ترك برس

صدر مؤخرا كتاب "التنظيم السري لفتح الله غولن" عن دار ابن حزم بيروت بنسخته العربية، لمؤلفه حنفي أفجي مدير الأمن العام التركي السابق، وترجمة وتقديم "محمد زاهد جول" الكاتب والمحلل المعروف.

ويتميز الكتاب بأنه أُلّف قبل محاولة الانقلاب الأخيرة بـ 10 سنوات، وبيع منه ما يقارب مليون نسخة في طبعته الأولى، الأمر الذي أسهم في تعرّف المجتمع التركي على حقيقة الكيان الموازي، وكيفية تغلغله في أجهزة امن الدولة.

وأسهم الكتاب إسهاما كبيرا في تصدي الشعب التركي لمحاولة الانقلاب الفاشلة، وذلك من خلال إسهامه في رفع نسبة الوعي لديه وزيادة معلوماته فيما يخص جماعة التنظيم الموازي، وخصوصا أنه طبع عشرات المرات.

وينقسم الكتاب إلى قسمين، يتطرق الكاتب في القسم الأول إلى مخاطر حزب العمال الكردستاني وأخطاء الدولة التركية في طرق معالجتها، والقسم الثاني تطرق فيه إلى مخاطر التنظيم السري لفتح الله غولن.

وتجدر الإشارة إلى أن تخصيص الكاتب القسم الأول لمخاطر حزب العمال الكردستاني، والقسم الثاني لمخاطر التنظيم الموازي كان نابعا من خطورة الحزب الكردستاني آنذاك أكثر من الكيان الموازي، وذلك بحسب ما كان سائدا حين ألّف الكتاب، ولو أن الكتاب ألّف بعيد محاولة الانقلاب لربما عكس الكاتب الترتيب لديه، واضعا في القسم الاول مخاطر الكيان الموازي وفي القسم الثاني حزب العمال الكردستاني، لكون التنظيم أشد خطورة في المرحلة الراهنة من حزب العمال الكردستاني  بحسب ما يرى محللون.

وأشار المؤلف في كتابه إلى أن الممارسات السرية لجماعة غولن واتخاذه دور الوصايا على الدولة والحكومات المنتخبة، هما السبب الكامن خلف الفساد الذي انتشر في أجهزة الدولة، منوها إلى أن التنظيم لم يعمل على نشر الفساد وحسب، وإنما حاول السيطرة على أجهزة الدولة بأكملها.

ويعد الكتاب في الوقت نفسه كشفا لأساليب عمل جماعة غولن التي يعايشها الناس ولا يدركون أهدافها الباطنية.

وجدير بالذكر أن الكتاب يحمل أهمية كبيرة من خلال مؤلفه حنفي أفجي، ولا سيما أنه شغل منصب مدير الأمن العام التركي السابق، بالإضافة إلى مناصب مختلفة في مديريات أمن "مرسين، وديار بكر" وغيرهما من الولايات التركية الاخرى، وكذلك بسبب مكانة مترجم الكتاب  "محمد زاهد جول" الذي يعد واحدا من المعروفين لدى الأوساط العربية العلمية والأكاديمية والإعلامية والسياسية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!