ترك برس

قُتِل البروفسور عثمان نوري دارجان (52 عامًا) يوم الخميس في مدينة أورلاندو بولاية فلوريدا أثناء سرقة مسلّحة استهدفت زوجته. 

وكان البروفسور دارجان قد قاد السيارة برفقة وزوجته كيفيلجيم ديكر (44 عامًا) المُحاضِرة في جامعة يديتيبة في إسطنبول، من ميامي إلى أورلاندو، حيث دخلا إلى منتجع وينداهم أورلاندو لقضاء شهر العسل في واحد من أشهر الوجهات السياحية في الولايات المتحدة.

ووصل الزوجان إلى الفندق في حوالي الساعة 1:45 بعد منتصف ليل يوم الخميس. وأثناء خروجهما من السيارة في كراج سيارات الفندق، حاول لص مُسلّح أخذ حقيبة يد زوجة دارجان. وقد أطلق اللص النار على دارجان أثناء محاولته حماية زوجته وفرّ خالي اليدين إلى سيارة “لونها بين الأحمر والبرتقالي” كانت بانتظار المجرم.

وصرح مسؤولون من بلدية أورانج بأن أفراد الشرطة استجابوا إلى اتصال 911 خلال دقيقتين، لكن دارجان توفي في موقع الجريمة بسبب تلقيه عدد من الطلقات. ووصف شهود عيان المُجرم بأنّه “ذكر ضخم الجثة داكن البشرة ذو حواجب كثيفة”.

وأفادت أنباء بأن زوجة دارجان اتصلت بالقنصلية التركية ووكّلت مُحاميًا متخصصًا في الجرائم المتعلقة بالسياح في الولايات المتحدة بعد التجربة المؤلمة التي مرّت بها.

وكان الأستاذ المشارك دارجان عضوًا في الهيئة التدريسية في جامعة البوسفور (Boğaziçi)، إحدى أفضل الجامعات في تركيا. وقد حاضر في قسم نظام إدارة المعلومات حيث كان أحد الأكاديميين المؤسسين للقسم. وقد تقّى شهادات البكالوريوس والماجستير والدكتوراة من الجامعة نفسها.

وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، أرسل أحد طلابه بيانًا إلى قناة “نيوز 6” الأمريكية، قال فيه: “لقد كان رجل مبادئ. كانت لديه أفكار معيّنة وكان مستعدًا دائمًا للدفاع عنها، وحمايتها. أعتقد أنّه كان يفعل الأمر نفسه حين كان يُدافع عن زوجته. حتى الآن لا يمكنني تصديق ذلك”.

وكان دارجان عضوًا في الهيئة التدريسية في جامعة البوسفور لأكثر من 30 عامًا. وقد أكدت الجامعة وفاته مساء يوم الخميس عبر موقع تويتر. وقالت الجامعة في رسالتها: “أحدث عضو في قسم نظم إدارة المعلومات الأستاذ المشارك الدكتور عثمان دارجان، توفي نتيجة لهجوم مسلح في أورلاندو”.

وبعد هذه الحادثة المأساوية، أصدر منتج ويندهام أورلاندو ذو الثلاث نجوم بيانًا قال فيه: “إننا مصدومون وحزينون من هذه الحادثة، وإنّ قلوبنا مع الضحايا والعائلة خلال هذا الوقت العصيب. إن أمان وسلامة شركائنا وضيوفنا هي أولويتنا، ونرجوكم أن تعلموا أننا نتعاون مع السلطات في تحقيقاتها. وبالنظر إلى أن هذا التحقيق جارٍ، لن نتمكن من التعليق أو توفير مزيد من المعلومات ونطلب توجيه كل الأسئلة إلى السلطات المحلية”.

وتُعرف المنطقة المحيطة بمنطقة “إنترناشونال درايف” (I-Drive) بأنها إحدى أكثر المناطق أمنًا في أورلاندو. وقد أكدت الشرطة للسكان والسياح أنها ستزيد عدد الدوريات. وقالت نائبة الشريف في بلدية أورانج روز سيلفا: “للأسف، في العالم الذي نعيش فيه الآن، هناك خطر دائمًا ونحن بحاجة إلى الحذر والوعي بما حولنا”، مضيفة: “أعرف أن السكان في مزاج العطلة، لكن هناك من ينوي إلحاق الأذى بنا، لذلك ابقوا حذرين ومتيقّظين”.

وأورلاندو هي الوجهة السياحية الأولى في الولايات المتحدة في السنتين الماضيتين، بحوالي 66 مليون زائر العام الماضي. إلا أن حادثة القتل هذه هي آخر الأخبار المُقلقة من هذه المنطقة التي تعتمد على السياحة بالدرجة الأولى. وبينما زادت الشرطة الأمريكية دورياتها بعد الهجمات الإرهابية الأخيرة، ما زالت أورلاندو تظهر على الصفحات الأولى بسبب الجرائم المرتكبة فيها.

وقد عبّر عدد من السياح عن قلقهم في حديث مع محطات تلفاز محلية. جيسيكا إنجيلون التي تزور المنطقة مع جدتها من السويد شهدت الحادثة، وقالت: “وصلت إلى هنا مؤخرًا، ولا أشعر بكثير مع الأمان… أنا هنا مع جدتي، إنّنا اثنتان فقط… وأن نرى (الهجوم)، أمر مخيف جدًا”. وقد استيقظت إيلسا أسغيرسدوتير الأيسلندية على قرع الباب على باب غرفة الفندق التي تنزل فيها، وقالت: “في الساعة 6:30 صباحًا، أيقظونا، ولم يخبرونا ما الذي حدث، قالوا إنّه حادث لكنّنا لم نعرف ما هو”، مضيفة: “هذا أمر مخيف… أنا خائفة قليلًا”.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!