محمد حامد - خاص ترك برس

رأى محللون إسرائيليون أن الأزمة الدبلوماسية الحالية بين أنقرة وبرلين بعد مصادقة أعضاء البرلمان الألماني على ما يسمى مذبحة الأرمن، والرد التركي بسحب سفيرها من برلين، ستكون لها انعكاسات سياسية قوية على العلاقات بين البلدين، لكنها لن تمس العلاقات مع الاتحاد الأوروبي واتفاق اللاجئين الذي تم التوصل إليه في شهر آذار/ مارس الماضي.

ورأى الدكتور تسفي برئيل محلل الشؤون العربية في صحيفة هآرتس أن الصدام الجديد بين تركيا وألمانيا جاء في وقت ليس في صالح المستشارة الألمانية أنجيل ميركل التي وصلت شعبيتها إلى الحضيض في استطلاعات الرأي الأخيرة، بينما يعزز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قوته، وما تزال انتخابات الرئاسة التركية بعد خمس سنوات من الآن.

وقال الدكتور نمرود جورين المحاضر في قسم الشرق الأوسط والإسلام بالجامعة العبرية لصحيفة يديعوت أحرونوت إن البلدين لا يرغبان في تصعيد الأزمة بينهما، وليس لأي منهما مصلحة في الذهاب بعيدا في المواجهة.

وأوضح جورين أن اتفاق اللاجئين مهم للغاية بالنسبة لألمانيا التي لا ترغب في انهياره، وبالنسبة  لتركيا التي تربح كثيرا من الاتفاق من الناحية الاقتصادية فإنني أعتقد أن الأتراك  سيحاولون التفرقة بين التوتر الحادث مع ألمانيا بسبب قرار البرلمان وبين العلاقات مع الاتحاد الأوروبي الذي وقع معه اتفاق اللاجئين.

وأشار جورين إلى أن السيناريو الأسوأ هو حدوث مواجهة دبلوماسية سياسية لن تصل إلى حد المواجهة العسكرية، مضيفا أن حقيقة أن الأتراك استدعوا  السفير التركي في برلين للتشاور دون إعادته تدل على أنهم يسيرون بالتدريج، وأنهم يريدون رؤية رد الفعل الألماني.

وتوقع جورين أن تتجه الأمور للتصعيد خلال الأيام المقبلة بحيث تندلع مظاهرات ومسيرات احتجاجية في تركيا ضد القرار الألماني.

وفي الاتجاه نفسه استدل تسفي برئيل بتصريح رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم الذي قال فيه إن تركيا ليست دولة مبتزة وأنها لن ترد على القرار بعرقلة الاتفاق بينها وبين الاتحاد الأوروبي حول الهجرة.

وأشار برئيل إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يمكنه أن يزعم أن الاتفاق وقع مع الاتحاد الأوروبي وليس مع ألمانيا، ولذلك فحتى لو ساءت العلاقات بين تركيا وألمانيا بعد قرار البرلمان الألماني، فإن ذلك سيكون حسابا خاصا بين أنقرة وبرلين وليس بين أنقرة والاتحاد الأوروبي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!