ترك برس

في إحدى محاولاتها لاكتشاف أنفاق وقنوات المياه المارة أسفل مدينة إسطنبول، ذهبت كاميرا قناة خبر ترك إلى إحدى القنوات التاريخية في إسطنبول، والتي استُخدِمت كمخزن وموزع للمياه، وكشف الفريق الإخباري المطلع نقلًا عن خُبراء أن تاريخ بناء القناة يعود إلى القرن الرابع للميلاد، وقد تم ترميمها إبان حكم الدولة العثمانية، لتُصبح لديها قدرة على تخزين المياه لِعشر سنوات.

وبحسب ما يرويه الفريق، فإن المياه كانت تصل إلى القناة من آبار المياه المحفورة بداخلها أو من مياه الأمطار، حيث كانت تُفتح بعض عيون الماء في فصل الشتاء. إلى جانب ذلك، يوضح الفريق أن القناة تحتوي على طرق مائية فرعية لتوزيع المياه على بيوت المواطنين، وإنّها تضم بداخلها غُرَفًا للحراسة والعمال الذين كانوا يعتنون بتنظيفها بشكل دوري.

وأشار الفريق إلى أن الأبحاث جارية حتى الآن لرصد التاريخ الأكثر دقّة لإنشاء القناة، وقياس طول منافذها ومساحة غرفها وغيرها من التفاصيل التي يتوقع أن يتم الحصول عليها في نهاية العام الجاري.

وفي سياق متصل، أوضحت صحيفة أقشام أن آثار إسطنبول الغامضة لم تقتصر على القنوات المائية فقط، فهي تشمل كذلك مقابر وكنائس وأحجار كهنة وأنفاقًا سرية تربط بين البر والبحر لتسهيل هروب الملوك والقادة.

وأكّدت الصحيفة أن بعض الأنفاق واسعة جدًا لدرجة أنّها تقدر على استيعاب أكثر من 100 فيل في وقت واحد، مشيرةً إلى أن ثمة الكثير من الأنفاق التي تربط بين مدينة إسطنبول وجُزُرِها، اكتُشِفَ بعضُها والبعض الآخر ما زال غامضًا.

ليس البيزنطيون هم أول من أنشأ مدينة في باطن أرض إسطنبول حسب صحيفة أقشام، بل تعود فكرة إنشاء مثل هذه المدينة إلى عهد الملك "بيزنطين"، أحد أحفاد نوح عليه السلام الذين عاشوا قبل الميلاد بكثير، حيث شعر بضرورة تشييد مدينة أرضية لتخزين الزاد واستخدامها كملاجئ في حال تعرُّض المدينة لأي آفة طبيعية، هكذا تأسّست أول المدن الأرضية التاريخية في إسطنبول، وتضيف الصحيفة أن هناك الكثير من الروايات والأساطير التاريخية التي تناولت هذه المدن، كما أن الباحثين توصلوا للكثير من الأدلة التي تُشير لهذا الأمر.

وأكّدت الصحيفة في تقريرها "إسطنبول ليست مدينة أسطورية بل حقيقية" أن الكثير من الأساطير تتحدث عن مدن الأنفاق، وتصنف الدول القديمة قوتها بناءً على وجود مدن الأنفاق، موضحةً أن إسطنبول احتلت موقع عاصمة العالم في أكثر من عصر لاحتوائها مساحات واسعة من مدن الأنفاق المتينة.

ووفقاً للصحيفة، فإن دائرة الآثار التركية لم تكتشف سوى قنوات مائية وأنفاقًا للتنقل ومخازن للطعام والغنائم، ولكنها لم تعثر حتى الآن على كنائس ومدن وبيوت، وإن عملية تنقيب شاملة تتطلب من الحكومة توظيف قدرات هائلة.

وأشارت الصحيفة إلى أن الدولة العثمانية حفر مدن أنفاق في فترات زمنية طويلة، موضحةً أن محيط منطقة السلطان أحمد يشمل مدينة أرضية تاريخية ضخمة نقطة بدايتها موجودة في أسفل أيا صوفيا وعملت الدولة العثمانية على توسيع نطاقها لتطل على البحر وتربط القصر بعدة نقاط استراتيجية، وقد تم اكتشاف هذه المدينة عام 1929، وفي الثلاثينات تم اكتشاف أحد دهاليزها المُطلة على البحر من قبل طلاب المدرسة الموجودة مقابل حجر "تشامبرلي طاش" أثناء محاولتهم الهرب من المدرسة.

وفي ذلك السياق، قالت المؤرخة المعمارية "أرزو أق يول"، في لقائها مع صحيفة أقشام، أن كتاب "السبع الساحرات" البالغ عمره 100 عام، يشرح مسار الأنفاق الرابطة بين شطري إسطنبول الآسيوي والأوروبي وبين إسطنبول وجزرها، مشيرةً إلى أنه حتى الآن لم يتم اكتشاف سوى نفق واحد بطول 15 متر يربط إسطنبول ببحر مرمرة ولكن بدون منفذ.

وأعربت أق يول عن رغبتها الشديدة في تكريس الحكومة جهودًا للبحث عن المدينة التاريخية الأسطورية، منوّهةً إلى أن اكتشاف نفق تحت مسجد السليمانية يُشير إلى أن هناك الكثير من أمثاله.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!