ترك برس

طرأ على المفاوضات التركية الإسرائيلية لإعادة العلاقات المتبادلة فيما بينهما إلى عهدها السابق، عقب تدهورها نتيجة للاعتداء الإسرائيلي على أسطول الحرية،  نوع من التعثر والغموض، وعلى  الرغم من إعلان الطرفين، قبل ما يقارب 6 شهور، حدوث نوع من الانفراج في المفاوضات، ما زالت هناك بعض العوائق التي تحول دون ختام الطرفين جولاتهم التفاوضية في وقت قريب.

وفي سياق الحديث عن العوائق التي تحيط بالعلاقات بين الطرفين، يُشير الخبير السياسي أوغوز جيليك كول إلى أن تعنت إسرائيل فيما يتعلق برفع الحصار عن غزة هو العنصر الأساسي في إجهاض الجهود الساعية للوصول إلى حل مشترك.

وفي إطار توصيفه للوضع العام لمنطقة الشرق الأوسط، يوضح جيليك كول، في مقاله لموقع الجزيرة ترك "تطبيع العلاقات التركية الإسرائيلية وبعض من الأسئلة" أن الشرق الأوسط يمر الآن في أحلك أزماته، مشيرًا إلى أن هناك نيران حرب داخلية تغلي في سوريا والعراق واليمن وليبيا، وتنم هذه الحروب الداخلية والحرب المذهبية العميقة بين إيران والمملكة العربية السعودية عن احتمالية كبيرة لتغيّر حدود المنطقة بشكل كامل.

وتعليقًا على العوائق التي تحيط بمفاوضات عملية التطبيع الجارية بين تركيا وإسرائيل، يقول جيليك كول إن العوامل أدناه هي العوامل الأساسية في إعاقة عملية السلام:

ـ تعنت إسرائيل فيما يتعلق بشرط رفع الحصار عن غزة.

ـ إجحاف إسرائيل في سياسة الاستيطان في الضفة الغربية، وعدم اعتبارها لحساسية تركيا تجاه ذلك الخصوص.

ـ التوازن الجديد للحكومة الإسرائيلية: انضمام "أفيغدور ليبرلمان" زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" للحكومة الإسرائيلية كوزير للدفاع جعل من الحكومة الإسرائيلية الحالية من أكثر الحكومات اليمينية المتطرفة في تاريخ إسرائيل، ويُتوقع أن تزيد إسرائيل من سياستها التضييقة تجاه الفلسطينيين في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، وهذا ما أثر وسيؤثر بشكل أو بأخر على مسار المفاوضات.

ـ ضغط الشعب الإسرائيلي: الحكومة الإسرائيلية هي حكومة توافقية تضم عددًا من الأحزاب، ويسعى كل حزب فيها إلى الحفاظ على نصيبه الانتخابي وزيادة حجمه، لذا فإن كافة أعضاء الحكومة يحاولون عدم تقديم تنازلات لتركيا في المفاوضات الجارية، حيث تشير الإحصاءات إلى أن نسبة كبيرة من الرأي العام الإسرائيلي لا ترغب بإعطاء الفلسطينيين حقوقهم أو منحهم دولة مكونة من قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية، وهذه ما يدفع أعضاء الحكومة إلى الحرص على عدم إبداء التنازلات والتمسك بمواقفهم في المفاوضات الجارية.

ـ ضعف الثقة المتبادلة: يُعد هذا من أكبر العوائق أمام إقامة احتفال توقيع الاتفاق الأخير بين الطرفين، إذ يخشى كل منهما من عدم إيفاء الأخر بما يتم الاتفاق عليه، وهذا ما عطل عملية التطبيع منذ 6 سنوات.

وفي إطار متصل، أكّد موقع "أجا بوستاسي" الإخباري أن المناوشات الجارية في الضفة الغربية والقدس منذ أكتوبر 2015 وحتى يومنا هذا، والتي أسفرت عن سقوط أكثر من 115 فلسطيني و19 إسرائيلي، تقف عائقًا أمام إنجاز الاتفاق الأخير لعملية التطبيع، موضحًا أن رفض تركيا لإغلاق مكاتب حماس ولجم أنشطتها في تركيا يُعد أيضًا من الأسباب الرئيسية التي تقف في وجه عملية المفاوضات.

وعلى صعيد متصل، بيّنت قناة "أن تي في" التركية، في تقريرها "التطورات المُجبرة للاتفاق التركي الإسرائيلي"، أنه إلى جانب العديد من العناصر التي تعطل توصل الطرفين إلى اتفاق مشترك، هناك الكثير من العوامل التي تجبر الطرفين على تقديم تنازلات، أهم هذه العوامل هي:

ـ إيران "الخصم المشترك": ترى إسرائيل في إيران خطرًا عسكريًا كبيرًا على بقائها في المنطقة، كما أن تركيا ترى من إيران خصم لدود على الصعيدين السياسي والثقافي، وهذا يعني أن هناك قاسمًا مشتركًا لتقارب الطرفين بشكل عاجل.

ـ المنظمات الإرهابية: تحيط المنظمات الإرهابية إسرائيل من الجهتين المصرية والسورية،  وهي الآن في وضع قلق جدًا من التعرض لهجمات هذه المنظمات، أما تركيا فقد تعرضت بالفعل لهجمات تلك المنظمات، وهذا ما يجعل الطرفين بحاجة ماسة للاتحاد ضد الخطر الذي تشكله تلك المنظمات.

ـ الغاز الطبيعي: أحد أهم القواسم المشتركة التي دفعت الطرفين للجلوس على طاولة الحوار، فهناك الكثير من احتياطي النفط  الواقع بين الحدود البحرية لتركيا وإسرائيل وقبرص التركية واليونانية، وإسرائيل بحاجة لنقل غازها الطبيعي عبر تركيا نحو أوروبا.

الجدير بالذكر أن مسؤولًا إسرائيليًا مشاركة في عملية التفاوض أفصح عن المفاوضات السرية الجارية بين الطرفين، في أوسلو، في الثامن عشر من كانون الأول/ ديسمبر المنصرم، مؤكّدًا أن الصورة العامة تشير إلى أن الطرفين سيبذلان كافة جهودهما لإنجاح عملية التفاوض.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!