الأناضول

يصل رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اليوم إلى العاصمة التركية أنقرة، في زيارة عمل تستمر ليومين، يلتقي خلالها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء أحمد داود أوغلو.

وحول الأبعاد التي تحملها الزيارة، يرى رئيس مركز الأبحاث الاقتصادية والسياسة الخارجية (EDAM) التركي، "سنان أولغان" أنَّ الموقف المحايد للمملكة المتحدة داخل الاتحاد الأوروبي منذ عضويتها عام 1973، لن يصب في صالح تركيا، بما يتعلق بنيل عضويتها في الاتحاد، وإزالة المعوقات التي تقف في طريق تركيا لنيل عضويتها في الأسرة الأوروبية، مشيرًا إلى عزم كاميرون في حال فوزه بالانتخابات في آيار/مايو 2015 إجراء محادثات مع الاتحاد الأوروبي حول وضع بريطانيا في الاتحاد، ومن ثم إجراء استفتاء في بلاده حول الانفصال.

وحول المسألة القبرصية يرى "أولغان" أن زيارة كاميرون تعد إيجابية في هذا الخصوص، ويرى أن بريطانيا ستضغط على قبرص الجنوبية من أجل استئناف المفاوضات مع الشطر التركي الشمالي.

وأشار "أولغان" في حديثه لمراسل الأناضول إلى أنَّ كاميرون سيطلب من تركيا فتح قواعدها الجوية أمام طائرات التحالف الدولي لضرب داعش، مبينًا في الوقت ذاته مواقف الإدارة التركية في هذه المسألة، والشروط التي وضعته للعب دور أكبر داخل التحالف.

 وأوضح الخبير التركي أنَّ بريطانيا ستعمل على تعزيز تبادل المعلومات مع تركيا بما يتعلق بالمقاتلين البريطانيين الذين يقاتلون في صفوف تنظيم داعش بسوريا والعراق، وعلى وجه الخصوص بعد مشروع قانون مكافحة الإرهاب الجديد في بريطانيا، والذي ينص على سحب الجنسية ممن ثبت قتالهم في صفوف التنظيم.

واستطرد أولغان في الحديث عن العلاقات الاقتصادية التي تربط تركيا ببريطانيا مبيناً أنها تأتي على رأس جدول أعمال المسؤولين الأتراك والإنكليز، ولا سيما أن بريطانيا تعد ثالث أكبر وجهة للصادرات التركية بعد ألمانيا والعراق، حيث بلغت قيمة الصادرات التركية إلى بريطانيا في الأشهر العشرة الأولى من هذا العام 9 مليارات، و927 مليون دولار لتحقق زيادة بنسبة 11.6 مقارنة بنفس الفترة من عام 2013، وزيادرة تقدر بـ 76.4 مليون دولار في السنوات الخمسة الماضية.

ومن جانب آخر يرى الخبير الاقتصادي في مركز "كابيتال إيكونوميكس" صامويل تومبس أنَّ بريطانيا تسعى لإعادة التوازن لصادراتها من جديد خارج دول الاتحاد الأوروبي، وتنجذب بذلك تجاه الدول الصاعدة ومن بينها تركيا.

وأوضح "تومبس" قوة العلاقات الاقتصادية التي تربط بين البلدين بوجود ألفين و500 شركة بريطانية تعمل في تركيا، وقيام الشركة التركية "يلدز القابضة" بشراء أقدم شركة بسكويت في بريطانيا "يونايتد بسكويت"، والتي يقترب عمرها من 184 عامًا.

تجدر الإشارة إلى أنَّ كاميرون أجرى أول زيارة رسمية له إلى تركيا عام 2010، والتي تعد أول زيارة له خارج دول الاتحاد الأوروبي بعد رئاسته حكومة بلاده، ووصف كاميرون، في تصريحات سابقة، العلاقات التركية البريطانية بأنها تعيش عصرها الذهبي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!