كورتولوش تاييز – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

"قوات التحالف".. هذا اسم الخطر الذي بدأ يتبلور عقب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من سوريا. من المزمع نشر هذه القوات في "المنطقة الآمنة"، شمال غرب سوريا، وبالتالي على حدود تركيا.

تعمل البنتاغون على إقناع حلفاء الولايات المتحدة من أجل تشكيل هذا الكيان الذي سيلعب دورًا على غرار ما حدث في شمال العراق بعملية "توفير الراحة". 

السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام قال إن ترامب سيطلب من أوروبا قوات من أجل المنطقة الآمنة، وإنه سيترك عددًا معينًّا من القوات الأمريكية في سوريا في حال عدم حصوله على رد إيجابي، مضيفًا: "وإلا فإن تركيا ستدخل المنطقة وستقضي على ي ب ك". 

لا شك أن البنتاغون ما تزال تعمل حتى الآن على هذا المخطط، وتريد أن تصيغ خطة ترامب للانسحاب من سوريا في هذا الإطار. 

كما هو ملاحظ، خلاصة الخطة المذكورة هي تأسيس "منطقة آمنة" تستخدم ضد تركيا. الغاية الرئيسية لهذه الخطة هي حماية تنظيم "بي كي كي/ ي ب ك" من الهجمات التركية، وتقييد تحركات أنقرة جوًّا وبرًّا. 

كما تذكرون، في تسعينات القرن الماضي انتشرت قوات للولايات المتحدة وحلفائها في شمال العراق تحت مسمى عملية "توفير الراحة" من أجل حماية المنطقة من نظام صدام، وتم وضع حجر الأساس لإقليم شمال العراق. وبفضل العملية المذكورة وجد بي كي كي مجالًا لترسيخ وجوده في المنطقة.  

تسعى الولايات المتحدة والغرب لتطبيق السيناريو نفسه في مواجهة تركيا هذه المرة. بيد أن أنقرة تعلن معارضتها بلهجة حازمة على لسان رئيسها رجب طيب أردوغان. 

لا يمكن السماح بنشر قوات جديدة على حدودنا على الرغم من أنقرة. عملت تركيا، خلال قمة سوتشي مع روسيا وإيران، على اتخاذ التدابير اللازمة في مواجهة هذا الخطر الذي بدا في الأفق. 

خلال عودته من سوتشي أدلى أردوغان بتصريحات على متن الطائرة، يتضح منها أن البنتاغون تعمل على تحويل خطة المنطقة الآمنة ضد تركيا، لأن ترامب لم يتمكن من تطبيق قراره بسرعة. 

هدف البنتاغون هو اقتطاع شرق الفرات من سوريا وتحويله إلى منطقة تتمتع بحكم ذاتي. وتحاول الحصول على دعم في هذا الخصوص من أوروبا. 

التطورات اللاحقة سوف تحددها مبادرات أنقرة، التي ستتجه لإنشاء "منطقة آمنة" تحت تصرفها، دون السماح بعملية  جديدة من طراز "توفير الراحة" ضد تركيا على الحدود. 

تركيا تمنح الأولوية لمخاوفها الأمنية. وأنقرة سوف تقدم على هذه الخطوة عندما يحين الوقت المناسب، رغم أنف الولايات المتحدة وأوروبا. 

عن الكاتب

كورتولوش تاييز

كاتب تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس