ترك برس

قال رئيس المجلس الروسي للحوار الدولي "أندري كورتونوف"، إن رؤية روسيا وتركيا للأزمة السورية وسبل حلها مختلفة تماما، وهذه الخلافات لا تقتصر على مستقبل النظام السياسي في سوريا ومصير بشار الأسد، بل تمس كذلك بنية الدولة السورية في المستقبل، ناهيك عن خلاف الطرفين على موضوع الجهات التي تعتبرها إرهابية أم معارضة.

وأضاف كورتونوف، بحسب الجزيرة نت، أن ذلك لا يمنع من تقارب البلدين في بعض الأمور، خاصة أنهما لا يرغبان في انهيار الدولة السورية وتقسيمها، وعليه فإن التنازلات قد تمس المرحلة الانتقالية ومدتها وبقاء الأسد فيها، بالإضافة إلى تغيير الأتراك موقفهم تجاه المسائل المتعلقة بالنظام المعمول به على الحدود السورية التركية، وفق الخبير الروسي.

أما تنازلات الجانب الروسي فتوقع كورتونوف أن تكون تجاه بعض المجموعات السورية المعارضة، بحيث ترفعها موسكو من قائمة المجموعات الإرهابية، وتعتبرها معارضة سورية معتدلة. وفي الشأن الكردي فمن الواضح أن تركيا تريد من روسيا أن تحد من دعمها للأكراد في شمالي سوريا.

كل ذلك يدل على صعوبة المرحلة المقبلة من المحادثات حول سوريا بحسب المحللين الروس، والتي لا بد من أن تتم بإشراك جميع اللاعبين الدوليين في هذا الحوار مع الأخذ في الاعتبار مواقفهم ومصالحهم، فبدون مشاركة دول الخليج العربي لا يمكن التوصل إلى حل للأزمة السورية، ورغم ذلك يقول كورتونوف إن أي اتفاق مبدئي بين روسيا وتركيا وإيران سيكون أكثر تأثيرا على تلك الدول، وسيسهل إقناعها به.

من جهته، قال رئيس تحرير القسم الدولي في صحيفة "كوميرسانت" سيرغي ستروكان، إن حقائق جديدة  تتبلور في المنطقة لأن العمليات العسكرية في سوريا بلغت طريقا مسدودا، وهذا ما بدا واضحا -حسب ستروكان- في معارك حلب، وفي ظل هذه التطورات لا بد لروسيا وتركيا أن تتفقا وتقدما تنازلات معينة تُراعى فيها مصالح البلدين.

وشدد ستروكان على أن الوضع الراهن بسوريا سيجبر روسيا وتركيا على حل النزاع على المستوى الإقليمي، وحتى دون مشاركة الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن كل شيء تقريبا سيتوقف على الثلاثي الروسي التركي الإيراني وإمكانية توصله إلى اتفاق، وفقا للجزيرة نت.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!