جلال سلمي - خاص ترك برس

أوردت الكثير من الصحف الإقليمية والعالمية، مساء الخميس الماضي، 16 حزيران/ يونيو 2016، أن جبل التركمان الاستراتيجي سقط في أيدي قوات النظام وحلفائه، ولكن سرعان ما نفت المصادر المحلية الخبر، مؤكّدةً أن بعض قرى الجبل سقطت في أيدي قوات النظام، ولكن ادعاء سقوط الجبال بشكل كامل عاري عن الصحة.

تعرض جبل التركمان للعديد من الهجمات الجوية والبرية مع التدخل الروسي في سوريا، وعلى الرغم من قلة الإمكانيات وشراسة الهجمات التي يتعرض لها الجبل ذو الموقع الاستراتيجي؛ منذ أيلول/ سبتمبر المنصرم، إلا أن الجبل ما زال صامدًا.

وفي هذا السياق، أوضح الخبير السياسي "عاكف إيمرا" أن شواهد احتمالية سقوط جبل التركمان طفت على السطح في نهاية الشهر الماضي، حينما زاد الطيران الروسي من حدة استهداف الجبل واتحد النظام مع قوات حزب الاتحاد الديمقراطي وهذا ما جعل الثوار يتقهقرون أمام تلك الجبهة الجرارة.

وأفاد إيمرا في مقاله بصحيفة يني شفق "عواقب سقوط جبل التركمان" بأن سقوط جبال التركمان يعني الكثير لمسار الثورة وموقف تركيا، مشيرًا إلى أنه إذا سقط سيكون من الصعب السيطرة عليه مرة أخرى.

القائد الميداني "ألب أرسلان"، من أصول تركية، قال إن "سقوط الجبل يعني ظهور دولة كردية ذات سواحل مطلة على البحر الأبيض المتوسط، وهذا ينم عن أولى الخطوات للتقسيم الفعلي لسوريا، وبالتالي الخطر الجسيم على تركيا".

وأضاف أرسلان، في تصريحات خاصة لصحيفة وطن أن الدول المعارضة للنظام السوري لا تقدم للقوات المدافعة عن جبل التركمان الاستراتيجي الدعم اللازم، وإلى الآن الفصائل المحاربة هنا لم تتلق دعمًا إلا بواسطة الاستخبارات التركية.

وأكّد أرسلان أن الخطر الجسيم الذي سيحيط بمستقبل التطورات الجارية، يستدعي تحركًا جادًا من الدول الداعمة للثورة السورية، مبينًا أن سقوط جبل التركمان بالكامل يعني انقطاع أحد السبل الأساسية للدعم اللوجستي المقدم للثوار، وبالتالي تقهقرهم وتمدد النظام السوري وحلفاءه على حساب مصالح الدول الداعمة للثورة.

وفي سياق متصل؛ بيّن موقع ترك تايمز أن مصادر مطلعة أفادت بأن قوات النظام السوري أمست على بعد 4 كيلومتر من الحدود مع تركيا، موضحًا أن ذلك يعد مؤشرًا خطيرًا على الأمن القومي التركي، إذ أن النظام الذي فقد حدوده مع تركيا منذ عام 2011، نفذ عددًا من الهجمات الإرهابية التي استهدفت المواطنين الأبرياء وهو على مسافة من الحدود، فكيف إذا أصبح لديه قواعد عسكرية على أكثر المناطق الاستراتيجية على الحدود؟

وفي تقريره "جبل التركمان يترنح"، أوضح الموقع أن روسيا تعمل جاهدةً على بسط سيطرتها على المنطقة، متحدية ً تركيا وخططها المستقبلية تجاه سوريا، مبينًا أن بعض قادة الفصائل العسكرية المعارضة على الجبل رأت أن الدعم المقدم من قبل تركيا جيد، ولكنها أفادت بأن "على تركيا مقابلة التحدي الروسي بعناية أكبر، وإبداء تحرك عملي أكبر ضد التطورات التي تهدد مصالحها القومية."

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!