ترك برس - محمد شوكت أيغي - ميلّي غازيتي

عندما سقطت الدولة العثمانية أو أُسقطت وعند إلغاء الخلافة، تفكك جمع أهل السنة وبقيت مبعثرة ودون رأس يقودها. وكان نتيجة ذلك أن فقدت الأمة الإسلامية وحدتها. وبات العالم الإسلامي الآن داخل دائرة من الأزمات والفوضى والتوتر والحروب الداخلية والنيران الكبيرة. لقد كسر إلغاء الخلافة ظهر العالم الإسلامي.

ليست في العالم الإسلامي الحالي الذي تعقد فيه المؤتمرات بين الدول للتثبت من هلال رمضان، مبشرات أو حركة قوية وجدّية لإحياء الخلافة وتوحيد صفوف الأمة الإسلامية.

لقد فقد المسلمون المتشتتون والمبعثرون، شعور الوحدة والاتحاد والأخوة بشكل كبير جداً.

لا يساهم علماء الدين والفقهاء وشيوخ الطرق والمفكرون والأكاديميون المسلمون، بتنظيم فعاليات وحركات كافية وقوية في صدد توحيد صفوف الإمة الإسلامية. وليست هناك مساهمات لتعليم وتلقين الشعوب دروساً في هذا المجال.

عندما لا يكون على الرأس خليفة، وعندما لا تؤسس وحدة الأمة، وعندما تخلوا هذه الأمة من تسلسل هرمي موحد ومن المؤسسات الضرورية ومجلس الفتاوى والشورى والإعلام على مستوى العالم ومؤسسات التعليم ومراكز البحوث العلمية، فإن المسلمين لا ينجون من البعثرة والذلة والعجز والهزيمة والهوان والتعرض للإهانات.

لقد أدى عدم توفر الخليفة ووحدة الأمة إلى بقاء أهل السنة على الخط البديل دائماً وإلى ظهور الغلو والإرهاب في المنطقة التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم (يطلع منها قرن الشيطان) وأصبح هناك من يظن أن هذه هو الإسلام الحقيقي. وتستمر النزاعات في العالم الإسلامي رغم احتوائها على الدول الأكثر انتاجاً للبترول ورغم دخلها الذي يبلغ ترليونات الدولارات، وذلك بسبب عدم استخدام هذه  الأموال الهائلة لتنشئة مجاهدين مسلمين أقوياء ومميزين ويتمتعون بخصال جيدة وعدم تأسيس المؤسسات التي لا بد من وجودها وعدم القيام بالأعمال التي لا غنى عنها للمسلمين والواجب على الكل القيام بها. ويبدو أنه لن يتحسن هذا الأمر إذا لم تتحسن هذه العقلية.

أدى عدم توفر الخليفة ووحدة الأمة إلى عجز العالم الإسلامي المؤلف من مليار ونصف، عن الوقوف في وجه إسرائيل المؤلفة من 9 ملايين شخص.

وتقوم قوى الكفر والنفاق الإمبريالية والاستعمارية بتنفيذ خططها الشيطانية على العالم الإسلامي لتشتيته وتقسيمه وتحريض المسلمين على بعضهم فوق التشتت الذي هم عليه.

لو كان يوجد اليوم خليفة وكانت الأمة موحدة، هل كانت أفغانستان والعراق وسوريا وليبيا والعديد من الدول الإسلامية على ما عليه الآن؟ هل كانت تراق دماء كل هؤلاء المسلمين؟ وهل كان سيغترب الملايين من المسلمين؟ وهل كانت مدن الإسلام ستتحول إلى خرابات؟ هل كانت مظاهر الانحرافات والظلم والارتداد عن الدين منتشراً إلى هذا الحد؟ وهل كانت عقول المسلمين ستتشوش مثل اليوم؟

على كل العلماء المسلمين والفقهاء والشيوخ الحقيقيين والمثقفين والمفكرين أن يقوموا بوظيفتهم الرئيسية وهي توعية الشعوب بمسألة توحد الأمة وتأسيس الخلافة الإسلامية.

كيف سيتم توفير هذه الخدمة..؟ ستتوفر وتقام وفقاً للشروط السياسية والثقافية والاجتماعية الموجودة في البلد. وسوف توفر قد المستطاع. إن عدم القيام بالأعمال على أحسن وجه لأجل وحدة الأمة وإقامة الخلافة رغم توفر الحرية والفرصة والإمكانيات، خيانة كبيرة.

عن الكاتب

محمد شوكت أيغي

كاتب تركي من أتباع فكر الرؤية الوطنية أو "مللي غوروش" الذي أسسه نجم الدين أربكان


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مواضيع أخرى للكاتب

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس