وفد البرلمان التركي في اتحاد البرلمانات الدولي، ياسين أقطاي، خلال لقاء له على قناة الجزيرة، عقب التفجير الذي استهدف أنقرة، يوم الأربعاء في شهر شباط\أذار، حيث استبعد أن يكون الإنفجار قد وقع بدون دعم مخابراتي دولي، مشيرًا إلى أن هناك أجهزة مخابرات، تستخدم حزب العمال الكردستاني "بي كي كي"، وتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، كأدوات لتحقيق أهدافها!.

عن الكاتب

ولاء خضير

كاتبة وصحفية فلسطينية


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس