أوزجان تيكيت – صحيفة خبر ترك – ترجمة وتحرير ترك برس

عند النظر إلى تصريحات مولود جاويش أوغلو وزير الخارجية التركي، نجد أنّ التباين ما زال مستمرا في وجهات النظر حول الدعم للمجموعات المقاتلة ضد نظام الأسد، ما بين الولايات المتحدة الأمريكية والدول الداعمة.

ومع أنّ عمليات تدريب المقاتلين السوريين قد بدأ العمل بها، إلا أنّ هناك حالة من الغموض وعدم الوضوح. فمثلا، لا نجد إجابة واضحة على سؤال "هؤلاء المقاتلون سيحاربون مَن بعد عودتهم إلى سوريا؟"، وهذا سؤال هام جدا، فما هي الدافعية التي ستقود هؤلاء المقاتلون السوريون للقتال؟

هل سيقاتلون بشار الأسد الذي تسبب بمقتل ما يزيد عن 200 ألف إنسان منذ بدء الأحداث السورية؟

أم هل سيقاتلون داعش التي تسيطر على خُمسي مساحة العراق وسوريا؟

أم سيقاتلون حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية؟

ولهذا يجب على الدول التي تقوم بتدريب المقاتلين ودعمهم، يعني تركيا والولايات المتحدة الأمريكية ودول الخليج، يجب أنْ يكونوا أصحاب رؤية مشتركة حول هذا الموضوع، وهذا في الحقيقة ليس بالأمر السهل.

فتركيا تريد من هؤلاء المقاتلين أنْ ينضموا لصفوف المعارضة ويقاتلوا الأسد، فأنقرة تؤمن بأنّ نجاح قوات المعارضة وانتصارها مرهون بإعلان منطقة آمنة، وتفعيل حظر جوي في الساحة السورية، وما نفهمه من تصريحات جاويش أوغلو الأخيرة أنّ "طلبات دول الخليج أكثر من ذلك".

حيث تؤمن دول الخليج بضرورة التدخل البري أيضا من أجل تحقيق نتيجة حاسمة ونهائية، وهي تضغط على أمريكا في هذا الاتجاه، وعند وضع طلبات تركيا ودول الخليج إلى جانب بعضهما البعض، يتضح المشهد بصورة أكبر، فإذا أعطت أمريكا الضوء الأكثر لهذه الطلبات، أو قامت تركيا ودول الخليج بالتحرك دون موافقة أمريكا، فهذا يعني أنه سيكون هناك تدخل بري وجوي في سوريا.

وبهذا تُصبح بعض التوقعات التي نُشرت في المواقع الإخبارية صحيحة، والتي ادعت أنّ تركيا ستقوم بالدخول بريا في سوريا، ودول الخليج ستقوم بشن هجمات من الجو، ولا يستطيع أحدٌ حتى الآن حسم تبعات وانعكاسات مثل هذا التدخل على المنطقة.

بينما تنظر الولايات المتحدة الأمريكية إلى سوريا والعراق بصورة مختلفة تماما عن حلفائها في المنطقة، فعندما تنظر واشنطن إلى المنطقة، لا ترى أي عنصر تهديد سوى داعش، فالتنظيم لا يتواجد في العراق وسوريا وحسب، وإنما هناك أكثر من 20-30 منظمة تقاتل باسمهم في 18 دولة، والتنظيم بذلك يقود حربا عالمية.

لكن من المحتمل أنّ هذا يصب في مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية، فبعد انتهاء الحرب الباردة، أصبح حلف الناتو هو القوة العسكرية الأكثر هيمنة في العالم، ومنذ مدة والولايات المتحدة الأمريكية تبحث عن تفعيل قوة حلف الناتو بصورة أكبر، لكن مع صعود وبروز قوة تنظيم داعش منذ عامين، أصبح داعش بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية "العدو الذي طال انتظاره".

فبعد أنْ قامت الولايات المتحدة الأمريكية بوضع أوروبا إلى جانبها باستخدام ملف احتلال أوكرانيا، تحاول اليوم المحافظة على هيمنتها في العالم الإسلامي باستخدام تنظيم داعش.

وهذا الأمر يمكن ملاحظته من خلال التصريحات التي صدرت عن أوباما بعد لقائه مع السكرتير العام للناتو، حيث وضع أوباما هدفين أمام حلف الناتو، الأول هو التركيز على أهمية محاربة روسيا في الشمال، والهدف الآخر يقول أوباما :"الاستمرار بتنسيق محاربة داعش في الجبهة الجنوبية، وعلينا الاعتراف بتحديه للعالم أجمع".

وأيضا ما يجب علينا عدم إغفاله، هو إصرار الولايات المتحدة الأمريكية على توقيع اتفاقية نووية نهائية مع إيران بحلول 30 حزيران، وإذا ما تحقق ذلك، ستخرج إيران من دائرة التهديد بالنسبة لأمريكا، ليبقى مكانها فارغا، وبالتالي فإنّ أنسب من يستطيع ملأ هذا الفراغ باعتقادي هو تنظيم داعش.

عن الكاتب

أوزجان تيكيت

كاتب في صحيفة خبر ترك


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس