ترك برس

تُعد بورصة (Bursa) من دون شك واحدة من أغنى المدن التركية بالمخزون الثقافي. تاريخها ومطبخها الغني وجمال طبيعتها جعلت منها وجهة لا بُد من استكشافها لمحبي السياحة والتجوال. وُصفت المدينة في كتب هومير بأنها “أُخيّة” (Mysis) الذي تحدث عن احتضانها لعدد من الحضارات في التاريخ. وفي عام 2014، أُدرجت بورصة على لائحة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو.

يتميز المطبخ المحلي لبورصة بغناه. وتُعد وجبة “إسكندر كباب” وحلوى الكستناء من أشهر الأطعمة في بورصة. كما تُعد “جبنة ماغليك” و”زيتون غيمليك” من المنتجات الخاصة بالمدينة. يعود إسكندر كباب إلى عام 1867، ويُعد أشهر أطباق المدينة، حيث تُقدّم الزبدة والطماطم واللبن إلى جانب شرائح اللحم التي تغطي قطع الخُبز. اللحم المستخدم في إسكندر كباب يأتي من الخراف التي تتغذى على حشائش جبل أولوداغ. ويُعد لحم إسكندر خفيف الدهون، وتُكسب صلصة الطماطم واللبن وجبة إسكندر جودة خاصة. وقد قُدّم إسكندر كباب لأول مرة في مطعم محمد أفندي في بورصة. ويمكنكم زيارة المطعم في منطقة كايهان للاستمتاع كذلك بنوستالجيا الرحلة.

حلوى الكستناء هي وجبة أخرى تشتهر بها بورصة. تُقدم بعدة أحجام، وألذها هي الأصغر حجمًا. يمكنكم إعداد حلوى الكستناء في المنزل إذا أحضرتم لوازمها، ونقترح عليكم ماركة “كافكاس” (Kafkas). أسس هذه الماركة علي ساكير تاتفيرين في عام 1930، وهي واحدة من المنتجين الأوائل لحلوى الكستناء في بورصة. أنتجت عائلة تاتفيرين أول أنواع حلوى الكستناء المغطاة بالشوكولا واسمها “كاريوكا” (Karyoka). كما ابتكرت العائلة عددًا من المنتجات الرائدة في قطاع صناعة الحلويات. وعلى الرغم من انتشار الحلوى المغطاة بالشوكولا إلا أن كثيرين يفضلون حلوى الكستناء غير المغطاة. وحيث أن حلوى الكستناء خاصة بتركيا، فإن تذوقها فرصة جيدة للراغبين في استكشاف البلاد.

بورصة، كما ذكرنا سابقًا، غنية بالثقافة والتاريخ. يُعد عرض “كاراغوز” (Karagöz) واحدًا من أهم عروض المدينة التي أغنت الثقافة التركية. ومن أهم المعالم التاريخية التي تستحق الزيارة في المدينة جامع “أولوجامع” (Ulu Camii). إنه تحفة فنية تُعد واحدة من أهم معالم النجارة السلجوقية والعثمانية. شُيّدت جدران المسجد في عام 1346، وزُيّنت بمئة واثنين وتسعين من زخارف الخط التي رسمها عدد من الخطاطين، وكل واحدة منها تحفة بحد ذاتها. وإلى جانب أولوجامع، يمكنكم زيارة قلعة بورصة، و”جسر إرغاندي”، و”كوزا هان”، وضريح عبدال محمد وغيرها من الأماكن التي تستحق المشاهدة. فالمدينة كأنها الجنة لعشاق التقاط الصور.

البُعد التاريخي والثقافي ليس وحده ما يميز مدينة بورصة، فهي مركز رئيسي لقطاعات السيارات والأثاث والنسيج في تركيا، وقد نُسجت فيها المناشف لأول مرة في التاريخ. فننصحكم بأن لا تنسوا شراء المناشف إذا زُرتم المدينة وأنتم تتجولون بين أزقتها. تشتهر بورصة كذلك بالأقمشة والحياكة فهي مدينة الحرير. ولذلك، ننصحكم بالاطلاع على مناشفها وأقمشتها التي ستكون هدية مميزة لأصدقائكم.

أما إذا أردتم الابتعاد عن المدينة وزيارة طبيعة بورصة الخلابة، فيمكنكم زيارة بحيرة إزنيك (İznik)، و"حمامات أويلات الحرارية” (Oylat Thermal Spring) وأطراف جبل أولوداغ. وحيث أن بورصة هي موطن الحمامات الحرارية، يقصدها الزوار بهدف التزلج على جبل أولوداغ ثم الاستحمام. ومع ذلك، ما يزال جبل أولوداغ أشهر المزارات الشتوية في المدينة بامتلاكه أفضل مسارات التزلج.

تحيط بفنادق الخمس نجوم على أطراف جبل أولوداغ المطاعم التي تقدم الكباب وشطائر النقانق. فلا تغادرو أولوداغ قبل تذوق هذه الشطائر. وأحد أفضل الفنادق في تلك المنطقة هو “منتجع آغا أوغلو ماي ماونتن”. صُمّم هذا الفندق بانسجام عظيم مع الطبيعة، ويتميز بديكور يثلج الصدر. الظلال الخضراء، وكراسي تشيستر، والسقوف العالية في اللوبي وألوان الأرضيات تُذكركم بأنكم في منتجع جبلي. أما الجاكوزي في حديقة الفندق فهي المكان الأمثل للتمتع بيومكم، حيث يمكنكم مشاهدة الجبل المكتسي بالثلج والتمتع بالماء الساخن. وباختصار، هناك الكثير لتكتشفوه في فورصة. اكتشفوا هذه المدينة المليئة بالتاريخ، والطبيعة والنّكهات في أول فرصة تُتاح لكم!

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!