ترك برس

نشر موقع "المونيتور" مقالاً للخبير في السياسة الخارجية الروسية في الشرق الأوسط، مكسيم سوخوف، عن تأثير تفشي فيروس كورونا في تغيير ديناميكية التحالفات في سوريا، تناول فيه الإجراءت التي تتخذها روسيا لمواجهة النفوذ الإيراني في سوريا، وتعزيز شراكتها الاستراتيجية في المقابل مع تركيا.

ويستهل سوخوف تقريره بالحديث عن الاتصال الهاتفي الذي أجراه محمد بن زايد، ولي عهد أبو ظبي برئيس النظام السوري، بشار الأسد، وجهود الإمارات في تعزيز النظام السوري مقابل محاولات دمشق وموسكو للحد من النفوذ الإيراني والتركي، أو على الأقل اتخاذ بعض الخطوات في هذا الاتجاه.

ويضيف أنه مع أن موسكو كثفت اتصالاتها مع الإمارات خلال الاشتباكات السورية التركية في شباط/ فبراير وآذار/ مارس، فإن روسيا أظهرت بوضوح أن أنقرة شريك مهم. كما قابلت موسكو إجراءات إيران بدروها منذ مدة طويلة بتدابير مضادة مختلفة، شملت تنقلات الأفراد داخل الجيش السوري، والجهود المبذولة للسيطرة على الميليشيات وتقييد الجماعات الموالية لإيران في كل من جنوب غرب سوريا وشمال غربها.

وينقل سوكوف عن صحيفة المدن اللبنانية أن القادة الروس في سوريا قرروا تحويل الوضع المتعلق بوباء كورونا في إيران لصالحهم من خلال البدء في تصفية القوات الموالية لإيران التي تقاتل إلى جانب جيش النظام السوري.

ووفقا للمدن، فقد فرضت القيادة الروسية قاعدة تتطلب نشر تشكيلات الجيش السوري الموالية لروسيا بشكل منفصل عن القوات الموالية لإيران. تم اتخاذ هذه الاحتياطات من أجل منع العدوى بين الجنود الذين على اتصال  "بالقوات الدولية الشيعية" الإيرانية والميليشيات المحلية التابعة لطهران.

لكن سوكوف يلفت إلى أن هذه العزلة، إذا كانت صحيحة، لا يمكن فرضها إلا في مناطق محددة، تشمل مجموعات معينة، مثل فرقة القوات الخاصة الخامسة، والمعروفة أيضًا باسم "قوات النمر"، بقيادة سهيل الحسن والقوات الخاصة الروسية، وألوية الفيلق الخامس الموالي لروسيا.

ويوضح أن من من المعروف على نطاق واسع أن العديد من الميليشيات المحلية التابعة لإيران، والتي يطلق عليها مجتمعةً بقوات الدفاع المحلي، مدرجة في جيش النظام، وعدد من القوات الشيعية الدولية مثل لواء الإمام الحسين، ولواء سيف المهدي الذي أدمج في الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد.

وينقل سوكوف عن مصدر في الجيش الروسي طلب عدم الكشف عن هويته أن حضورالأدميرال إيجور كوستيوكوف، رئيس قسم المخابرات العامة في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، في اجتماع شويغو- الأسد يمكن قراءته جزئيًا على أنه  نية روسيا الحفاظ على الاتفاق مع تركيا حول إدلب في الوقت الذي تستعد فيه أنقرة لعملية محدودة لمكافحة الإرهاب لإعادة هيكلة جماعات المعارضة.

وأضاف المصدر العسكري أن آفاق التعاون التكتيكي التركي-الروسي الجديد في هذا المجال قد تعتمد على تبادل أراض في منطقة تل رفعت شمال محافظة حلب.

وتشير بعض التقارير إلى أن "الميليشيات الكردية" (ي ب ك) أبلغت بالفعل القادة المحليين وأقاربهم بأن عليهم مغادرة المدينة في أقرب وقت ممكن والانتقال إلى مناطق أخرى شرقي نهر الفرات.

ويقول سوكوف إن ملامح الخطة الجديدة تنطوي على الاستيلاء على مناطق غنية بالنفط يسيطر عليها الأمريكيون حاليا شرق الفرات، كانت قد أعلنت عنها الحكومة التركية في أوائل مارس. في ذلك الوقت عرض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان العمل مع روسيا في المنطقة للعمل على إعادة إعمار سوريا.

ووفقا للمحلل الروسي، فإن الحفاظ على الاتفاقيات الجديدة بين أردوغان وبوتين يعتمد على الاستقرار في إدلب. في الوقت نفسه، تسيطر الميليشيات الموالية لإيران على عدد من المناطق الرئيسية حول بلدات مثل سراقب وكفرنبل. ويزيد تأثير فيروس كورونا تعقيد المعضلة التي تواجهها طهران منذ مقتل اللواء قاسم سليماني، في كيفية توحيد قواتها بالوكالة في المنطقة.

وخلص في ختام مقاله إلى أن تفشي فيروس كورونا قد يسمح لمعارضي النفوذ الإيراني في موسكو وداخل الحكومة السورية باتخاذ إجراءات "مؤقتة" لعزل القوات الإيرانية وجعل هذه العزلة دائمة بشكل تدريجي.

لكنه يستدرك أن هذه الخطوات لن تكون قادرة على تغيير تسلل طهران العام إلى الجيش السوري والأجهزة الأمنية، بل وأقل قدرة على طرد الميليشيات الإيرانية من المناطق الشرقية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!