محمد حامد - خاص ترك برس

اعتبر الدكتور تسفي برئيل محلل شؤون الشرق الاوسط في صحيفة هآرتس أن القلق الذي يبديه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من الدعم الأمريكي للقوى الكردية  في سوريا لها ما يبررها، نظرا لارتباطهم بحزب العمال الكردستاني الإرهابي، مشيرا إلى أن أردوغان ما زال قادرا على التأثير على التعاون الأمريكي الكردي.

وفي مقال نشرته الصحيفة اليوم استعرض برئيل الانتقادات العنيفة التي وجهها أردوغان للوحدات الخاصة الأمريكية لحملها شعار وحدات حماية الشعب الكردي في سوريا. وكتب برئيل "عندما زار الرئيس التركي واشنطون في شهر آذار/ مارس الماضي انتقد بصراحة الرئيس الأمريكي على دعمه للقوات الكردية في سوريا، وقال إن الإرهابيين ليس بينهم أخيار".

وإذا كان أردوغان قد تجاوز عن الدعم الأمريكي للميليشيات الكردية، وتأسيسها لما يسمى الميليشيات الديمقراطية التي تضم أكرادا وعربا في محالولة لتجاوز المعارضة التركية، فإنه لم يستطع أن يتمالك نفسه عندما ارتدى جنود الوحدات الخاصة الأمريكية شارات وحدات حماية الشعب الكردية.

وزعم المحلل الإسرائيلي أن ثمة اتفاقا غير رسمي بين أنقرة وواشنطون بألا تعارض تركيا الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة للميليشات الديمقراطية، لكن أردوغان رأى في ارتداء الشارات خرقا للاتفاق، وهو ما وافقته عليه الإدارة الأمريكية حين وصفت  في بيان لها هذا العمل بغير المقبول، وأمرت بإزالة الشارات فورا.

وشكك برئيل في أن يؤدي البيان الأمريكي إلى تهدئة الرئيس أردوغان الذي يرى أن القوات الكردية التي تقاتل في سوريا حليف لحزب العمال الكردستاني الذي تخوض تركيا ضده حربا دامية على الأراضي التركية، كما أنه قلق من إمكانية قيام دولة كردية مستقلة على الأراضي السورية، بالإضافة إلى منطقة الحكم الذاتي الكردي في العراق، ما قد يدفع 20 مليون كردي في تركيا إلى تقديم طلبات مماثلة.

وأضاف برئيل إن القلق التركي له بعد مركب، فإذا زاد أردوغان من معارضته للتعاون الأمريكي مع المليشيات الكردية، فسينظر إليه على أنه سيلحق الضرر بالهجوم المتوقع على داعش، وسيكون عليه في هذه الحالة أيضا مواجهة الروس الذين يدعمون الأكراد علنا، لا لأسباب عسكرية فحسب، بل في إطار المواجهة مع تركيا بعد إسقاط الطائرة الروسية.

وأشار برئيل إلى أن أمام الرئيس التركي خيارين: إما أن يغض الطرف عن التعاون الأمريكي الكردي، ولا يزال أردوغان قادرا على التأثير على هذه التعاون، أو أن يصب جام غضبه على واشنطون، فيكون بذلك قد دعم اللعبة الروسية الكردية، وفقد الدعم الأمريكي.

لكن برئيل عاد وقال إن واشنطن من جانبها حريصة على ألا توجد شرخا في العلاقات مع أنقرة، ما دامت في حاجة إلى استخدام القواعد الجوية في تركيا، وإلى مدخل أرضي لمناطق الحرب على داعش، وهذا الاعتماد على تركيا هو ما يبني عليه الرئيس أردوغان.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!