ترك برس

شكل استقبال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لمستشار الأمن الوطني الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، في العاصمة أنقرة، محطة أخرى في قطار التطبيع المتوقع في العلاقات بين تركيا والإمارات، في خطوة طرحت تساؤلات حول قرب التطبيع الكامل.

وفي سابق من اليوم الأربعاء، أفاد بيان صادر عن دائرة الاتصال بالرئاسة التركية، أن أردوغان وآل نهيان بحثا العلاقات بين البلدين وقضايا إقليمية.

وأشار إلى أن أردوغان وآل نهيان، تناولا خلال اللقاء استثمارات الإمارات في تركيا، بحسب ما نقلته الأناضول.

ولم يذكر بيان دائرة الاتصال التركية، أية تفاصيل إضافية أخرى حول اللقاء.

ويأتي هذا اللقاء، بعد أشهر من اتصال هاتفي بين وزيري خارجية تركيا والإمارات هو الأول من نوعه منذ 5 سنوات في مؤشر على حصول تقدم لافت في ملف إعادة تطبيع العلاقات بين أنقرة وأبوظبي.

وفي الاتصال الهاتفي المذكور، تبادل وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو، ونظيره الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان، التهنئة بحلول شهر رمضان المبارك.

وجاء الاتصال الهاتفي بين الوزيرين، بالتزامن مع ظهور مؤشرات على تراجع حدة التوتر والخلافات بين البلدين وصدور تصريحات من الجانبين لخلق أجواء إيجابية كان أبرزها لوزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش التي شدد فيها على أن بلاده "لا تعتز بأي خلاف مع تركيا"، لافتاً إلى أنها "الشريك التجاري الأول لتركيا في الشرق الأوسط". وأكد في تصريحات أخرى أن بلاده ترغب في تطبيع العلاقات مع تركيا. ورد وزير الخارجية التركي بالقول إن بلاده "تلقت رسائل إيجابية من الإمارات وإنها تأمل بأشياء ملموسة."

قرقاش أوضح قائلاً: "نريد أن نقول لتركيا إننا نريد علاقات طبيعية تحترم السيادة بيننا وبينها"، مشيراً إلى وجود مؤشرات تركية مشجِّعة؛ مثل "الانفتاح الأخير مع أوروبا".

وفي ضوء هذه التصريحات، أقدم الجانبان على عدد من الخطوات منها تخفيف الإمارات بعض القيود التي فرضت على التجار ورجال الأعمال الأتراك، واستئناف الرحلات الجوية بين البلدين وتخفيف قيود منح التأشيرة من قبل الإمارات، إلى جانب تسمية أنقرة سفيراً جديداً لأبو ظبي وقبوله من قبل الأخيرة، وتخفيف حدة التصعيد الإعلامي من قبل وسائل الإعلام الرسمية بين البلدين وإن استمرت الحملات عبر وسائل إعلام غير محسوبة بشكل مباشر على الحكومات وخاصة الإمارات.

وفي حين أن ملفي قطر ومصر من أبرز مسببات الخلاف الإماراتي التركي، فإن المصالحة الخليجية وتقدم مساعي التقارب بين أنقرة والقاهرة يتوقع أنها أعطت دفعة قوية لمساعي التقارب التركي الإماراتي الذي قد يتطور قريباً على شكل لقاء بين وزيري خارجية البلدين وزيارات متبادلة بينهما، بحسب ما ذكره تقرير لصحيفة القدس العربي.

يُذكر أن أولى محطات الأزمة السياسية بين تركيا والإمارات بدأت حين انقلب وزير الدفاع المصري، عبد الفتاح السيسي، على أول رئيس منتخب في البلاد، محمد مرسي، في يوليو/ تموز 2013، إضافة إلى موقف البلدين من الأزمة السورية، إضافة إلى الخلاف الليبي الذي يبدو الأكثر حساسية بين الأتراك والإماراتيين.

ووصلت الأزمة الدبلوماسية والتلاسن بين المسؤولين إلى ذروتها حين أعلنت السعودية، إلى جانب أبوظبي والبحرين ومصر، حصاراً على دولة قطر، في يونيو 2017، الذي وقفت فيه أنقرة مع حليفتها الدوحة وساندتها سياسياً، واقتصادياً، وعسكرياً، وهو ما أثار غضب قادة الإمارات.

وزادت حدة الخلافات والتوتر بين البلدين مع اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي، في قنصلية بلاده بإسطنبول، في أكتوبر / كانون الأول 2018، حيث ساندت الإمارات السعودية في تلك الأزمة، وهاجمت تركيا.

كذلك للأزمة التركية الإماراتية وجه آخر اسمه محمد دحلان، القيادي المفصول من حركة فتح الفلسطينية، والذي يشغل مستشاراً أمنياً لولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، حيث تتهمه أنقرة بأنه "مرتزق يعمل لحساب دولة الإمارات"، وبالمشاركة في محاولة انقلاب عام 2016 ضد الحكومة التركية.

ووقعت الإمارات مع اليونان جارة تركيا جملة من الاتفاقيات السياسية والاقتصادية والثقافية وحتى الدفاعية، في محاولة للضغط على تركيا ضمن خطط استقطاب اليونان للعب دور موازٍ لتركيا واستثمار الصراع بينهما من خلال الانحياز إلى موقف أثينا، وخاصة في ملف الغاز شرقي البحر المتوسط.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!