ترك برس

على مدى عقود، اعتمدت السياحة التركية على سحر البحر والرمال والشمس المشرقة لجذب السياح الغربيين الباحثين عن العطلات الرخيصة والشاملة على الشواطئ الجميلة.

ولكن مع تراجع السياحة الغربية على مدى السنوات الثلاث الماضية بسبب الهجمات الإرهابية، ومحاولة الانقلاب العسكري الساقط العام الماضي، وتوتر العلاقات بين أنقرة وبعض دول الاتحاد الأوروبي، بدأ كبار المسؤولين في صناعة السياحة والحكومة في دراسة وبحث ما يمكن القيام به لمواجهة انخفاض إيرادات السياحة التركية.

وقد اجتمع مجلس السياحة المكون من المديرين التنفيذيين للسياحة والأكاديميين والمسؤولين الحكوميين فى أنقرة فى الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر الحالي وعلى مدى يومين بهدف رسم خريطة طريق لمستقبل السياحة... وفي خطوة تهدف إلى إبراز أهمية هذا الاجتماع، ألقى الرئيس رجب طيب أردوغان بكلمة في افتتاح الاجتماع لفت فيه الإنتباه إلى ضرورة تنويع قطاع السياحة ودور فن الطهو.

وللمرة الأولى، ضم مجلس السياحة لجنة منفصلة عن فن طهي الطعام. وكان من أبرز نتائج اجتماع المجلس قرار إنشاء منظمة طهي تحت مظلة وزارة الثقافة والسياحة لتنسيق مختلف الدراسات والمناسبات والتنظيمات والمهرجانات وغيرها من الأنشطة ذات الصلة.

وتأمل تركيا في أن تتمكن المدن التركية المختلفة المعروفة بثقافة الطهي من أن تعيد تركيا إلى هذه الخريطة السياحية. وقد تلقى هذا الأمل دفعة قوية، عندما أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" مدينة هطاي التركية جنوب شرقي البلاد ضمن شبكة المدن الإبداعية في مجال الطهي. وهي ثاني مدينة تركية تختارها اليونيسكو ضمن المدن الإبداعية في فن الطهي بعد مدينة غازي عنتاب في عام 2015.

وقد قوبل الإعلان عن اختيار مدينة هطاي بحماس في لجنة فن الطهي التابعة لمجلس السياحة، حيث إن اعتراف اليونسكو يمكن أن يدفع المنتجات الغذائية المحلية إلى صدارة اهتمام المشهد العالمي للطهي ويزيد من إمكانات التصدير. ونظرا لأن مدينتي غازي عنتاب وهطاي تقعان في المنطقة نفسها على الحدود السورية، فقد كان هناك حديث عن إنشاء طريق سياحي للطهي في جنوب شرق تركيا.

وستضيف تركيا مؤتمرين آخرين حول فن الطهي  قبل نهاية العام. وفي الثاني من كانون الأول/ ديسمبر القادم سيفتتح المؤتمر الدولي الثالث لفن الطهي (GASTRO MASA) في إسطنبول، ويضم 18 طاهيا عالميا من جميع أنحاء العالم كمتحدثين. وقال جوكمن سوزن، المسؤول بإحدى شركات الأغذية التركية لموقع المونيتور: "نطمح إلى وضع المنتجات التركية على أجندة الطهي العالمية. يستخدم الطهاة الأكثر شهرة في العالم المكونات التركية، ولهذا اخترنا غازي عنتاب كمدينة مميزة لعرض منتجاتها الغذائية المذهلة".

ويضم برنامج المؤتمر أيضا رحلات ميدانية إلى كابادوكيا والعديد من المطاعم والأسواق في إسطنبول، حيث سيكون للطهاة فرصة لتذوق الأطعمة التركية والتعرف على المطبخ التركي.

وتضيف مدينة إزمير الواقعة على بحر إيجة المؤتمر الدولي الثالث لسياحة التذوق في المدة من 7 - 9 ديسمبر القادم. وتشتهر إزمير بمأكولاتها الشرقية التي يغلب عليها استخدام زيت الزيتون، وهي عضو في شبكة ديليس (وهي شبكة عالمية تجمع المدن التي تمتلك تراثا في الطهي وعرض الطعام) منذ عام 2015.

وقالت سيرما جوفن، المحاضرة في قسم فنون وإدارة الطهي بجامعة إزمير للاقتصاد، لموقع المونيتور: "إن الاتصالات الدولية مهمة جدا بالنسبة إلينا ، فالعديد من طلابنا لديهم فرصة للتدريب في مدينة ليون الفرنسية. وكان غوفن من بين الفريق الذي أسس مهرجان طهي الخرشوف في منطقة أورلا بإزمير قبل ثلاث سنوات. وفيما بعد أصبح هذا المهرجان تقليدا يجتذب أعدادا ضخمة لتذوق العديد من الأطباق المصنوعة من الخرشوف.

وفي الآونة الأخيرة بدأت أسماء عدد من الطهاة الأتراك الشباب تلمع على الساحة الدولية، فحصدوا كثيرا من الجوائز. ومن هؤلاء موتلو شوكت يلماز الطاهي الشاب من ولاية ألانيا الذي فاز بجائزة أفضل طاه للمرة الثانية في مسابقة The Bocuse d'Or أو مونديال الطهي العالمي، وهي بطولة عالمية للطهي تقام كل عامين. 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!