ترك برس

اعتبر المحلل السياسي التركي "مصطفى أوزجان"، أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تريد لتركيا أن تكون "قوة خشنة" وتريدها فقط قوة محدودة تخدم أهدافها فقط، لافتاً إلى أن "الأجندة الأمريكية في الشرق الأوسط تأتي على النقيض تماماً من الأجندة التركية".

وأضاف أوزجان أن "تركيا تسعى لشرق أوسط قوي ديمقراطي والحفاظ على الحدود القائمة، وأمريكا تريد لهذه الدول التفتت والتشرذم من أجل إعادة ترسيم حدود المنطقة"، مبينًا أن تركيا باتت في موقف ضعيف جداً بسبب التغيرات المتسارعة في سوريا..

ونشرت صحيفة "القدس العربي" تقريرا للكاتب "إسماعيل جمال"، بعنوان "هل يُحرك الابتزاز الأمريكي الجديد الدبابات التركية؟"، أشارت فيه إلى أن كبار المسؤولين الأتراك يطلقون منذ 5 سنوات كاملة، تهديدات بين الحين والآخر بالقيام بتدخل عسكري في شمال سوريا لحماية المصالح التركية ووقف توسع الوحدات الكردية والمنظمات الإرهابية التي تعتبرها أنقرة تهديداً مباشراً على أمنها القومي، لكن دون القيام بأي خطوات فعلية على أرض الواقع حتى اليوم.

ولفت التقرير إلى أن التأخر التركي في القيام بأي عملية عسكرية داخل الأراضي السورية كان سببه الرئيسي والمباشر هو الرفض الأمريكي المتجدد بتوفير أي دعم سياسي أو عسكري لخطط أنقرة بالتدخل العسكري وإقامة منطقة آمنة في شمال سوريا لإيواء اللاجئين الفارين من مناطق الاشتباكات والقصف.

وقال إن العلاقات الأمريكية التركية دخلت منذ أيام في أزمة جديدة على خلفية توسيع واشنطن لدعمها لوحدات حماية الشعب الكردية في سوريا (تعتبرها أنقرة امتداداً لحزب العمال الكردستاني المصنف إرهابياً)، وهاجم كبار المسؤولين الأتراك واشنطن على خلفية صور تظهر جنوداً أمريكيين في سوريا يرتدون شارات الوحدات الكردية، وفي حين ترى واشنطن أن المقاتلين الأكراد يمثلون حاجزا أمام تقدم مسلحي تنظيم "الدولة" ورأس الحربة في الحرب على التنظيم، فان تركيا تعتبرهم "إرهابيين".

وأورد التقرير عن المحلل السياسي المختص بالشأن التركي "علي باكير" قوله إن الإدارة الأمريكية ومنذ بداية الأزمة السورية تتجاهل المصالح التركية، وأن "خط إدارة اوباما واضح منذ البداية في الأزمة السورية، لا يتعلق الأمر فقط بتجاهل هذه الإدارة لمصالح تركيا ولأمنها القومي بل العمل على ما يناقض هذه المصالح ويهدد الأمن القومي من خلال التحالف مع مكونات أقلية طائفية أو قوميّة".

ورأى باكير أن "هدف الإدارة الأمريكية من مثل هذه السياسة الحفاظ على التوازن السلبي بين المكونات بشكل يتيح لها التحكم بجميع الأطراف حاضراً ومستقبلاً"، لافتاً إلى أن "تركيا في موقع لا يحسد عليه طبعاً، وليس هناك خيار جيد لكن من الأفضل لتركيا أن لا تعول على إدارة اوباما وإذا كان لديها خطة ما للتدخل في الشمال السوري فهذا هو التوقيت الأمثل مثالية على الإطلاق لفعل ذلك".

وعن الخيارات التركية في مواجهة الموقف الأمريكي والتهديدات الاتية من سوريا، قال باكير "الخيارات الأقل تكلفة فهي تقليدية ولم تثبت نجاعتها حتى الآن بسبب غياب الدعم النوعي لفصائل المعارضة وبسبب تعطيل التعاون بين أمريكا وحلفاء الأسد لمثل هذا الخيار.. على تركيا أن لا تخشى من طرح خيار عسكري بدعم إقليمي ودولي وان كان باستخدام المبرر الذي يستخدمه الجميع اليوم وهو محاربة داعش"، معتبراً أن "هناك فرصة لتغيير المعادلة من الشمال السوري لاسيما إذا ما انغمست قوات صالح مسلم وحلفاؤها الأمريكيون مع داعش في الرقة".

وخلال الأسابيع الأخيرة تزايدت الهجمات الصاروخية التي يشنها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" على المدن التركية الحدودية، الأمر الذي أدى إلى مقتل وإصابة عشرات المدنيين، والسبت سقطت إحدى القذائف بجانب مطار غازي عنتاب على الحدود السورية التركية.

كما وسع الجيش التركي من عملياته ضد التنظيم على الجانب السوري للحدودي، وبحسب إعلانات هيئة الأركان التركية قتل وأصيب المئات من عناصر "الدولة" في ضربات تركية بالمدفعية والصواريخ المواجهة، وأُعلن الأحد عن مقتل 40 من عناصر التنظيم بضربات مدفعية وجوية بالتنسيق مع التحالف، بينما أُعلن السبت مقتل 104 من عناصر التنظيم بحسب هيئة الأركان.

وذكر التقرير أن القلق السياسي والعسكري التركي من التسليح الروسي والأمريكي للوحدات الكردية في سوريا تزايد عقب تمكن المقاتلين الأكراد من إسقاط مروحية عسكرية تابعة للجيش التركي خلال الاشتباكات المتواصلة جنوب شرق البلاد، وذلك باستخدام صاروخ روسي (أرض-جو) متطور، لم يكن يمتلكه المتمردون في السابق.

وختمت "القدس العربي" بالإشارة إلى أنه "إذا كان حزب العمال الكردستاني مدرجاً على قائمة المنظمات الإرهابية للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، فإنهما رفضا حتى الآن إدراج وحدات حماية الشعب الكردية عليها رغم طلبات أنقرة المتكررة. ويكرر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أن المجموعات "الإرهابية" تنقلب في كل مرة على الجهات الداعمة لها".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!