ترك برس

انتقد الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" التصريحات التي أدلى بها زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض "كليجدار أوغلو" المتعلقة بالنظام الرئاسي، مؤكدا أن القرار النهائي في هذا الشأن هو للشعب.

جاء ذلك في كلمته التي ألقاها خلال زيارته إلى ولاية إزمير، إذ أكد أن القرار النهائي فيما يخص النظام الرئاسي هو بيد الشعب، فقال: "ماذا قال المرحوم مندريس؟ قال: الكلمة الأخيرة للشعب، ونحن ماذا قلنا؟ قلنا: القرار النهائي للشعب، ولكن هناك من لا يريد أن يفهم ذلك، فيقولون: إن تطبيق النظام الرئاسي لا يمكن أن يتم إلا بالدم، وأنا أقول لهم: في تاريخنا السياسي لا يوجد دم، ولكن في تاريخكم موجود، أنتم من أعدمتم المرحوم "مندريس"، أنتم من ساق به وباثنين من أصدقائه إلى حبل المشنقة، وأؤمن أن إزمير سيحاسبكم على إدلائكم بهذه التصريحات الدموية التي خرجت من أفواهكم".

وفي السياق نفسه تابع أردوغان منتقدا كليجدار أوغلو، سائلا إياه سبب اختياره الدم بدلا من الذهاب إلى البرلمان، فقال: "لماذا لا تذهبون إلى البرلمان؟ أين ديمقراطيتكم؟ من أين جئتم بالدم؟ نحن لا نعترف بالدم، نحن فقط نعترف بصناديق الاقتراع، في انتخابات رئاسة الجمهورية، اجتمع 14 حزبا وخرجوا بمرشح رئاسي، أما أنا فخرجت كمرشح فقط عن الحزب الذي قمت بتأسيسه، وتمكنت من الحصول على 52 بالمئة من الأصوات، أما هم على الرغم من كونهم 14 حزبا لم يحققوا فوزا في الانتخابات".

وتجدر الإشارة إلى أن كليجدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري كان قد صرح في وقت سابق بأن النظام الرئاسي المقترح من قبل حزب العدالة والتنمية بديلا عن النظام البرلماني، لا يمكن أن يطبّق إلا بالدم، الأمر الذي أثار جدلا كبيرا لدى الأوساط السياسية، وظل كليجدار أوغلو متمسكا برأيه، إذا أدلى قبل أيام قليلة أيضا، خلال اجتماع الحزب بالتصريح ذاته، مؤكدا مرة جديدة أن النظام الرئاسي لن يطبق إلا بالدم.

يذكر أن عدنان مندريس هو أول زعيم سياسي منتخب ديمقراطيا في تركيا، شغل منصب رئاسة الوزراء ما بين 1960/1950، كان عضوا ونائبا برلمانيا عن حزب الشعب الجمهوري، الذي تم تأسيسه من قبل أتاتورك، إلا أنه انفصل عام 1945، إلى جانب ثلاثة نواب آخرين، ليشكلوا حزبا جديدا بزعامة مندريس، متحدين إجراءات منع الأحزاب آنذاك، فشارك في انتخابات عام 1946 إلا أنه لم يحصل إلا على 62 مقعدا، ثم عاد وشارك في الانتخابات عام 1950 ليفوز باغلبية ساحقة، وتصدرت تركيا في عهده دول أوربا والشرق الأوسط في إنتاج القمح والبندق والقطن والشاي وغيرهم، وعمل على بناء السدود بمعدل سد في كل منطقة، وفي عهده انضمت تركيا إلى الناتو عام 1954، اتهم مندريس بتطبيق الشريعة الإسلامية، وكاد أن يطيح بالأتاتوركية، وفي عام 1960 أطيح بمندريس بانقلاب عسكري، إذ تم اعتقاله، والحكم عليه بالإعدام، وفي أواسط سبتمر عام 1960 اليوم التالي لصدور الحكم،  تم إعدام مندريس، ليكون بذلك أول رئيس وزراء منتخب ديمقراطيا في تركيا ينفذ بحقه حكم الإعدام، الأمر الذي وصفه بعضهم بـ "وصمة عار" في التاريخ السياسي لتركيا، منتقدين إعدام رئيس وزراء منتخب ديمقراطيا من قبل الشعب.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!