رسول طوصون - صحيفة ستار - ترجمة وتحرير ترك برس

تدافع الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية عن قطعها آلاف الكيلومترات ومحاربتهم الإرهاب في سوريا والعراق.

ولكن لم يعد خافيًا على أحد اتخاذهم تنظيمًا إرهابيًا ذريعة بينما يتضامنون مع تنظيم آخر.

فقد تحول العالم الغربي منذ سنوات إلى حامٍ وحليف لتنظيم بي كي كي الإرهابي. وبالرغم من وصول صعوبة قبول اللجوء في الغرب إلى درجة شبه مستحيلة إلا أن طلبات عناصر بي كي كي لاقت ردًا إيجابيًا على الفور.

وقد شاهدت بأم عيني كيف تمت الموافقة على طلبات لجوء بعض المسلمين المتدينين الذين أظهروا انتماءهم لبي كي كي وخاصة في فرنسا.

أي أن أي إنسان أصبح مقبولًا لدى أوروبا لمجرد كونه عضوًا في بي كي كي. 

بالإضافة إلى اتخاذ الغرب استعدادته لإعلان عناصر بي كي كي مناضلين أحرار في هذه الأيام بعد أن اضطر لإدراجه في قائمة الإرهاب حينما استلم حزب العدالة والتنمية سلطاته!

وبحث أولئك الإرهابيون عن سبل للحديث عن فدائيين فرضهم الصراع المسلح وليس الإرهاب. 

وكما هو معروف فإن مصطلح الفدائي مشروع ويُطلق على المدافعين بالسلاح عن حق الشعوب التي انتزعت حقوقها الكاملة بأيديها.

وتعد حركة حماس المدافعة عن حقوق الشعب الفلسطيني أفضل مثال على هذا المصطلح في الوقت الراهن.

وإن كانت الحركة محقة في أعين الغرب ولكنها تعد إرهابية لأنها حركة إسلامية، أما تنظيم بي كي كي فيُعد فدائيًا بالرغم من عدم شرعيته لمجرد كونه علمانيًا!

وهو ما يمثل العقلية الصليبية تمامًا!

ويمكننا تطبيق البرهان نفسه على الولايات المتحدة الأمريكية.

في حين تخوض تركيا حربًا هي الأكثر فاعلية ضد داعش التي تمارس الإرهاب من خلال ادعائها بأنها دولة إسلامية، وتقدمها جنوبًا نحو تطهير المناطق التي احتلتها داعش.  

كما يعد حزب الاتحاد الديمقراطي ذراع تنظيم بي كي كي الإرهابي في سوريا تنظيمًا إرهابيًا خطيرًا من الضروري محاربته مثل داعش تمامًا.

وبدلًا من ذلك اتخذت الولايات المتحدة من الحزب الإرهابي حليفًا لها.

لا بد أن سبب ذلك هو كون الحزب علمانيًا!

وهو ما يمثل أحد العوامل الرئيسية التي أدت لتحويل الولايات المتحدة الربيع العربي في سوريا إلى شتاء.

بالإضافة إلى رفضها فيما بعد إسقاط نظام الأسد الذي أعلنت عن فقدانه لشرعيته في البداية بمجرد رؤيتها أن الغالبية الساحقة من المعارضة السورية من الإسلاميين المتدينين.

وصُمّت آذانها عن دعوة تركيا لدعم المعارضة المعتدلة بدلًا من إنزال التنظيمات الراديكالية إلى الميدان، وقيامها بدور رئيسي في قطع المساعدات الموجهة إلى المعارضة وإفساحها المجال لتحويل المنطقة إلى بحيرة دم!

هي دماء المسلمين المهدورة.

أما تركيا فقد دعت إلى التعاون على تحرير الرقة والتخلي عن حزب الاتحاد الديمقراطي الإرهابي.

وبالرغم من التحذيرات التركية من الحزب إلا أن الولايات المتحدة اتخذت إجراءاتها.

ومن ناحية أخرى بدأ حزب الاتحاد الديمقراطي عملية من أجل تحرير الرقة تحت مسمى "غضب الفرات" أسوة بعملية درع الفرات.  

أما وزير الدفاع الأمريكي فقد فشل في إخفاء رضاه عند سماع ذلك!

مما يعني رضاه عن التعاون مع تنظيم إرهابي!

وهي صديقتنا وحليفتنا في السياق الدبلوماسي الأمريكي. وبناء عليه تمكن رئيس الأركان العامة الأمريكي من المجيء في اليوم الذي انطلقت فيه تلك العملية بالذات وإجراء زيارة التقى خلالها نظيره التركي في أنقرة – متجاهلًا كافة التحذيرات.   

أي تبرأ الفلسفة الاستغلالية الأمريكية من الصديق والحليف!

ولهذا فضلت الولايات المتحدة صالح مسلم العلماني أولًا والإرهابي على الرئيس رجب طيب أردوغان المتدين الذي انتخب بتأييد من 52 بالمئة من الشعب، نتيجة تأثرها العميق بالإسلاموفوبيا!

وهذه هي النسخة الجديدة من العقلية الصليبية تمامًا! ولكنهم نسوا أن تركيا قد تغيرت وأنها صاحبة الخان وأنهم هم المسافرون!

عن الكاتب

رسول طوصون

كاتب في صحيفة ستار


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس