ترك برس

رصد الخبير السياسي "حسن يالجين" في مقاله بصحيفة صباح "المأل الأخير للإرهاب في ست أسئلة"، التطورات والنقاط الخاصة بالإرهاب في تركيا، ويمكن تلخيص هذه الأسئلة وأجوبتها على النحو الآتي:

1ـ في ظل عدم تمكن حزب العمال الكردستاني "تنظيم بي كي كي" من تحقيق نجاح في مدينتي ماردين وديار بكر، ماذا تعني التفجيرات الإرهابية التي توالت في ماردين وإسطنبول وبعض المدن الأخرى؟

ـ يالجين: "الخسارة التي تكبدها تنظيم بي كي كي في النواحي الفرعية للمدن، وجهتها لتنفيذ أعمال إرهابية واسعة النطاق لتحقيق نتائج ناجحة سريعة، ولكن على ما يبدو أن قيادات التنظيم نسيت بأنها استخدمت هذا الأسلوب قبل عملية السلام لعدة سنوات، إلا أن تلك العمليات لم تحقق لهم أي هدف، وهذا ما ستؤول لهم أعمالهم الإرهابية التي اتجهوا إليها مؤخرًا".

وفي هذا الإطار يصنف يالجين الأعمال الإرهابية التي يقوم بها بي كي كي إلى ثلاث فئات:

ـ التحصن بالجبال واستخدام أسلوب الكر والفر للاستيلاء على بعض القرى القريبة على الجبال، كان هذا الأسلوب الأكثر استخدامًا من قبل تنظيم بي كي كي حتى عام 2015 على الرغم من عملية السلام المتفق عليها بينه وبين الحكومة التركية، وعلى الرغم من إصرار التنظيم على هذا الأسلوب منذ التسعينات وحتى عام 2015، إلا أنه لم يحقق له أهدافه.

ـ الاستيلاء على مراكز المدن: ظهر هذا الأسلوب عقب انهيار عملية السلام، حين حاول التنظيم الاستيلاء على مراكز بعض النواحي والمدن، وقد تشجع لتطبيق هذا الأسلوب من خلال نتائج الانتخابات البرلمانية التي جرت في السابع من حزيران/ يونيو، حين تعامل تنظيم بي كي كي مع نتائج هذه الانتخابات على أنها استفتاء شعبي "كردي" يدعوه للسيطرة على المنطقة ذات الكثافة الكردية، لإعلان الاستقلال الذاتي، وأظهرت عملية الخندق أيضًا أن ذلك الأسلوب قد فشل.

ـ التفجيرات الإرهابية داخل المدن الكبرى: عقب الفشل الذي مُني به التنظيم في الأسلوبين الماضيين، اتجه إلى استخدام بديل لهما، وهو أسلوب التفجيرات الإرهابية التي تستهدف المدن الكُبرى. نتيجة هذا الأسلوب ليست ناجحة جدًا، ولكن التنظيم يسعى من خلالها إلى رفع معنويات عناصره وإظهار مدى قوته للحكومة التركية، ولكن إن تمكنت الأخيرة من منع هذه العمليات قبل حدوثها فإن هذا الأسلوب سيفشل.

2ـ ماذا يعني توقيت ومكان هذه التفجيرات؟

ـ يالجين: مكان التفجيرات مُختار بعناية ولكن التوقيت لا يعني الكثير بل هو محض صدفة. ومن ناحية استراتيجية لا يخدم التوقيت الهدف المطلوب بشكل كبير. هذه التفجيرات تفجيرات اضطرارية لا تعني الكثير من ناحية استراتيجية.

3ـ في تلك الحالة هل أصبح بي كي كي بدون هدف الآن؟

- يالجين: الحقيقة نعم، لم يعد هناك هدف استراتيجي لتنظيم بي كي كي في الوقت الحالي، إذ رأى وأيقن أن تركيا بجيشها الوطني وحكومتها المؤسساتية تختلف تمامًا عما هي عليه البلدان المجاورة لها. يعيش بي كي كي في الفترة الحالية حالة من التخبط والصدمة بعد اكتشاف عجزه عن تحقيق ما كان يسعى إليه.

4ـ في ظل توازي خطابات الأسد الذي قال "حلب ستكون مقبرة لأحلام أردوغان"، مع خطابات حزب العمال الكردستاني، هل هناك علاقة بين الطرفين في تنفيذ الأعمال الإرهابية؟

يالجين: لا يمكن للإرهاب أن يظل على قيد الحياة دون الارتباطات الخارجية التي توفر له الدعم المادي واللوجستي اللازم. وليس هناك أدنى شك في روابط التعاون المشتركة بين بي كي كي والنظام السوري الذي يرى من تركيا العدو الأول في المنطقة.

5ـ ما هي الإجراءات التي يمكن اتخاذها ضد هذا النوع من العمليات الإرهابية؟

ـ يالجين: هذا النوع من العمليات الإرهابية يُعد من أخطر أنواع الإرهاب، إذ أنها صدفة وبلا هدف وبلا مبدأ مما يجعل توقع مكانها وتوقيتها أمرًا صعبًا جدًا.

ولكن الإجراءات التي يمكن اتخاذها لصد مثل هذا النوع من الإرهاب هي:

ـ الضغط الدبلوماسي بكل الوسائل المتاحة على الدول المعروف دعمها للعناصر الإرهابية.

ـ الاتجاه لآلية عمل أكثر تماسكًا وتنسيقًا داخل الأجهزة الأمنية الداخلية.

ـ صياغة خطط أكثر فعالية لكبح جماح العناصر الإرهابية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!