ترك برس

رأى الباحث بمركز الجزيرة للدراسات بشير نافع، أن "الاتفاق حول سوريا لن يكون اتفاقا روسيا تركيا ولكن سيكون اتفاقا روسيا أميركيا، ولكن بما أن وضع تركيا وإيران يعطيهما حق النقد وإعاقة الاتفاق، فالدور التركي والإيراني والسعودي سيكون بالغ الأهمية لإنجاح الاتفاق الروسي الأميركي".

جاء ذلك خلال مشاركته في برنامج "في العمق" على قناة الجزيرة القطرية، والذي تناول التقارب التركي الأخير مع روسيا وإيران، وآثاره على موقف تركيا من الأزمة السورية وعلاقات أنقرة مع أوروبا والولايات المتحدة.

وقال بشير إنه "بعد وصول بن علي يلدرم لمنصب رئيس الوزراء في تركيا، وفي أول كلمة له أمام البرلمان لتقديم برنامجه، ذكر فيها جملته الشهيرة عن زيادة عدد الأصدقاء وتقليل عدد الأعداء، في إشارة واضحة لعملية تغيير السياسة الخارجية لفترة أحمد داود أوغلو، التي شهدت تأزيما للوضع الاستراتيجي والخارجي لتركيا".

وأكد نافع - بحسب الجزيرة نت - أن العلاقة بين تركيا والغرب بدأت تتأزم بعد الجولة التي قام بها رجب طيب أردوغان عام 2012، في دول الثورات العربية وشملت مصر وتونس وليبيا، حيث شعر الغرب بأن تركيا تلعب دورا أكبر من حجمها، وأضاف "بدأت العلاقات التركية الأميركية تتأزم بشدة، حتى إن الولايات المتحدة علمت بالانقلاب في مصر قبل وقوعه، ولم تبلغ الحليف التركي الذي كان في تحالف استراتيجي مع نظام محمد مرسي".

وأشار إلى أنه "عندما دعت تركيا لمنطقة آمنة في شمال سوريا رفضت الولايات المتحدة دون سبب مقنع وقالت إنه يستدعي تدخلا عسكريا مباشرا، وفيما بعد تدخلت الولايات المتحدة بشكل مباشر لتوفير غطاء عسكري للفرع السوري لحزب العمال الكردستاني الذي تعده تركيا منظمة إرهابية".

وحسب نافع فإن مشكلة تركيا مع حلفائها الغربيين هي التي عقدت الأوضاع في سوريا، وأدت لبروز مشاكل للدور التركي في العراق وشرعنة الانقلاب في مصر، ثم جاءت حادثة إسقاط الطائرة الروسية وأدت لحدوث قطيعة مع روسيا، بالإضافة للخلاف مع إيران بسبب دعم نظام بشار الأسد، مما أزعج القيادة التركية ودفعها لاتخاذ خطوات لمحاولة ترميم هذا الوضع، وهو الذي أدى للمصالحة مع روسيا وإسرائيل.

وأردف قائلا "حتى قبل محاولة الانقلاب الفاشلة، أبلغت تركيا الأميركيين بحدوث تغيير محدود في سياستها الخارجية، فهي على سبيل المثال كانت تطالب بأن يغادر الأسد مع بداية المرحلة الانتقالية، وعندما بدأت المباحثات الروسية الأميركية للتوصل لحل سياسي في سوريا، أبدى الأتراك استعدادهم للقبول ببقاء الأسد لبعض الوقت".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!