ترك برس

ألقى رئيس الشؤون الدينية التركي محمد غورميز كلمة من الأراضي المقدسة، بعيد الانتهاء من أداء فريضة الحج، شكر خلالها خادم الحرمين الشريفين، وإدارة وزارة الحج والعمرة، ورجال الأمن وكل من أسهم في تسهيل أمور الحجاج لهذا العام.

وحيّا غورميز في مستهل كلمته بعد أن حمد الله، وصلى على نبيه الكريم، الحجاج بتحية الإسلام، قائلا: "بسم الله يا مقلب القلوب، بسم الله يا غفار الذنوب، بسم الله  يا ستار العيوب، بسم الله يا مفرج الكروب، الحمد لله الذي جعلنا من ملة إبراهيم حنيفا، الحمد لله الذي جمعنا في مهبط الوحي وفي بيت الله الحرام، الحمد لله الذي سهل لنا أداء فريضة الحج في عامنا هذا، والصلاة والسلام على رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه أجمعين.، أيها الحفل الكريم ويا حجاج بيت الله الحرام،أحييكم جميعاً بتحية الإسلام؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ودعا غورميز بعيد تهنئته الحجاج الذين أدوا فريضة الحج لهذا العام، بأن يتقبل الله منهم سعيهم، سائلا أن يجعل الله حجهم حجا مبروا، وأن يجعل سعيهم مشكورا، داعيا لهم بالعودة سالمين إلى بلادهم.

وتقدّم غورميز خلال كلمته بالشكر باسمه، وباسم ضيوف الرحمن، لـ الملك سلمان بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين، ووزارة الحج والعمرة، والعاملين فيها، ولرجال الأمن، ولكل من أسهم في تسيير شؤون الحجاج وخدمتهم  لهذا العام، قائلا: "من لم يشكر الناس لم يشكر الله، وأعدّ هذا الشكر واجبا علي، لأن الذين يسخرون أنفسهم من أجل خدمة ضيوف الرحمن يستحقون التقدير كله".

وعبّر غورميز عن فرحه، جراء تمكن الحجاج من أداء فريضة الحج بسهولة ويسر، مشيرا إلى أن فريضة الحج تزود زوار بيت الله الحرام بالأمل، وتبدل حالة الحجاج من حال إلى حال، منوها إلى أنها وسيلة لاختزال المسافات بين العبد وخالقه.

وفي السياق نفسه عبّر غورميز عن الحزن البالغ الذي ألم بالمسلمين، وعن المشاعرة المنكسرة على خلفية تحوّل بلدانهم إلى الحُطام والخراب، و بسبب انعدام الأمن، والسلام من ديار المسلمين، بسبب الجهل وسفك الدماء والتفرقة التي يعاني منها المسلمون.

وشدد غورميز على ضرورة إلغاء الفكر الجاهلي فيما بين المسلمين، مشيرا إلى أن التمييز بين الألسن، واللون، والتعامل على أساس المناصب ليسا إلا ضرب من ضروب الفكر الجاهلي، منوها في السياق نفسه، إلى أن الحج يعمل على توحيد قبلة ووجهة المسلمين أينما كانوا، على الرغم من التفرقة والطائفية التي يعاني منها المسلمون.

وتطرق غورميز إلى التعاليم الأخرى التي من شأن الحجاج أن يتعلموها في أثناء أداء فريضة الحج، قائلا: "إن الحج يعلمنا أن نلتقي في الجهة نفسها والقبلة الواحدة، ولكن إذا نظرنا من منظور مرآة الحج نرى أننا نستمر في التفرقة باسم الطائفية والمذهبية والحزبية، وكذلك الحج يُذَكّرنا بالتاريخ الذي بدأ بإبرهيم عليه السلام واكتسب الاستمرارية بمحمد صلى الله عليه وسلم ويفيد منسوبيتنا به، ولكن إذا نظرنا إلى العالم الإسلامي من منظور مرآة الحج نرى أنفسنا كأننا ننظر من منظور تاريخ آخر وحضارة أخرى، وكذلك الحج يُعَيِّشنا يوم القيامة وينقلنا إلى الآخرة التي هي معادنا. ويعلمنا بالطواف يوم الحساب. ويُعَيّشنا بعرفة يوم الحشر والقرار. ويذكرنا بالإحرام الكفن. ولكننا نتقلب في سرداب التملق والتكالب على الدنيا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!