عائشة خالد - خاص بترك برس

ليلة العاشر من محرم أو عاشوراء لا تمر كغيرها من الليالي في تركيا مطلقا، إذا تعد الليلة من أقدس الليالي عند الاتراك ومن أجملها!

إذ يعتقد الأتراك بأنها أفضل ليلة بعد ليالي العشر الأواخر من رمضان، وأنّ أفضل الأيام للصوم بعد رمضان هو العاشر من محرم.

وحسب الشائع في تركيا فإن هذا اليوم هو اليوم الذي نجّى الله فيه معظم  الأنبياء - عليهم السلام - من مِحَنهم، إذ أنجى الله إبراهيم من النار في عاشوراء، وجاوز بموسى البحر وقبل توبة آدم ونجى فيها نوحا ومن آمن معه من الغرق وشفا أيوب من مرضه وغيرها من الأمور المباركة التي يعتقد الاتراك بقدسيتها حدثت في هذا اليوم العظيم. فيقوم بعضهم بإحياء الليلة والأخر يكتفي بصيامها وبعضهم قد لا يفعل شيئاً، لكن ما هو أكيد أن الجميع يأكل في هذا اليوم حلوى عاشوراء!

فتكريما لهذا اليوم واحتفالاً بهذه الليلة يتبع الأتراك طقسا جميلا، إذ خُصّصت لهذه المناسبة حلوى خاصة تسمى بحلوى عاشوراء، يُعِدّها الأتراك ويوزّعونها ويطعمون كل من مر في دربهم منها، ويتبادلها الجيران والأقارب، وتقدمها حتى المقاهي والمطاعم في قائمتها في هذه اليوم، وبعضها يوزعها بشكل مجاني في محاولة لنشر الألفة والتواصل.

وقد امتد الأمر ليصبح عادة وطنية ، إذ تقوم بلدية إسطنبول في منطقة أيوب وبعض الساحات العامة بطبخ الحلوى وتوزيعها على كل من يتواجد في المكان، وخصوصا أنّ ذكرى عاشوراء لهذا العام ستكون في ليلة باردة، لذلك تكون منطقة أيوب المكان الأمثل لعيش أجواء تركية دافئة.

أما حلوى عاشوراء نفسها فهي خليط متكامل من كل انواع المكسرات والحبوب التي تخطر على البال، إذا تُصنَع من الحنطة بشكل رئيسي، وتُضاف إليها أصناف عدة من الحبوب كالفاصوليا والحمص، ثم تغطى بطبقة كاملة من المكسرات كالجوز والفستق والبندق وجوز الهند، وتضاف إليها في النهاية بعض انواع الفواكه كالرمان والبرتقال وغيرها، لتُقدّم في النهاية على شكل أطباق ساخنة حلوة.

إذا كنت في تركيا وقُدِّمت لك حلوى عاشوراء فعليك قبولها بابتسامة عريضة دون أي تردّد، وعليك أن تُبدِي إعجابك الكامل بطعمها اللذيذ المميز حتى لو لم تعجبك، فليس من اللائق أبدا أن تعترض على حلوى عاشوراء في يوم مجدها!

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!