الأناضول

أعربت شركات تمثل ماركات عالمية كبرى عن ثقتها بالاقتصاد التركي، وقدرته على التعافي من تبعات المحاولة الانقلابية الفاشلة التي وقعت منتصف تموز/ يوليو الجاري، مؤكدة على مواصلة استثماراتها في تركيا. 

وقال "مراد قانسو" المدير العام لفرع شركة "مايكروسوفت" في تركيا، "وقوف الشعب التركي بجميع فئاته، لاسيما قوى المعارضة بجانب الحكومة المنتخبة ديمقراطيا، شكَل دفعة كبيرة للاقتصاد الذي كان يتوقع تضرره بشكل كبير بالأحداث". 

وتابع قانسو، في حديث للأناضول، "نحن عازمون على مواصلة أنشطتنا في تركيا الفتية، التي نعمل فيها منذ ربع قرن، وجعلها واحدة من أبرز الأسواق لشركتنا في المنطقة". 

وأكد قانسو على تمام إيمانهم بقدرة تركيا على مواصلة نجاحتها في مجال التحول الرقمي والتكنولوجي، مشيرا أنهم سيواصلون دعمهم لتركيا دائما، وزيادة استثماراتهم في المرحلة المقبلة لتشمل أجهزة الهواتف المحمولة وأنظمة إلكترونية أخرى. 

من جهته، أفاد "هيروشي كاتو"، المدير العام لفرع عملاق تصنيع السيارات اليابانية "تويوتا" بتركيا، "تُشكل تركيا أحد أهم مراكز بيع سياراتنا في أوروبا، ولا نية لنا لإجراء أي تغيرات في خطط مشروعاتنا خلال المرحلة المقبلة". 

وأشار كاتو، أنهم سيواصلون أنشطة الإنتاج والتصدير كما هو محدد مسبقاً في أجندات الشركة، مؤكداً في الوقت ذاته على "استمرار توظيف الشركة لما يقرب من ألف عامل جديد". 

بدورها، أعربت "دفنة توزان" مدير فرع شركة "أي بي أم" العالمية للبرمجيات بأنقرة، عن كامل ثقتها بالاقتصاد التركي، وأن الشركة "ستواصل أداء دورها التاريخي في دعم مجال البرمجيات في تركيا". 

وقال "فليكس أليمان"، رئيس مجلس إدارة شركة "نستله" العالمية للأغذية، إن ثقته بالاقتصاد التركي "لا حدود لها"، موضحاً أن أنقرة واحدة من أهم الأسواق لشركتهم في العالم. 

وأضاف أليمان، " افتتحت شركتنا فرعها في تركيا بعد 8 سنوات فقط من تأسيس الشركة الأم "نستله" في سويسرا، ولدينا كادر مكون من 3 آلاف و 800 موظف"، مؤكداً أنها "ستنفذ تعهداتها تجاه تركيا، وستستمر في تقديم منتجات متميزة لزبائنها فيها".

في سياق متصل، أكد "كلير ماير" الخبير الاقتصادي بشركة "نورتن تراست" العالمية للخدمات المالية، أن "المحاولة الانقلابية التي وقعت مؤخراً في تركيا لن تؤثر سلبياً على شهية المستثمرين وقدرتها على إدارة ديونها (الداخلية) على المدى المتوسط والبعيد". 

و قال ماير، "ثمة انخفاض طرأ على الليرة التركية، وزيادة في مقدار فائدة التحويلات المالية، لكن سرعان ما تحسنت هذه النسب بفضل سيطرة الحكومة على مجريات الأحداث". 

وأوضح ماير، أن أبرز ما يشغل بال المستثمرين الدوليين هي السياسة التي ستتبعها تركيا في الشأن الداخلي والخارجي، وعليه فعلى تركيا إزالة الغموض الموجود حالياً، و إعلان نواياها وخططها المستقبلية في أسرع وقت". 

وكانت شركات عالمية أخرى مثل جنرال إلكتريك للانشاءات والطاقة و بوينغ للطيران، و إنتل المتخصصة برقاقات ومعالجات الكمبيوتر، و فورد للسيارات، أعربت في وقت سابق عن ثقتها بالاقتصاد التركي، وبينت أن أجواء التضامن والتفاهم المتبادل الذي ظهر عقب الأحداث الأخيرة في تركيا، أكدت أن الإمكانات الكبيرة الموثوقة بها ستساعد في تسريع حركة الاقتصاد في البلاد.

وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، في وقت متأخر، من مساء الجمعة (15 تموز/يوليو)، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة "فتح الله غولن" (الكيان الموازي) الإرهابية، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول (شمال غرب)، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة.

وقوبلت المحاولة الانقلابية، باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات، إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب مما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي. 

جدير بالذكر أن عناصر منظمة "فتح الله غولن" الإرهابية - غولن يقيم في الولايات المتحدة الأميركية منذ عام 1998- قاموا منذ اعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية، بهدف السيطرة على مفاصل الدولة، الامر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الإنقلابية الفاشلة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!