يوكسل أيطوغ – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

منذ نعومة أظافري وأنا أؤمن بأنّ الشّخص الذي يكتب الشّعر ويُلقيه ويحبّه، لا يمكن أن يُلحِق الضّرر بالناس. فالإنسان الذي ينبض قلبه مع الشّعر هو إنسان مقبول بالنسبة لي. وأؤمن بأنّ إلقاء الشّعر بحدّ ذاته فنّ، مثله مثل كتابة الشّعر.

لعلّكم تحبّون الرّئيس أردوغان أو تنفرون من هويته السياسية. لكن ما يهمّني هنا كوني من المهتمّين بالأدب والفنّ والشّعر، هو أنّ الرّئيس أردوغان هو شخص مُحبّ للشعر، لديه أسلوب رائع في الإلقاء. فصوت هذا الرّجل عندما يلقي أبيات الشّعر تشعر أنّه يخاطب أحشاءك من الدّاخل ولا تستطيع أن لا تتأثّر بقوّة صوته الذي يدخل أعماق الإنسان. إنّ الشّعب التركي لديه قائد يجيد وبحرفةٍ فائقة إلقاء الشّعر والتأثير من خلال صوته الجيّاش.

عندما أسمع شعر الدّعاء الذي كتبه الشاعر الكبير "عارف نهاد آغا" بصوت الرّئيس رجب طيب أردوغان، أنسى تماما هويّة هذا الرّجل السياسية. فعندما يردّد البيت الذي يقول فيه "هل سمعت صوت الشّهداء"، أشعر وكأنّ ناراً تلتهمني من الدّاخل ويزداد حبي وتعلّقي بهذا الوطن الذي سُقيت كلّ ذرّةٍ من ترابه بدماء الشّهداء.

والذي يزيد من تعلّقي وتأثّري بصوت رجب طيب أردوغان، هو أنّ هذا الرّجل نزل ضيفاً لزنازين الوصائيّين في الماضي لمدّة عشرة أشهر بسبب إلقائه أبياتاً من شعرٍ يُمجّد الأتراك وتضحياتهم خلال معارك الاستقلال والشّرف.

وفي هذا الصّدد أودّ أنّ أُذكّر الجميع وأسألهم. هل لكم أن تعطوني اسم شاعر تركي لم يتعرّض للضّغوطات ولم تحرق مدوّناته ولم يزجّوا به في سجون الظّلام، أو لم يقوموا بنفيه إلى الخارج؟.

ألا يزعجكم أن تكونوا مواطنين لدولةٍ مارست كلّ أنواع الضّغط والظّلم للشعراء عبر مرّ العصور؟ ألا تشعرون بالألم في داخلكم أمام هذا الوضع؟.

فإذا كان الأمر كذلك تعالوا جميعاً لندافع عن الرّئيس الذي أحب الشّعر وبذل في سبيله عشرة أشهر من عمره في ظلمات السّجون. ولندع توجّهاتنا السياسية جانباً كي نعيش لذّة الشّعر من صوت رجب طيب أردوغان.

عن الكاتب

يوكسل أيطوغ

كاتب في صحيفة صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مواضيع أخرى للكاتب

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس