ترك برس

رأى الباحث والمحلل السياسي التركي، إسماعيل ياشا، أن المدرسة الألمانية التي تحدث عنها الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" مؤخرًا هي "الدولة الألمانية العميقة"، وأن تصريحاته بهذا الشأن كانت تحمل رسائل لبرلين ومن يعمل لصالحها في تركيا.

وأشار الباحث في مقال له نشرته صحيفة "العرب القطرية"، أن مفاد الرسائل التي تحملها تصريحات الرئيس أردوغان، هو أن "أنقرة تعرف جيدا ما يجري، وترى الصورة الكبيرة بكل جوانبها".

رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان، خلال حديثه إلى الصحافيين المرافقين له أثناء زيارته للعاصمة الكرواتية زغرب في أواخر أبريل الماضي، لفت إلى "قيام المدرسة الألمانية بعملية ضد تركيا".

وكان قول أردوغان هذا، بحسب ياشا، جاء ردا على تصريحات رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز التي قال فيها، إنهم -أي الأوروبيين- اتفقوا مع الحكومة التركية، التي كان يرأسها آنذاك أحمد داود أوغلو، ولا يعنيهم ما يقوله أردوغان.

أردوغان خلال حديثه للصحافيين في جولته الإفريقية الأخيرة، علَّق على قرار البرلمان الألماني بشأن المزاعم الأرمنية فيما يتعلق بأحداث عام 1915، وأشار مرة أخرى إلى "عملية تقوم بها المدرسة الألمانية في تركيا"، وذكر أن هناك "عقلا مدبِّرا" يخطط ويدير كل هذه التطورات، وفق ما جاء في المقال.

وأوضح ياشا أن صحيفة "غونش" التركية، بعد تفجير اسطنبول الأخير، كتبت على صدر صفحتها الأولى بعنوان عريض: "عمل الألمان"، في إشارة إلى تورط ألمانيا في العملية الإرهابية. وذكرت الصحيفة أن ألمانيا من خلال تفجير اسطنبول ردَّت على تعنت تركيا وتحديها لها.

بالإضافة إلى ما كتبته الصحيفة المؤيدة للحكومة، يرى بعض المحللين أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل زارت تركيا في الآونة الأخيرة مرات عديدة، وأدلت بتصريحات مؤيدة لموقف أنقرة من ملف اللاجئين، وتظاهرت بالدفاع عن تركيا في أوروبا، إلا أن سياسة الجزرة الألمانية لم تنجح، ولذلك جاء الدور لسياسة العصا.

ولفت ياشا إلى أن العملية الإرهابية التي ضربت قلب مدينة اسطنبول تبناها تنظيم صقور حرية كردستان، أحد أذرع حزب العمال الكردستاني، إلا أن مثل هذه العمليات الكبيرة لا يمكن تنفيذها دون مساعدة أجهزة استخباراتية. ومن المؤكد أن هذه العملية ستسجل كإحدى عمليات حزب العمال الكردستاني الإرهابية، دون أن تكشف السلطات التركية عن الخيوط التي تؤديها إلى ذلك "العقل المدبر".

وتابع المحلل التركي: "قد يسأل سائل بعد ما تقدم: ماذا تريد ألمانيا من تركيا؟. يكمن جواب هذا السؤال في تاريخ العلاقات التركية الألمانية، واستغلال ألمانيا الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى، وجرها إلى الحرب التي تسببت في انهيارها. وكانت ألمانيا تريد من الدولة العثمانية أن تفتح جبهات لإشغال دول الحلفاء وتخفيف الضغط على ألمانيا، واضطرت الدولة العثمانية لدخول الحرب بعد قصف أسطولها موانئ روسية بأوامر قادة جمعية الاتحاد والترقي المتحالفين مع ألمانيا.

ويقول محللون إن ألمانيا تريد أن تجر تركيا مرة أخرى إلى جانبها في المرحلة المقبلة التي من المتوقع أن تشهد صراعا لتقاسم النفوذ بين القوى العالمية، إلا أن تركيا لا تريد أن تلدغ من ذات الجحر مرتين، بل تريد أن تبقى مستقلة لتتحرك وفق مصالحها.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!