ترك برس

أشار الأمين العام لجمعية علم النفس السياسي الدكتور رفات سارات إلهان إلى أن أكثر ما يخشاه غولن هو الوحدة والموت وعدم اعتباره أسطورة فريدة من نوعها، وذلك في لقاء له عائشة كاربات الصحفية في موقع الجزيرة ترك.

ورأى إلهان أن الهدف المعنوي الأساسي لغولن هو حيازة لقب الأسطورة، لذلك رأيناه في أكثر من موقف يتحرك بدافع منفعي من خلال التعاون مع أي شخص كان يمكن أن يمنحه هذا اللقب أو هذه المكانة، موضحًا أن هذا الهدف انقلب عليه وجعله دُمية تُستخدم لأهداف أمنية من قبل دول أجنبية.

يستند إلهان، الذي يعمل أمينًا عامًا لنقابة الخبراء السياسيين النفسيين، في تحليله لشخصية غولن إلى أقواله وأفعاله، مبيّنًا أن غولن أظهر بكل وضوح أنه ينزعج بل يرتعد من العُزلة والموت وعدم تحصيل المكانة، بدليل تصرفاته وقراراته التي كان آخرها دفع عناصره المتغلغلة داخل الجيش إلى الانقلاب على الحكومة المنتخبة، لفرض السيطرة على الدولة بعد مجموعة الإجراءات التي اتخذتها حكومة حزب العدالة والتنمية وساهمت في عزله وتحطيم صورته.

وفيما يتعلق بسقوط صورة غولن القيادية، يبيّن إلهان أن عملية إعادة غولن يمكن لها أن توجه ضربة موجعة لمنظمته التي يمكن أن تنحل أيضًا، ولكن هذا لن يفي بالقضاء عليها بشكل كامل، لأن غولن صوّر نفسه أو صُور أمام أتباعه على أنه أسطورة دينية تصل لطبقة المجددين.

ووفقًا لإلهان، فإن الشخصيات الدينية التي تُوصف بأنها مجددة عادة ما تتكبد المصاعب، وفي هذا الإطار دائمًا ما يتحدث غولن عن أنه ذاق الويلات والمصاعب منذ شبابه وحتى اليوم، مما يجعله مستقطبًا وبشدة من قبل الكثير من التابعين الذين يسيرون على طريقه حتى لو اعتُقِلوا وسُجِنوا مدى الحياة.

عملية تهيئة نفسية كبيرة جدًا

إلهان، الذي يعمل أيضًا عضوًا في مركز الأبحاث النفسية السياسية التطبيقي التابع لجامعة أنقرة، أوضح أن منظمة غولن قامت بعملية تهيئة نفسية كبيرة جدا قبل محاولة الانقلاب، منوّهًا إلى أن المنظمة تحدثت عن الآثار السلبية للقوى الأجنبية القوية التي أصبحت، بحسب تصويرهم، مسيطرة على منافذ الدولة التركية مما يُؤكد ضرورة إنقاذها من أيدي القائمين بذلك، فكان الانقلاب الذي صُور على أنه هو المنقذ، ولكنه لم ينجح أمام وعي الشعب التركي.

استقطاب الشباب بمغريات سرعان ما تتحول إلى أغلال

وتسليطا ً للضوء على آلية استقطاب الشباب، يُشير إلهان إلى المنظمة تُغري الشباب بتعليم مجاني أو بأجر رمزي في إحدى مدارسها وتفتح لهم أبواب بيوتها وتُعاملهم معاملة فريدة في البداية، وبعد اقتناع الشباب واتصالهم الوثيق بنظام الجماعة، تبدأ بتلقينهم توجيهات غولن على أنها أوامر لا يمكن الخروج عنها، وهنا يُصبح المُوجّه السياسي والاقتصادي والاجتماعي الوحيد في حياة الشاب هو غولن، وهنا من ناحية نفسية يصبح الشاب مقيّدًا بأغلال ناعمة اقتنع بأنها الوحيدة الصائبة في حياته، ليصبح الآلة التي تعمل وتنفذ جميع ما يُطلب منها على أنه أمر صادر عن شخص مصيب لا يُخطئ.

ليس لديهم شعور بالجريمة

يقول إلهان إن الشاب الموالي لشخص واحد بروح واعتقاد ديني يصور له أن كل أمر مباح، لا يتورع عن التنصت أو قتل فُلان وعلان، ولا عن تدمير وطنه بالكامل لتنفيذ التوجيهات التي أُعطيت له على أنها مهمات لخدمة دين الله.

الجيل الذهبي

يشير إلهان في تحليله إلى أن أعضاء المنظمة يتحركون بفكرة الجيل الذهبي المُختار الذي إن قتل شخصًا، يُثاب عليه لأن المقتول ليس إنسانًا أو هو غير صالح.

وفي ختام لقائه، يوضح إلهان أن الجيل الذهبي غُرست لديه قصص المظلومين المضطهدين بسبب انتمائهم الفكري، مبينًا أن هذا الغرس يولد شعور القلق والرغبة في الانتقام لدى العضو، بحيث يجد أن أعداءه ظلموا الكثير ممن يشاركونه الفكر والرأي والهدف نفسه، لذلك يجب عليه الانتقام منهم وإزاحتهم عن طريقه، لأنه إن لم يفعل ذلك يشعر بأن هناك قلقًا شديدًا يلاحقه.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!